Skip to main content

الحمى النزفية تحصد المزيد من الأرواح في العراق

الحمى النزفية
AvaToday caption
فرضت السلطات خلال الأيام الماضية اجراءات مشددة لمنع ظاهرة الذبح العشوائي التي غالبا ما تنتشر في الاحياء الشعبية، بالإضافة لمنع نقل الماشية من منطقة لأخرى كما قامت بحملات تطهير للحيوانات
posted onMay 12, 2022
nocomment

أكثر من 50 حالة إصابة و12 وفاة من جراء مرض الحمى النزفية سجلت في العراق منذ مطلع العام الحالي، ما تسبب بحالة من القلق داخل الأوساط الشعبية على الرغم من التطمينات الحكومية.

معظم حالات الإصابة والوفاة حصلت في محافظة ذي قار جنوبي البلاد، مع حالات أقل في أربيل وكركوك وبغداد والنجف ونينوى، وفقا لوزارة الصحة العراقية، التي أشارت إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض هم مربو الماشية والعاملون في مجال الجزارة.

المرض، الذي يعرف كذلك باسم حمى "الكونغو"، يعتبر من الأمراض المتوطنة في العراق إذ شخصت أول حالة في البلاد عام 1979، ومنذ ذلك التاريخ تسجل إصابات في عدد من محافظات العراق بمعدلات مسيطر عليها، بحسب الصحة العراقية.

يعد المرض من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوانات المصابة وينتقل من شخص مصاب أو من حشرة القرادة كوسط ناقل ولا ينتقل من خلال تناول اللحوم المطبوخة جيدا.

في عام 2018 سجلت وزارة الصحة العراقية 64 حالة إصابة مشتبه بها وسبع حالات مؤكدة وخمس حالات وفاة.

تختلف علامات وأعراض الحمى النزفية الفيروسية حسب المرض. بشكل عام، يمكن أن تشمل العلامات والأعراض المبكرة على الحمى والتعب والضعف والدوار وآلام في العضلات أو العظام أو المفاصل، والقيء والغثيان والإسهال.

أما الأعراض التي يمكن أن تكون مهددة للحياة فتشمل النزيف من تحت الجلد أو في الأعضاء الداخلية أو من الفم أو العين أو الأذنين ومشاكل في الجهاز العصبي والغيبوبة والهذيان والفشل الكلوي ومشاكل في التنفس وتليف الكبد.

تنتشر الحمى النزفية الفيروسية عن طريق ملامسة الحيوانات أو الحشرات المصابة، حيث تعيش الفيروسات التي تسبب الحمى النزفية الفيروسية في مجموعة متنوعة من مضيفات الحيوانات والحشرات.

تشمل العوائل الأكثر شيوعا البعوض أو القراد أو القوارض أو الخفافيش، ويمكن أيضا أن تنتقل بعض أنواع الحمى النزفية الفيروسية من شخص لآخر.

تنتشر بعض أنواع الحمى النزفية الفيروسية عن طريق لدغات البعوض أو القراد، وينتشر البعض الآخر عن طريق ملامسة سوائل الجسم المصابة، مثل الدم أو اللعاب أو السائل المنوي، ويمكن كذلك انتقالها عبر استنشاق براز أو بول الحيوانات المصابة، أو أثناء ذبحها وأكل لحومها غير المطبوخة بشكل جيد.

يقول أستاذ كلية الطب في جامعة بغداد سعد بدّاي إن "طبيعة المرض لا ينتشر على شكل جائحة مثل كورونا، وانما هو ينتشر عن طريق التلامس المباشر فقط".

ويضيف بدّاي في حديث صحفي أن "أكثر طريقة للانتشار في العراق تتمثل بملامسة اللحوم التي تحمل الفايروس، الذي ينتقل للحيوان عن طريق القراد".

ويتابع بدّاي: "عنما يقوم الإنسان بذبح الماشية ينتقل إليه الفايروس في حال لم يكن ملتزما بالشروط الصحية والوقائية، حيث يدخل الفايروس للجسم ومن ثم الأوعية الدموية ويبدأ بعدها تمزق الأوعية ومن يثم يحصل النزيف".

