Skip to main content

صينيون طالبوا بضم تايوان فوراً!

نانسي بيلوسي
AvaToday caption
حظيت الزيارة بمتابعة كثيفة في وسائل الإعلام الصينية، حتى وإن استمر العداء العام للنائبة الأمريكية بطبيعة الحال. وبلغ الأمر أن أحد المواقع المملوكة للدولة أطلق بثاً مباشراً للزيارة على قناته الرسمية على موقع "ويبو"
posted onAugust 6, 2022
nocomment

عندما نقلت وسائل الإعلام الحكومية الصينية، أواخر الشهر الماضي، أول الأخبار عن عزم رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، زيارة تايوان، غشت البلاد سحائب من الاستنفار والذعر.

هاجمت الصحافة الصينية الولايات المتحدة، واتهمتها بانتهاك مبدأ "صين واحدة"، ووصفت الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ"النفاق"، في موجة من الحميَّة القومية التي غمرت بكين في أعقاب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان.

صحيفة The Guardian البريطانية رصدت هذه الموجة في تقرير الجمعة 5 أغسطس/آب 2022، كشف كيف انتشرت حالة الغضب إلى شبكة الإنترنت، حيث وصف بعض المدونين بيلوسي بـ"الساحرة العجوز" ونبزها آخرون بلقب "العجوز الأمريكية"، حتى إن الصحفي "هو شي جين"، وهو صحفي معروف بتعصبه الوطني وكان المحرر السابق لصحيفة The Global Times ، حثَّ السلطات على توجيه الطائرات الصينية للتدخل ومنع طائرة بوليسي من بلوغ تايوان، وقال: "إذا لم ينجح ذلك، فأرى أنه من المقبول حينها إسقاط طائرة بيلوسي".

في المجتمع الصيني، غالباً ما يلقى الخطاب القومي من هذا النوع آذاناً مصغية، خاصة في القضايا المتعلقة بسيادة الصين.

ظلت خطابات الذم في بيلوسي المطالِبة بردعِها عن زيارة تايوان تتصدر قائمة أكثر الوسوم انتشاراً على موقع "ويبو" الشهير للتواصل الاجتماعي في الصين بضعة أيام. ثم انتشرت في الأيام التالية عدة تصريحات جريئة في جميع منافذ الإعلام الرسمية تقريباً. واستحسن كثير من المذيعين والمعلقين هذا الخطاب الخشن في مهاجمة أمريكا وسياساتها.

فيما كرَّر نائب مدير إدارة المعلومات بوزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، التحذير الذي وجهه رئيسه شي جين بينغ، إلى بايدن الأسبوع الماضي: "لا يمكن لأحد أن يتحدى إرادة الشعب، ومن يلعب بالنار تحرقه. نظن أن الجانب الأمريكي يدرك تماماً المضمون القوي والواضح لما تقوله الصين".

واستحضرت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشونينغ، تصريحات الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، الذي وصف فيها أمريكا في عام 1946 بأنها "نمر من ورق"، وقالت: "قوى الرجعية تبدو مرعبة في الظاهر، لكنها ضعيفة في حقيقة الأمر".

وحظيت الزيارة بمتابعة كثيفة في وسائل الإعلام الصينية، حتى وإن استمر العداء العام للنائبة الأمريكية بطبيعة الحال. وبلغ الأمر أن أحد المواقع المملوكة للدولة أطلق بثاً مباشراً للزيارة على قناته الرسمية على موقع "ويبو"، فوصلَ عدد المشاهدين في ذروته إلى 70 مليون مشاهد تهيأوا لمتابعة بيلوسي وهي تهبط من طائرتها في تايوان، وانتشرت تعليقات كثيرة تحث على "إعادة توحيد التراب الوطني".

قالت مانيا كوتسي، مديرة موقع WhatsOnWeibo  المتخصص في متابعة الأخبار المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، إن "زيارة بيلوسي إلى تايوان استفزت موجة من الحميَّة الوطنية على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد انهالت التعليقات المؤيدة للجيش الصيني والمطالبة بإعلان الوحدة مع تايوان. وأخذ كثير من الناس يقولون: (آمل أن أستيقظ غداً، لأجد أننا قد اتحدنا وتايوان)، لم أر قط مثل هذه الحميَّة لقضية الاتحاد بتايوان قبل هذا الأسبوع".

بعد أن تعهد الجيش الصيني بالرد، أعلن أنه سيجري بداية من الخميس 4 أغسطس/آب تدريبات عسكرية واسعة النطاق واختبارات صواريخ في محيط جزيرة تايوان.

وقالت وسائل إعلام رسمية إن ما يحدث يبين عواقب تهور بيلوسي، وتسبب إعلان التدريبات العسكرية في حالة من التأهب العام بجميع أنحاء آسيا، واستدعى الأمر مطالبات من زعماء آسيويين وأوروبيين لضبط النفس.

مع ذلك، لم يشفِ ردُّ الفعل هذا غليل البعض، فقد كتب أحد مستخدمي موقع ويبو: "ما زلت غاضباً! أربعة أيام من التدريبات العسكرية مدةٌ قصيرة للغاية". وكتب آخر: "إذا اكتفوا بالتدريبات العسكرية هذه المرة، فستكون تلك خيبة مريرة في مكانة البلاد الدبلوماسية وللرأي العام برمته، ولا جدوى بعدها من أي كلام قد يقال".

وكتب مستخدم يحمل اسم أوي، ويسكن مدينة بكين، إنه رأى في ترحيب تايبيه المتحمس بزيارة بيلوسي واستقبالها الحميمي "إذلالاً كبيراً للصين"، "فنحن دولة كبيرة، يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة. يجب ألا ننقض كلامنا عن ضم تايوان. ونحن لدينا القدرة" على الوفاء بما أعلناه.

من جهة أخرى، كان الخوف هو الشعور الغالب على جين ليهانغ، وهو رجل تايواني يعيش في بكين، إذ قال: "لقد بدا لي أن زيارة بيلوسي هي العذر الذي لطالما التمسه الجيش الصيني ليعرض لنا قدراً مما سيحدث إذا عزم أمره على (الخيار العسكري) يوماً ما. يبدو أن البلاد كلها ستكون متأهبة للقتال قريباً. إنه أمر مخيف".

نقلت صحيفة The Global Times الصينية عن هيرمان شواي، وهو ملازم أول متقاعد من تايوان، الأربعاء 3 أغسطس/آب، قوله إن انتشار القوات الصينية في التدريبات العسكرية الجارية "نموذج" على "حصار تايوان"، و"ربما يكون هذا الحصار جزءاً من الخطط التي وضعت للتنفيذ عند ضم تايوان بالقوة في المستقبل".