دعا المعارض الايراني البارز حشمت الله طبرزدي، أمين عام "الجبهة الديمقراطية الإيرانية" جميع مواطني بلاده للتضامن مع الاحتجاجات التي تشهدها منطقة الأحواز ضد موجة الغلاء منذ يوم الجمعة الماضي والتي بدأت تمتد إلى المحافظات الأخرى.
وقال طبرزدي في اتصال مع "العربية.نت" من منزله في العاصمة طهران: "باعتباري أمين عام الجبهة الديمقراطية الإيرانية وعضواً في لجنة تنسيق الاحتجاجات، أعلن عن دعمي دون قيد أو شرط لاحتجاجات الأحواز".
كما طالب كافة المواطنين الإيرانيين أن يتضامنوا معها ويخرجوا إلى الشوارع للتنديد بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة جراء سياسات النظام الحاكم.
كذلك أوضح طبرزدي أن إقليم الأحواز تحول إلى مركز لانطلاق الاحتجاجات خلال السنوات الأخيرة بسبب "سياسات الاضطهاد الممنهجة ضد المواطنين العرب هناك بالرغم من أن الإقليم ينعم بالخيرات ويستخرج منه معظم النفط والغاز الإيراني".
وشدد على أن قضايا مثل "غلاء المعيشة" و"القمع المتواصل" من شأنهما أن يوسعا وتيرة الاحتجاجات.
كما توقع طبرزدي أن تؤدي خطة الحكومة لـ"تقنين الخبز" من خلال توزيع الكوبونات، إلى توسع رقعة الاحتجاجات في باقي أرجاء البلاد.
واعتبر ما وصفها بـ"عدم مشروعية وكفاءة نظام ولاية الفقيه" إلى جانب "الصراع الداخلي على السلطة" من أسباب استمرار الاحتجاجات على مستوى البلاد.
كذلك أضاف أن مضاعفة سعر البنزين عام 2019 أدت إلى ظهور موجة عارمة من الاحتجاجات، مرجحاً أن تؤدي مضاعفة سعر الخبز لاحتجاجات مشابهة خلال العام الجاري.
وكشف طبرزدي أيضاً عن تشكيل "لجنة تنسيق الاحتجاجات"، والتي تضم عدة أحزاب ونشطاء وتيارات سياسية وإعلامية وثقافية داخل وخارج إيران.
كما أوضح أن الهدف من تشكيل هذه اللجنة هي "ربط الاحتجاجات في المحافظات بالعاصمة طهران والمدن الرئيسية الكبرى للتحول إلى حركة عصيان مدني منظمة"، على حد تعبيره.
أما عن مستقبل المفاوضات النووية فقال إن "العالم يشهد حالياً استقطاباً حاداً، غير أن النظام الإيراني ربط مصيره بالجانب الروسي أملاً في كسب امتيازات لتعزيز نفوذه ودعمه للجماعات الإرهابية".
ورأى أن "محاولات المجتمع الدولي لإبعاد النظام الإيراني من المحور الصيني -الروسي لن تنجح لأن النظام لا يفكر بمصالح شعبه بل بنفوذه وبقائه بأي ثمن".
يذكر أنه على خلفية تزايد وتيرة الاحتجاجات التي عمت عدة مدن إيرانية، فرضت السلطات حظراً للتجول في عدة مدن من إقليم الأحواز، جنوب غربي البلاج، واعتقلت ما يقارب 50 شخصاً، وذلك كإحصائيات أولية خاصة في مدن الخفاجية والحميدية والفلاحية.
وتأتي هذه التظاهرات تزامناً مع وقفات احتجاجية أخرى نظمها المعلمون والعمال وطلاب الجامعات في مختلف المدن الإيرانية ضد تجاهل الحكومة لمطالبهم بشأن زيادة المرتبات لمواجهة موجة غلاء الأسعار غير المسبوقة في البلاد.