Skip to main content

إيران تقمع الداخل وتؤجج النزاع في الخارج

أحتجاجات إيرانية
AvaToday caption
"هذه الجماعة كانت متنكرة على أنها مجموعة إخبارية يهودية متشددة تدعم الجماعات اليمينية المتطرفة"، موضحة أن "هدفها كان تأجيج 'الحرب الدينية' من خلال تضخيم 'الخوف والكراهية والفوضى'"، بحسب معهد الأمن السيبراني الإسرائيلي
posted onFebruary 4, 2022
nocomment

أذرع خبيثة تقمع الإيرانيين وتمتد إلى ما وراء الحدود وتحديدا إلى إسرائيل لتعبث بمجتمعات من منطلق فرضية "العداء" ومنطق المؤامرة.

أجندة ملغومة تستهدف كل من تسول له نفسه انتقاد النظام الإيراني أو معارضة برامجه التدميرية في المنطقة، في مساعي تخلق بؤر توتر مجتمعي تستخدمه أداة لإضرام نيران الحروب وإثارة النعرات وتعزيز الانقسامات.

منظمة العفو الدولية طالبت، الخميس الماضي، السلطات الإيرانية بالإفراج عن السجين والناشط السياسي  عباس وحيديان شاهرودي، المحكوم عليه بالسجن 10 سنوات، بسبب دعوته للمرشد علي خامنئي بالاستقالة من منصبه.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قضت محكمة الثورة بمدينة مشهد شمال شرقي إيران، بالسجن لمدة 10 سنوات بحق وحيديان شاهرودي الذي كان من بين الموقعين على بيان جرى تداوله في يونيو/حزيران 2019 دعا لاستقالة خامنئي.

وقالت المنظمة الحقوقية إن وحيديان شاهرودي محتجز في زنزانة بلا نافذة، مضيفة أن "مصابيح السقف مضاءة على مدار 24 ساعة في زنزانته، مما جعله يعاني من الأرق والتوتر".

وبحسب المنظمة، فإن "عملاء المخابرات أبلغوا وحيديان شاهرودي أنه "من أجل تحسين الوضع، يجب عليه إدانة أنشطته السياسية كتابة وكشف رمز هاتفه"، مشيرة إلى تعرضه لانتهاكات مثل التعذيب، وهي جريمة بموجب القانون الدولي".

وأوضحت أن "عملاء المخابرات والمسؤولين القضائيين رفضوا تطعيم عباس وحيديان شهرودي ضد فيروس كورونا".

وفي يونيو/حزيران 2019، كتبت 14 ناشطاً إيرانياً رسالة تطالب باستقالة المرشد خامنئي، وبعد ذلك تم تهديد الموقعين وجرى اعتقالهم لاحقا.

وفي جهة ثانية أدارت وحدة معلومات مضللة إيرانية مشتبه بها شبكة معقدة عبر موقع فيسبوك، عبر استخدام مزيف لهوية جماعة يهودية بإثارة العنف في إسرائيل.

وقال تقرير نشرته، الخميس، هيئة الإذاعة البريطانية باللغة الفارسية، استناداً إلى معلومات حصلت عليها من قبل معهد الأمن السيبراني الإسرائيلي، إن "المجموعة الإيرانية كانت تستهدف اليهود القوميين والمتدينين بإسرائيل في محاولة لإذكاء الانقسام وتأجيج التوترات مع الفلسطينيين".

وأضاف التقرير أن "هذه الجماعة كانت متنكرة على أنها مجموعة إخبارية يهودية متشددة تدعم الجماعات اليمينية المتطرفة"، موضحة أن "هدفها كان تأجيج 'الحرب الدينية' من خلال تضخيم 'الخوف والكراهية والفوضى'"، بحسب معهد الأمن السيبراني الإسرائيلي.

ويتولى هذا المعهد مراقبة المعلومات المضللة التي تستهدف إسرائيل، مشيراً إلى أنه "تمكن من التعرف على أن هذه الجماعة التي كانت ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي إيرانية".

وتابع التقرير "أصبحت هذه المجموعة الإيرانية ناشطة بعد اندلاع العنف الطائفي العام الماضي في إسرائيل".

وفي إحدى الحالات، أعادت المجموعة الإيرانية نشر مقطع فيديو قديم للمواجهة بين نائب يميني متطرف كان يحمل مسدسًا بوجه فلسطيني كان يعمل في مرآب للسيارات، مضيفة التعليق: "إنه لأمر مخز أنه لم يطلق النار على رأسه".

