بعد إلغاء دورته العام المنصرم 2020 بسبب جائحة كورونا وما ترتب عليها من إغلاق كامل، وبعد تأجيل موعد انطلاقه الذي كان من المقرر أن يُقام في شهر مارس (آذار) الماضي نظراً للظروف الصحية التي تمر بها البلاد، أعلنت وزارة الثقافة السعودية انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب في نسخته الجديدة مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، في العاصمة السعودية، تحت شعار "وجهة جديدة، وفصل جديد".
وستشهد الدورة الجديدة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تشرف عليه هيئة الأدب والنشر والترجمة الوليدة، توسعاً كبيراً في أنشطته وفعالياته المتنوعة، التي تمثل 16 قطاعاً ثقافياً، وفي أعداد الناشرين والكتب.
ولعل من أبرز مميزات المعرض في نسخته المقبلة التسهيلات التي أعلن عنها لدور النشر المشاركة من الداخل والخارج، وأهمها تخفيض ما نسبته 50 في المئة من قيمة إيجار المساحات، وتحمل كامل تكاليف الشحن، إضافة إلى توفير متجر إلكتروني مصاحب للمعرض لمن لا يتمكن من الحضور، ونقاط بيع إلكترونية لجميع الناشرين.
وتأتي هذه النسخة التي تطالها تغييرات واسعة في الترتيبات الخاصة بالمعرض من تنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت إشراف وزارة الثقافة، إذ تعد النسخة الأكبر من حيث أعداد المشاركين بأكثر من 1000 دار نشر محلية وعربية ودولية من 28 دولة.
وتوزع البرنامج الثقافي للمعرض على ثلاثة مسارات رئيسة، أولها أمسيات "حديث الكتاب" التي سيُستضاف فيها تسعة من المؤلفين السعوديين والعرب والعالميين للحديث عن تجاربهم في الكتابة والتأليف، وهم: الأمير تركي الفيصل، والشيخة هند القاسمي، والرحالة والمؤلف السعودي عبدالله الجمعة، والروائي الكويتي مشعل حمد، والروائي الأردني أيمن العتوم، والمؤلف الأميركي جوردان بيلفورت، والروائي الكويتي سعود السنعوسي، والطاهي والمؤلف الأميركي ماركو بيير وايت، والمؤلف الأميركي كريس غاردنر صاحب الكتاب الشهير "السعي نحو السعادة".
فيما سيتحدث في المسار الثاني المسمى "لقاءات ثقافية" أكثر من 100 مثقف وناقد من مختلف الجنسيات عن قضايا أدبية وثقافية مُلحة من خلال 36 ندوة ومحاضرة تقام على مدى أيام المعرض العشرة، أما المسار الثالث فسيخصص لأمسيات التكريم والجوائز للشخصيات والمثقفين.
وإلى جانب ذلك ينظم المعرض أكثر من 60 ورشة عمل، يقدمها أكثر من 100 خبير ومتخصص في مجالات متنوعة، من بينها ورش عن الكتابة والتأليف، وصناعة الأفلام والمسرح وفنون الطهي وغيرها من المجالات، تشمل ورشاً عن فنون الطفل، وتراث الأزياء في السعودية، وعوالم الكتابة في الخيال العلمي، وطرق تحفيز الأطفال على القراءة، ومراحل تأسيس الوكالة الأدبية، ودور وامتيازات الوكيل الأدبي، والكتابة المعمارية، وما الذي يمكن للفلسفة أن تتعلمه من الأطفال، وتقنيات كتابة قصص الكوميك والمانجا. إضافة إلى ورش في فنون الطبخ يقدمها طهاة مشهورون.
وأعلنت هيئة الأدب التي أنشئت العام الماضي عن إقامة المؤتمر الأول للناشرين على هامش المعرض، وحددت يومي الرابع والخامس من أكتوبر (تشرين الأول) موعداً له، ويتضمن جلسات حوارية، وورش عمل تختص بمجال النشر، إضافةً إلى جلسات متنوعة تتناول عملية نقل الحقوق والترجمة وفرصها.
وتشمل الجلسات مواضيع منها التحول للكتب الرقمية، إضافة إلى أخرى بعنوان "عندما يلتقي مجال النشر بصناعة الأفلام"، التي يلقى الضوء فيها على التعاون بين الطرفين، ويتحدث فيها كل من أندرو لوني وطلال عايل وجيني إيرتل، في حين تحمل الجلسة الأخيرة لليوم الأول عنوان "كتب الأطفال: رواية القصص والرسومات التوضيحية الإبداعية".
أما في اليوم الثاني فيشمل البرنامج إلقاء الضوء على التطورات التقنية في مجال النشر، وتحمل الجلسة الأولى عنوان "التوزيع الرقمي في العصر التقني والطباعة حسب الطلب"، أما الجلسة الثانية فيجيب على تساؤل "هل قطاع النشر جاهز للذكاء الاصطناعي؟"، إضافة إلى عنوان آخر يتمحور حول دور الوكيل الأدبي في الترجمة وحماية حقوق المؤلف، وتضمن أيضاً مواضيع مثل مستقبل النشر.
وفي الجلسة قبل الأخير سيتم إلقاء الضوء على العلاقة بين الكتاب والبودكاست وأوجه التشابه والاختلاف بينهما، وخصصت الجلسة الأخيرة للناشرين في السعودية.
ويحتضن المعرض في ما أسماه "جادة الثقافة" فعاليات ثقافية في 16 منصة على امتداد "واجهة الرياض"، كما يقدم المعرض في مسرح جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أربع أمسيات غنائية وموسيقية ذات قيمة فنية رفيعة، تبدأ بأمسية غنائية للفنان عبدالرحمن محمد، ثم أمسية موسيقية للموسيقار المصري عمر خيرت، وأمسية تجمع الموسيقي العراقي نصير شمة بمواطنه سعدون جابر، فيما ستتناول الأمسية الرابعة الأغاني الشهيرة التي كتبها الشاعر الراحل الأمير عبدالله الفيصل لأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وغيرهما من نجوم الأغنية العربية.
ويعد المعرض الذي سيستمر لمدة عشرة أيام، أحد أهم وأبرز الأحداث الثقافية التي تُقام في البلاد سنوياً، وستشارك العراق فيه كضيفة شرف، عن طريق أمسية شعرية بعنوان "أصوات شعرية من السعودية والعراق".