Skip to main content

ضابط إيراني يكشف كيف استدرج روح الله زم

روح الله زم
AvaToday caption
أوضح ضابط المخابرات السابق: "كان زم يعتقد بأنه بعد وصوله إلى العراق، سيذهب إلى النجف وتكون له لقاءات هناك، في حين لم يكن أي شيء من هذا القبيل، ولم يرد أحد أن يستقبله"
posted onNovember 9, 2021
nocomment

أعدمت السلطات الإيرانية الصحافي والناشط السياسي المعارض روح الله زم، شنقا في 22 ديسمبر 2020، بعد استدراجه إلى محطته الأخيرة بغداد، وظهوره فجأة في طهران في أكتوبر 2019.

ومنذ إعدام زم، بعد إدانته من قبل محكمة الثورة بـ"معاداة الثورة"، و"التجسس" وضلوعه في "تحريض الاحتجاجات في نهاية 2017 ومطلع 2018"، ظلت تفاصيل استدراجه وإلقاء القبض عليه متناقضة وغامضة واكتفت السلطات بالإعلان بأنها نفذت "عملية معقدة استخدمت فيها أساليب مخابراتية مخادعة" لاعتقاله على الأراضي العراقية بعد وصله إليها قادما من فرنسا.

وكان زم، مدير قناة "آمد نيوز" على تطبيق تلغرام، ويتابعه أكثر من مليون شخص على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يتم إيقافها من قبل شركة "تليغرام" عام 2018 تلبية لشكوى قدمتها طهران واتهمت القناة بـ"إطلاق دعوات للعنف خلال المظاهرات الاحتجاجية" في المدن الإيرانية.

وظلت التكهنات بخصوص أسباب زيارة روح الله زم إلى العراق متضاربة وأشهر الروايات قالت بأنه جاء تلبية لدعوة تلقاها من مكتب المرجع الشيعي علي السيستاني، الأمر الذي نفاه المكتب لاحقا.

وفي أحدث رواية تحدث مسؤول أمني إيراني سابق، قائلا إن اعتقال روح الله زم تم في إطار "تبادل أمني بين إيران وفرنسا" وبمساعدة تركية، وتم تبادله مع ضابط أمن فرنسي كان "متسللا" في صفوف داعش، ألقي القبض عليه من قبل المليشيات الموالية لإيران في العراق.

إلى ذلك، سلط موقع "رويداد 24" الناطق بالفارسية، الضوء على تفاصيل جديدة من خلال فتح هذا الملف الغامض، خلال مقابلة أجراها مع ضابط مخابرات إيراني سابق، يدعى "أكبر خوش كوشك"، وقدم الموقع "خوش كوشك" كأحد "الشخصيات الأمنية في وزارة المخابرات الإيرانية الذي عمل في قسم التحقيقات الخارجية في هذه الوزارة منذ سنوات عديدة".

وبسؤاله: "بعد انتقال روح الله زم إلى البلاد شغل سؤال الرأي العام، وهو: كيف تم هذا النقل؟ هل تعلم أنت التفاصيل وتفاصيل لحالات أخرى مماثلة، نظرا لمهامك المخابراتية لعقود من الزمن؟، قال أكبر خوش كوشك: "معلوم أن أجهزة المخابرات والأمن تأخذ وتعطي مع بعضها البعض، بعبارة أخرى لديها طلبات متبادلة، إذا جاز التعبير، يجب أن أذكر أنه بعد "الربيع العربي" في الشرق الأوسط، ظهر تنظيم داعش أيضا في هذه المنطقة، وخاصة في سوريا والعراق".

وواصل يقول: "وبعد ظهور داعش، جاء العديد من مواطني دول أوروبا وأميركا الشمالية إلى الشرق الأوسط، وأصبحوا أعضاء في التنظيم، وأعلن وزير الداخلية الفرنسي ذات مرة، إن لم أكن مخطئا أن 700 مواطن فرنسي قدموا إلى سوريا والعراق وانضموا إلى داعش.. ومن الطبيعي أن ينضم بين هؤلاء، أعضاء وكالات المخابرات الأوروبية أيضا.. وذلك لمعرفة ما يجري في داخل تنظيم داعش.. بغية جمع المعلومات.. على سبيل المثال، ما هي الدول التي توفر الأسلحة لداعش، وما هي الدول التي تدفع الأموال للتنظيم".

وتابع رجل المخابرات الإيرانية السابق يقول: "خلال حرب المقاومة (المليشيات الموالية لإيران) ضد داعش ألقي القبض على ضابط في المخابرات الفرنسية، كان قد انضم سرا إلى تنظيم داعش، وأصبح عضوا في التنظيم، وهو يحمل اسما ولقبا عربيين مزيفين، ولكن عندما تم استجوابه تبين بأنه فرنسي".

وأضاف قائلا: "بعد ذلك اتصلت المخابرات الفرنسية بالمخابرات الإيرانية وذكرت أن هذا الشخص، هو أحد كبار ضباطها، وتم أسره من قبل إحدى مجموعات المقاومة (المليشيات الموالية لإيران)، وبما أن إيران على صلات بهذه المجموعات، فطلبت إطلاق سراحه، ومن الجانب الإيراني تمت المتابعته واتضح أن من تبحث عنه المخابرات الفرنسية، ليس من ذوي الرتب المنخفضة، بل له رتبة مخابراتية عليا".

وأضاف المسؤول الأمني الإيراني السابق: "لقد طلب المسؤولون في المخابرات الإيرانية استبدال الضابط الفرنسي بروح الله زم.."، مضيفا "فقد تعاونت المخابرات الفرنسية (DGSE) بشكل جيد، وخططت مخابرات الحرس الثوري بإتقان للعملية وكان لها مصدر جيد يرافق روح الله زم..".

وأوضح ضابط المخابرات السابق: "كان زم يعتقد بأنه بعد وصوله إلى العراق، سيذهب إلى النجف وتكون له لقاءات هناك، في حين لم يكن أي شيء من هذا القبيل، ولم يرد أحد أن يستقبله".

وردا على سؤال "هل شاركت المخابرات الفرنسية في إغواء روح الله زم؟"، قال خوش كوشك: "نعم، ساهمت المخابرات الفرنسية (DGSE) في إغواء زم، ونقلته بتدابير أمنية إلى مطار باريس وثم إلى العاصمة الأردنية عمان وبقي في الترانزيت لساعات قبل وصوله إلى بغداد، وفي العراق نقلت المخابرات الفرنسية روح الله زم إلى السفارة الفرنسية في بغداد، وعندها أبلغت المخابرات الإيرانية بتواجده في السفارة، وعن ساعة خروجه منها، وفي الواقع كان الفرنسيون يرشدوننا دون أن يشعر روح الله زم بذلك، ونحن قررنا إطلاق سراح الضابط الفرنسي المعتقل لدى المقاومة (المليشيات الموالية لإيران)".

وواصل يقول: "بعد ذلك، خرج زم من السفارة الفرنسية بغية السفر إلى النجف.. وحينها اتصل ضابط مخابرات في السفارة الفرنسية بضباط المخابرات الإيرانية، فقاموا بتعقبه إلى أن وصل إلى النجف حسب الموعد المزعوم، وساعدتنا سيدة تعمل للمخابرات التركية، فتم إلقاء القبض على روح الله زم في النجف.. ونقل إلى الحدود الإيرانية بالاستفادة من زحمة أيام الأربعين، حيث الطريق من النجف إلى مدينة مهران (في غرب إيران) كان مزدحما، الأمر الذي سهل انتقال زم إلى داخل البلاد بسهولة".. وبعد عبوره الحدود الإيرانية، تم نقل الضابط الفرنسي الذي اعتقل في صفوف داعش من دمشق إلى اسطنبول، وتم تسليمه هناك إلى الفرنسيين".

وردا على سؤال حول الدور الذي لعبته المخابرات التركية "ميت"، أوضح ضابط المخابرات الإيراني السابق قائلا: "لقد تعاونت المخابرات التركية معنا طوال العقود الأربعة الماضية ونحن تعاونا معهم أيضا، وحتى الآن تمت جميع المطالب بتوافق الجانبين.. على سبيل المثال، سلمت "ميت"، فرود فولادوند لنا في طهران وبالمقابل إيران سلمت لأنقرة شخصا مطلوبا من قبل تركيا".

في عام 2006 تم على الأراضي التركية اختطاف مدير قناة "اللجنة الملكية الإيرانية"، "فتح الله منوتشهري"، المعروف باسم "فرود فولادوند" وعدد من مرافقيه ومصيرهم جميعا لا يزال مجهولا.

وحول اعتقال "حبيب إسيود" من قادة "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" في تركيا ونقله إلى إيران، أكد ضابط المخابرات الإيرانية السابق "أكبر خوش كوشك" قائلا: "تركيا هي التي سلمت زعيم حركة النضال إلى إيران، إن التبادلات على هذا النمط بين المخابرات الإيرانية و"ميت" التركية كثيرة، بالطبع هم لديهم طلبات ونحن نلبيها لهم بالمقابل".

في ديسمبر 2020 تم اختطاف "حبيب فرج الله كعب"، المعروف باسم "حبيب أسيود"، في مدينة إسطنبول التركية، وتم نقله إلى إيران.

وبعد التحقيق معه بتهمة "الإرهاب" وممارسة "أنشطة انفصالية"، قال المتحدث باسم القضاء الإيراني حبيب الله خدائيان يوم أمس الاثنين 8 نوفمبر، في مؤتمر صحافي "تم إكمال ملف حبيب فرج الله كعب في الادعاء العام وأحيلت لائحة الاتهام ضده إلى محكمة الثورة".