وتمكنت شركة فيسبوك وتويتر من إلغاء صفحات المجموعة الإيرانية والملفات الشخصية المرتبطة بها بعد أن حصلت على معلومات زود بها معهد الأمن السيبراني الإسرائيلية إدارة تلك المنصات.

فيما أكد التقرير أن "المجموعة الإيرانية لا تزال ناشطة عبر تطبيق تليغرام".

وتقول شركة فيسبوك إن الحسابات كانت جزءًا من محاولات للظهور مرة أخرى بعد أن أزال "عملية نفوذ إيراني صغيرة" في مارس/ آذار الماضي.

وترى الشركة أن المجموعات التي تتخذ من إيران مقراً لها، "مثابرة وذات موارد جيدة في محاولة استغلال منصات التواصل الاجتماعي".

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إنها اتصلت بصفحات مديري المجموعة، واستفسرت عن موقعهم ولماذا استخدموا المحتوى المنسوخ لكنهم لم يستجيبوا، كما لم ترد السفارة الإيرانية في لندن على طلبات التعليق.

المجموعة الإيرانية قامت بإنشاء مجموعة "Aduk" - أو "الدينية تمامًا" - كاختصار عبري لـ "اتحاد ديني افتراضي للمجتمع الديني".

وأعادت نشر مقالات ومنشورات تدعم السياسيين اليمينيين المتطرفين، وشجعت الاحتجاجات وزرع المشاعر المناهضة للحكومة والعرب، الأمر الذي استقطب الآلاف من المتابعين.

وقال الرئيس التنفيذي لمجلة "فاك ريبورتر أشيا شاتز": "نلاحظ تنامي أنشطة هذه المجموعة في أعقاب أحداث مايو/ أيار الماضي عندما كانت إسرائيل في واحدة من أضعف النقاط في تاريخها في العلاقات بين المواطنين اليهود والعرب".

فيما ذكر مصدر أمني إسرائيلي أن الملفات الشخصية على الإنترنت لها خصائص مماثلة للنشاط الإيراني الذي حدث في السابق على المنصات.

وأضاف المصدر "لقد بذلت الشبكة جهودًا كبيرة لتبدو حقيقية، فأنشأت صفحة لمخبز وهمي في بلدة إسرائيلية متشددة، وفي حالة أخرى، سرقت الهوية عبر الإنترنت لرجل يهودي متدين من روسيا توفي قبل أربع سنوات".

ويقول شاتز: "إنه شيء لم نشهده من قبل، يخلق مثل هذه الخلفية الدرامية".

ويضيف: "إنه مصدر قلق آخر لأن هذه الشبكات تتطور أكثر فأكثر، لرؤيتها تتواصل مع مثل هؤلاء المتطرفين والجماعات العنيفة.. إنهم يجيدون السياسة الإسرائيلية بطلاقة".

ودعمت الجماعة مرارا النائب الإسرائيلي القومي المتطرف، إيتامار بن غفير، وهو من أتباع حركة عنصرية محظورة دعت إلى طرد العرب من إسرائيل.

التقرير نفسه نقل عن إيريز كريمر، الرئيس السابق لقسم الإنترنت في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي شين بيت، قوله إن إيران تعتبر إسرائيل "هدفًا رئيسيًا في جهودها السيبرانية".

والشهر الماضي، قامت الأجهزة الأمنية بالعديد من الاعتقالات وحذرت الحكومة من محاولات إيرانية لإغراء الإسرائيليين العاديين بالتجسس.

ومنذ أواخر عام 2020، ظهرت خمس حالات على الأقل لتدخل إيراني مشتبه به في تطبيقات المراسلة للتسلل وتعزيز الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إسرائيل.

وتقول الشركة الأم لفيسبوك، إن إجراءاتها ضد التدخل الأجنبي الإيراني المزعوم "أبطأت هذه الحملة في كل مرة وساعدت على منعهم من إعادة بناء جمهورهم على منصتنا".

فيما قال متحدث باسم تويتر: "تم تعليق الحسابات المشار إليها نهائيًا لانتهاكها سياسة التلاعب بالمنصة والبريد العشوائي"، فيما لم يرد تطبيق تلغرام على طلبات التعليق، وفق هيئة الاذاعة البريطانية.