Skip to main content

مهرجان الفيديو يحول القاهرة إلى مساحة عرض

مهرجان الفيديو
AvaToday caption
يضم برنامج حركة الصورة ستة أعمال حديثة من إنتاج مؤسسة "مدرار" وبتوجيه من المخرج اللبناني غسان سلهب. يضم برنامج المهرجان كذلك اختيارات فريق المهرجان وترشيحاتهم لأحدث إصدارات المنطقة من الأغاني المصورة
posted onOctober 8, 2021
nocomment

تستمر في القاهرة حتى 20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي الدورة العاشرة لمهرجان القاهرة الدولي للفيديو بمشاركة 78 عملاً تمثل 27 دولة. تغطي الأعمال المشاركة وسائط مختلفة من فن الفيديو، ما بين الأغاني المصورة، وفيديو الواقع الافتراضي وفن الغليتش (Glitch)، والفنون الأدائية والرقص، والصور المتحركة، والصور المصنوعة بالحاسوب أو الـ"سي جي آي"، والفيديو السردي، والأفلام المقالية، وفن "الكوفيديو 1" والفيديو الشعري، في تجسيد للالتزام بالطابع التجريبي الذي يتبناه المهرجان منذ تأسيسه. يُعزز المهرجان الاهتمام المتزايد بالوسائط الجديدة، وروح التجريب، ويفتح نافذة أمام الجمهور للتعرف على هذا الإنتاج وفنانيه، والمفاهيم المستحدثة المرتبطة به.

في نسخته العاشرة يقدم المهرجان الدعوة لمجموعة من الفنانين وصناع الأفلام والمعماريين والكتاب لتأمل أحدث إنتاجات فنون الفيديو والأفلام الاختبارية حول العالم من خلال برنامج يجسد روح التجريب التي تبناها المهرجان منذ دورته الافتتاحية قبل ستة عشر عاماً. منذ ذلك الحين تلقى المهرجان ما يقارب سبعمئة عمل، اختير من بينها 78 عملاً ضمن القائمة الرسمية للمهرجان، بينها ثلاثون عملاً من مصر. جميع الأعمال المشاركة أُنتجت خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ولا تتجاوز مدة عرضها ثلاثين دقيقة.

يقدم مهرجان القاهرة للفيديو طرقاً مبتكرة لعرض وسائط الميديا البصرية والتعاطي معها، ويتخذ من الجراد الموسمي تيمة رسمية له، كإشارة للرغبة في الانتشار والتوغل في جميع أنحاء المدينة. يتمكن سكان القاهرة وضواحيها خلال فترة المهرجان من مشاهدة هذه الشاشات في أماكن عدة، بداية من المؤسسات الثقافية والسينمات إلى فاترينات المحال والمراكز التجارية، ما يحول القاهرة خلال هذه الفترة إلى مساحة عرض كبيرة.

يضم المهرجان هذا العام تسعة برامج أو عناوين رئيسة تندرج تحتها الأعمال المشاركة، فبينما يستكشف أحد البرامج العمليات الذهنية وأشكال الوعي بالمكان والزمان في العالم الرقمي، يبحث آخر في الرموز الخفية لحياة المدينة. وفي الوقت ذاته، يأخذ برنامج ثالث المشاهدين خارج حدود الزمان والمكان، بينما يستكشف الرابع مفاهيم مثل التفكير المزدوج والارتياح والخوف والذاكرة والصورة. يُنظر إلى تلك البرامج التصنيفية باعتبارها وسائط بصرية وأشكالاً من التدخل في المساحة والتعاون لا تنفصل عن أماكن عرضها، وتطمح إلى تقديم طرق بديلة ومثيرة للتنقل عبر فضاءات المدينة.

تضم القائمة الرسمية لبرنامج المهرجان هذا العام 87 عملاً، بينها خمسة أعمال حديثة من إنتاج نورة فرحات، وهاني راشد، وسلفيا دي غينارو، وشوتا ياماوتشي.

 كما يضم برنامج حركة الصورة ستة أعمال حديثة من إنتاج مؤسسة "مدرار" وبتوجيه من المخرج اللبناني غسان سلهب. يضم برنامج المهرجان كذلك اختيارات فريق المهرجان وترشيحاتهم لأحدث إصدارات المنطقة من الأغاني المصورة، كما تتضمن المطبوعة المصاحبة للمهرجان هذا العام قراءات ومقتطفات من أبحاث أكاديمية ومقترحات فنية مكتوبة، إلى جانب مساهمات نصية لفنانين ومتخصصين في هذا المجال، بينهم أحمد شوقي حسن، وآزادة عمادي وروبرت بشارة، ومروة بن حليم، ولورا يو ماركس، وستيفن ماكونين، وراديك بيتباوسكي، وأليخاندرو رودريغز، ونيدا غوث.

بين الأعمال المعروضة يأتي عمل الفنان المصري هاني راشد تحت عنوان "فن معاصر جديد" الذي استخدم الفنان خلاله ملفات الـ"جي آي أف" التي يصنعها من أجل إضفاء طابع من الحيوية على ملاحظاته اليومية في الأماكن التي يتردد عليها. في هذا العمل تتحرك الصور والمشاهد ما بين الخطوط المتتالية التي تشكلها نوافذ البنايات ذات الطوب الأحمر المتآكل وألواح الخرسانة الرمادية والمشاهد المتسارعة لأيقونات الأفلام والموسيقى القديمة.

يعالج الفنان الصور المتحركة هنا باستخدام تقنيات متنوعة مثل تقنية المسح الطولي، ويضيف لها أصواتاً متعددة الطبقات، ليكون الناتج النهائي أفلاماً قصيرة للغاية تغلب عليها حالة من الارتعاش. يعمل تكرار الصورة وحركتها المتذبذبة بدوي أصوات إلكترونية على إبراز حالة التباين تلك، ويلفت الانتباه مع كل مشاهده إلى سمة معينة من النستاليجيا تفرض وجودها على الفن.

وفي عملها المعروض تحت عنوان "نسبة امتداد" تقارن الفنانة اللبنانية ديانا حلبي صورة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، والذي كان أبوها سيسميها تيمناً به، بصور جواز السفر الخاصة بها. تستكشف حلبي بصرياً المقاييس المختلفة للعنف الممنهج من خلال رتابة التكرار والهتاف، إضافة إلى الجماليات المتعلقة بالعلاقات التراتبية تاريخياً.

ومن المشاركين كذلك الفنان الكندي إدواردو مينس، ويشارك بفيلم تجريبي قصير تحت عنوان "نساء بينوشيه" في هذا الفيلم يجد المشاهد نفسه مجبراً على معايشة أدوار مختلفة من خلال تكرار وتبديل النص والصوت والصورة، إلى أن تتحقق توقعاته بالفعل. يتأمل هذا الفيلم القصير البناء الطبقي ومعنى الجمال والتاريخ من  خلال سيدتين شديدتي الاختلاف بعضهما عن بعض، عاشتا في تشيلي تحت حكم بينوشيه الوحشي في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي.