أعلنت وسائل إعلام محلية الأربعاء، أنّ إيران ستمنع النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب من استخدام المترو في مدينة مشهد (شمال شرق) التي لها قدسية خاصة لدى الإيرانيين.
ومنذ الثورة الإسلامية في العام 1979، يلزم القانون في إيران جميع النساء بارتداء الحجاب والملابس الفضفاضة لدى الخروج إلى الأماكن العامة.
ومع ذلك يظهر عددٌ متزايد من النساء الإيرانيات في طهران والمدن الكبرى الأخرى، شعرهن بشكل أكثر وضوحا.
وأفاد نادي الصحافيين الشباب وهي وكالة صحافية تابعة للتلفزيون الحكومي، بأن "نائب المدعي العام في مشهد كتب أخيرا رسالة إلى محافظ المدينة يطالبه فيها بمنع النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب الإسلامي من استخدام المترو"، مشيرا إلى أن "الرسالة أثارت عدة ردود فعل "، ناشرا نسخة من الوثيقة المؤرّخة في 26 يونيو/حزيران.
وأضافت الرسالة "في حال عدم احترام هذا الأمر بحلول السادس من يوليو/تموز ستتم محاكمة المسؤولين المعنيين". وتعد مشهد، ثاني مدن إيران التي يبلغ عدد سكانها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، موطنا لأقدس أماكن العبادة في البلاد.
وأكد المدعي العام في إيران محمد جعفر منتظري حقيقة هذه الرسالة، في ردّ على سؤال نادي الصحافيين الشباب. وقال "تتوافق رسالة نائب المدعي العام في مشهد مع القانون".
وكانت وسائل إعلام محلية أعلنت في اليوم السابق، إغلاق السلطات ثلاثة مقاهي في مدينة قم المقدّسة لأن النساء الموجودات في المكان لم يرتدين الحجاب.
وأوقفت الشرطة في مدينة شيراز (جنوب) في يونيو/حزيران عددا من الفتيات اللواتي خلعن حجابهن خلال فعالية تزحلق.
وفي العام 2018 تمرد عدد من الإيرانيات على القيود الاجتماعية وخلعن الحجاب في الشارع وانتشرت لهن صور على مواقع التواصل الاجتماعي، وثقت احتجاجهن على قانون ارتداء الحجاب.
وكانت السلطات الإيرانية قبلها قد اعتقلت فيدا موفاهيد لخلعها الحجاب خلال احتجاجات عمت إيران حينها.
وتجوب في شوارع إيران ما يشبه الشرطة الدينية التي تفرض ضوابط في اللباس على الإيرانيين والإيرانيات بصفة خاصة وفي أحيان كثيرة تنتقل من النصح إلى الاعتقال لمن ترى انه يخالف تعليمات ارتداء الحجاب.
وفرض قانون ارتداء الحجاب بعد الثورة الإسلامية في العام 1979 وطبقت السلطات هذه القانون بشدّة منذ ذلك الوقت لكم مع وصول الرئيس الإصلاحي السابق حسن روحاني إلى السلطة، خففت السلطات بعض القيود لكنها تشددت في أخرى.
واعتادت السلطات الإيرانية على اعتقال النساء اللواتي يسمحن بانزلاق حجابهن، لكن خفت تلك التدابير في عهد روحاني الذي كان قد وعد خلال حملته الانتخابية التي جاءت به للرئاسة، بانفتاح اجتماعي وبتخفيف القيود التي يفرضها عادة النظام الديني.
كما توقفت السلطات في عهده عن اعتقال النساء اللواتي يقدن سياراتهن من دون وضع الحجاب بشكل لائق واستبدال ذلك بفرض غرامة مالية عليهن.
وخلف روحاني في اغسطس/اب من العام الماضي المحافظ إبراهيم رئيسي وسط توقعات بأن تتجه إيران إلى المزيد من التشدد.