أعربت إيران عن أملها في أن تكون زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الذي وصل إلى طهران مساء الاثنين 22 نوفمبر (تشرين الثاني) "بناءة"، ورفضت تهديدات واشنطن العسكرية، وذلك قبل أسبوع من استئناف محادثات في فيينا مع القوى الكبرى لمحاولة إنقاذ الاتفاق حول الملف النووي الإيراني.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، الاثنين، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، "نأمل بأن تكون زيارة رافاييل غروسي لطهران بناءة مثل سابقاتها".
وأضاف خطيب زادة "لطالما أوصينا الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستمرار التعاون الفني معنا، وعدم السماح لبعض الدول باستغلالها لأغراض سياسية ولتمرير أجندتها".
ووصل غروسي مساء الاثنين إلى طهران، حيث استقبله المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي.
ويلتقي غروسي الثلاثاء رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.
وتأتي محادثاته في طهران قبل أسبوع من استئناف المحادثات في فيينا بين إيران والقوى العظمى لمحاولة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي علق العمل بموجبه منذ وصول الرئيس إبراهيم رئيسي إلى السلطة في يونيو (حزيران).
والاتفاق الذي أبرم في عام 2015 بين إيران من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، نص على رفع جزء من العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد طهران مقابل الحد بشكل كبير من نشاطاتها النووية، ووضع برنامجها النووي تحت رقابة صارمة من الأمم المتحدة.
إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية منذ 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه أحادياً في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران.
ورداً على ذلك، بدأت إيران عام 2019 التراجع تدريجاً عن تنفيذ عديد من التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق. وفي حين تتهم الدول الغربية إيران بـ"انتهاك" الاتفاق من خلال هذا التراجع، تؤكد طهران أن خطواتها "تعويضية" بعد الانسحاب الأميركي.
وقال الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، إنه مستعد للعودة إلى الاتفاق شرط أن تعود إيران في الوقت نفسه إلى التزام القيود المفروضة على برنامجها النووي.
وتأتي زيارة غروسي الجديدة بعدما أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي إلى ارتفاع كبير في مخزون إيران من اليورانيوم المخصب.
وحذر المبعوث الأميركي إلى إيران الجمعة روبرت مالي في منتدى حوار المنامة المنعقد في البحرين "سيأتي وقت إذا استمرت إيران في هذه الوتيرة من التقدم الذي حققته، سيكون من المستحيل، حتى لو كنا سنعود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، استعادة المكاسب" التي حققها الاتفاق.
وقال "التفكير في أنه من خلال هذه المزاعم يمكنهم (الأميركيون) الترويج لرواية كاذبة للمجتمع الدولي من أجل خلق جو نفسي في الفترة التي تسبق محادثات فيينا، لن يساعدهم مطلقاً".
والسبت، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن كل الخيارات مطروحة خصوصاً إذا فشلت الدبلوماسية في وقف البرنامج النووي الإيراني.
ورداً على سؤال حول إمكان التدخل العسكري الأميركي، قال زادة "لقد رأينا كل خياراتهم في بلد مثل أفغانستان ورأوا نتيجة هذه الخيارات. أعتقد أنهم لا يصدقون ما يقولون".
وانسحبت الولايات المتحدة بشكل فوضوي من أفغانستان، حيث بقيت 20 عاماً في أغسطس (آب) واستعادت "طالبان" السلطة في كابول.
وأكد خطيب زادة "نذهب إلى فيينا مع فريق كامل ورغبة جدية في أن يتم رفع العقوبات. على الأطراف الأخرى أن تحاول أيضاً القدوم إلى فيينا من أجل التوصل إلى اتفاق عملي وشامل".
وتشمل مفاوضات فيينا طهران والقوى الأخرى التي لا تزال موقعة للاتفاق (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا). وستشارك الولايات المتحدة بشكل غير مباشر في المفاوضات.
وتعود زيارة غروسي الأخيرة لطهران إلى 12 سبتمبر (أيلول) حين التقى فقط رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وشهدت تلك الزيارة التوصل إلى اتفاق بين الطرفين بشأن صيانة معدات مراقبة وكاميرات منصوبة في منشآت نووية.
وكان يفترض أن يعود سريعاً إلى إيران لكي يجري محادثات مع الحكومة التي شكلت في أغسطس، لكنه قال في 12 نوفمبر "لم أجر أي اتصال بهذه الحكومة... التي شكلت منذ أكثر من خمسة أشهر"، متحدثاً عن "قائمة طويلة من المواضيع" التي يتوجب مناقشتها.