Skip to main content

جرف الصخر، موقع ستراتيجي لميليشيات إيران في العراق

معسكر الميليشيا في جرف الصخر
AvaToday caption
"جرف الصخر تمتد على مئات من الدونمات الزراعية، كما أن قاعدة كتائب حزب الله العسكرية ما تزال موجودة وقائمة على تلك الأراضي، وبالتأكيد لن يستطيع أحد إزالتها وإعادة الأراضي للمهجرين خلال أيام، كما يقول النائب"
posted onJune 15, 2021
nocomment

منذ عام 2014 بدأ سكان مدينة جرف الصخر العراقية بالخروج منها تحت ضغط السلاح، حتى خلت تماما منهم بحلول عام 2017، نفس العام الذي أعلن فيه العراق دحر تنظيم داعش.

وعلى الرغم من أن جرف الصخر تبعد مئات الكيلومترات عن الموصل، لكن أهلها لم يعودوا إلى بساتينهم وأراضيهم الزراعية حتى اليوم، بعد أن تحولت المنطقة إلى معسكر كبير تديره فصائل مسلحة عراقية من أهمها ميليشيا "كتائب حزب الله" العراقية.

والأحد، قال عضو في مجلس النواب العراقي إن "هناك اتفاقا لإعادة مهجري جرف الصخر إلى أراضيهم"، مما أثار ردود فعل واسعة بين العراقيين.

وبحسب، محمد عبد ربه، النائب عن قائمة "عزم" التابعة للسياسي العراقي السني، خميس الخنجر، فإن عملية عودة النازحين ستبدأ "خلال أيام قليلة".

وقال النائب، الذي كان يتحدث لنشرة أخبار قناة UTV الفضائية العراقية إن "هذا النجاح الكبير كان نتيجة أشهر من المفاوضات".

وتأتي تصريحات عبد ربه بعد يومين من تغريدة لزعيم كتلته السياسية، خميس الخنجر، كرر فيها أن عودة النازحين ستكون بعد "أيام قليلة"، يعودون بعدها إلى بيوتهم " آمنين مطمئنين (..) ليكونوا شركاء حقيقيين في صناعة الأمن ومحاربة الارهاب والتطرف".

وفي نفس اليوم، أكد النائب عن كتل الحل السنية، محمد الكربولي، وجود تقدم في مفاوضات إعادة نازحي جرف الصخر إلى أراضيهم، مؤكدا "آن الأوان لتنتهي سنوات الغربة والتهجير وليعود الناس لبيوتهم وقولهم ووطنهم"، كما كشف عن جهود "للانتهاء من قانون العفو العام وكشف مصير المغيبين"

ونقلت قنوات عراقية تابعة للكتل السياسية السنية "فرحة" المهجرين بهذه الأنباء، قال فيه من استضافتهم تلك القنوات إن "أحوالهم صعبة للغاية".

ويعتقد المحلل السياسي العراقي، سمير شيخ الله، أن "تصريحات عبد ربه والخنجر والكربولي غير واقعية"، متحدثا لقناة الحرة الأميركية أن "ملفا بهذا التعقيد والأهمية لن يكون سهل الحل".

ولم تستطيع القناة الحصول على توضيح من الكتلتين السنيتين حتى ساعة كتابة التقرير.

ويضيف شيخ الله أن "جرف الصخر تمتد على مئات من الدونمات الزراعية، كما أن قاعدة كتائب حزب الله العسكرية ما تزال موجودة وقائمة على تلك الأراضي، وبالتأكيد لن يستطيع أحد إزالتها وإعادة الأراضي للمهجرين خلال أيام، كما يقول النائب".

ويضيف المحلل "قد يكون هناك عودة لبعض الأهالي إلى أطراف المنطقة التي يسيطر عليها الجيش العراقي، وهذا إن حصل قد يشير إلى تحالف مبكر بين الخنجر والميليشيات التي أرادت إعطاءه هدية انتخابية ثمينة".

وقال مصدر من الحشد الشعبي في تصريحات صحافية إن "الجهات المسيطرة على المنطقة تستثمر الأراضي الزراعية وتدير نشاطات كبيرة الحجم جدا من تلك الأراضي".

ويقول المصدر إن "شاحنات محملة بالمزروعات تغادر تلك الأراضي إلى معامل تعليب منتجات غذائية موجودة في دولة مجاورة، وتعود إلى العراق بصيغة منتوجات غذائية معلبة تحمل شعار تلك الدولة".

ولدى سؤاله إذا ما كانت تلك الدولة إيران قال المصدر "على الأغلب".

ويضيف المصدر، وهو قيادي في أفواج الاتصالات التابعة للحشد أن "المنشآت الموجودة في جرف الصخر كبيرة جدا، وتمتد على أراض واسعة"، كما أن "هناك معامل تصنيع ومخازن أسلحة هائلة الحجم".

واستبعد المصدر أن يتغير الوضع في المنطقة قريبا بسبب "الأهمية الهائلة للمنطقة بالنسبة للجهة المسيطرة عليها"، في إشارة إلى ميليشيا الكتائب، كما أنه قال إنه "لم تسجل أي حركة غير طبيعية أو أي إخلاء للمعدات".

ولا يعتقد، أحمد الجنابي، وهو مهجر من منطقة جرف الصخر منذ سبع سنوات أن هناك "أي جهد أو أملا بالعودة القريبة إلى المنطقة".

ويقول الجنابي إن "بساتينه تعاني العطش، كما أن جزءا منها تمت إزالته بالجرافات"، مضيفا "على الأقل هذا ما قيل لي، أنا لا أستطيع المرور حتى بقرب تلك البساتين".

ويتابع "نتمنى العودة فعلا، نحن نعاقب على أشياء لم نقم بها، فقط لأن مناطقنا غنية وتقع في منطقة مهمة".

ويقول الصحفي العراقي، مهند الغزي، إنه لا يعتقد أن "هناك عودة لنازحي جرف الصخر بأي شكل من الأشكال".

ويضيف الغزي لذات القناة أن "كل الجرف عبارة عن قاعدة محصنة لا يستطيع أحد دخولها، حتى رؤساء الوزراء من العبادي إلى الكاظمي لا يستطيعون دخول المنطقة"، بحسب قوله.

ويقول الغزي "أعتقد أن الكلام مجرد لعبة انتخابية"، مضيفا "سأصدق بكلام النائب في حال استطاع هو أن يذهب إلى منطقة جرف الصخر وحده ويصرح من هناك، وهذا مستحيل تقريبا".

وتعرضت قاعدة الميليشيات في جرف الصخر إلى قصف أميركي في مارس من العام الماضي، بعد استهداف قواعد عسكرية عراقية تضم جنودا أميركيين من قبل عناصر تلك الميليشيا.

ومنذ سيطرة الميليشيات على تلك المنطقة، لا يُعرف ماذا يدور بداخلها، حيث أنها محاطة بالسرية التامة، وهو ما دفع إلى تداول كثير من الشائعات حول ما تحتويه القاعدةالمحصنة التابعة للميليشيات.