وتحدث بدّاي عن اول حالة اكتشفت في العراق في 1979، حيث أشار إلى أنها لمريضة دخلت المستشفى من منطقة ريفية وكانت الأعراض غريبة في حينه.

ويبين "كانت المريضة تعاني من نزف في الأنف والفم، وتوفت من دون معرفة السبب، وبعدها توفى الطبيب المقيم الذي أشرف على علاجها وأيضا الممرضة التي كانت على تماس معها".

"تشكلت في حينه خلية أزمة حكومية وارسلت عينات من المتوفين إلى المملكة المتحدة وخبراء الأوبئة، ليتم التعرف على الحالات أنها فايروس القرم او الكونغو (الحمى النزفية)"، وفقا لبدّاي.

يؤكد الطبيب العراقي أن البلاد شهدت بعدها "حالات منفردة بين فترة وفترة ولم يختف المرض بشكل نهائي"، مضيفا أن "المرض يمكن ان ينتشر إذا حصلت إصابات للحيوانات على نطاق واسع".

وتؤكد السلطات العراقية أنها اتخذت إجراءات للحد من انتشار هذا المرض الفيروسي الذي يتنقل عن طريق الماشية، كالأبقار، والأغنام والماعز والجاموس.

وفرضت السلطات خلال الأيام الماضية اجراءات مشددة لمنع ظاهرة الذبح العشوائي التي غالبا ما تنتشر في الاحياء الشعبية، بالإضافة لمنع نقل الماشية من منطقة لأخرى كما قامت بحملات تطهير للحيوانات.

وقال أمين سر خلية الإعلام الحكومي حيدر مجيد إن "الحمى النزفية يشغل العراقيين حاليا، لكن هناك تهويل إعلامي بشأن أعداد الاصابات".

وأضاف مجيد في تصريحات متلفزة أن "الحكومة العراقية اتخذت اجراءات مشتركة لمواجهة المرض تتخذها السلطات عبر وزارتي الصحة والزراعة".

بالمقابل قال المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء إن "مجموع حالات الاصابة المؤكدة هي 55 حالة بينها 12 حالة وفاة وإن نصف الإصابات تماثلت للشفاء التام بعد تلقيهم الرعاية اللازمة".

وتابع البدر أن لدى السلطات العراقية "القدرة على الكشف عن الحالات المبكرة وتقديم الرعاية لهم واتخاذ الاجراءات الضرورية لمنع حصول حالات جديدة من خلال العزل التام للمرضى المصابين".

"ولا يوجد لقاح أو علاج فعال لمواجهة المرض، لكن هناك امكانية لتفادي الوفيات في المراحل المبكرة من المرض التي تترافق مع الحمى وآلام الجسم والمغص، خاصة لدى الاشخاص الأكثر عرضة وهم مربي الماشية"، وفقا للبدر.

ويشير البدر إلى أنه "في حال وصل المريض إلى المرحلة الثانية وهي الأخطر، وبدأ في النزف من تحت الجلد أو فتحات الجسم، فعندها يكون الموضوع صعب واحتمال المضاعفات والوفاة تزداد".

ويبين أستاذ كلية الطب بجامعة بغداد سعد بدّاي أن "نسبة الوفيات في هذا المرض عالية جدا وتصل لـ40 في المئة".

ويضيف أن "المهم هو أن يكون هناك تشخيص ومعالجة مبكرة للحالات، عبر تعويض المريض بالدم وبالبلازما والسوائل والمضادات الفايروسية، وهذا قد يخفض نسبة الوفيات إلى 10 أو 15 في المئة".

يوصي الخبراء بضرورة الالتزام بالشروط الصحية، وخاصة من قبل مربي الماشية، من خلال ارتداء القفازات وواقيات العين واتباع الإرشادات الصحية والطهي الكافي للحوم واستخدام سكين خاصة لقطع اللحوم، وتجنب الذبح العشوائي للماشية.

كذلك ينصح بالعناية بالنظافة الشخصية وغسل اليدين جيدا بعد لمس اللحوم.

ويرى بدّاي أن "السيطرة على المرض تحتاج كخطوة أولى تعقيم الحيوانات لقتل القراد الناقل للفايروس، وأيضا القيام مراقبة مصادر اللحوم والقيام وحملة توعية لكيفية التعامل مع اللحوم وطبخها بشكل جيد".