قالت الشرطة الإيرانية، هذا الأسبوع، إنها تحقق في وفاة دبلوماسية سويسرية توفيت إثر "سقوطها من مبنى" يتكون من 20 طابقا تسكنه في شمال العاصمة طهران.
وذكرت تقارير إخبارية أن وزارة الخارجية السويسرية، قالت في بيان، إن موظفتها في سفارتها بإيران "توفيت في حادث مميت الثلاثاء".
وسرعان ما ترافق مع هذا الخبر سلسلة من الشائعات ونظريات المؤامرة، حسبما تقول صحيفة جيروزاليم بوست.
وبحسب الصحيفة، فالسبب وراء هذه الشائعات هي عدم تحديد هوية الضحية في البداية، ولأنه من غير المعتاد أن يسقط الناس من هذا الارتفاع.
وأضافت "عندما يسقط أشخاص بارزون أو مشاركون في عمل حساس من النافذة، فمن الطبيعي اعتبار ذلك مريبا".
وأشارت جيروزاليم بوست إلى المصري أشرف مروان الذي توفي في ظروف غامضة عندما سقط من شقته في لندن عام 2007. وتساءلت صحيفة الغارديان: "من قتل أعظم جاسوس في القرن العشرين"، لأن مروان اتُهم بالعمل كجاسوس ولعب دور رئيسي في حرب أكتوبر 1973.
وكذلك جيمس لو ميسورييه، الجندي البريطاني السابق الذي كان أحد مؤسسي مجموعة الخوذ البيضاء، وهي مجموعة قدمت المساعدة في سوريا ولكنها اتُهمت أيضا بأنها قريبة من المتمردين السوريين. وتوفي بعد سقوطه من نافذة في شقة في إسطنبول عام 2019.
كما أشارت الصحيفة إلى أنه في عام 2017، سقط محامي روسي متورط في قضية رفيعة المستوى من نافذة شقة. وتابعت "كما يسقط الصحفيون أحيانا بشكل غامض من النوافذ".
وبالعودة لوفاة الدبلوماسية السويسرية، تقول جيروزاليم بوست أنها قضية أكثر تعقيدا لأنها كانت رقم 2 في السفارة التي لعبت دورا رئيسا من خلال تمثيل الولايات المتحدة في إيران لأن واشنطن لا تمتلك سفارة عاملة لها في إيران.
وأرسلت إيران شرطة متخصصة للتحقيق. وتقول إن بستانيا عثر على جثة السيدة التي "وصل إلى شقتها في وقت مبكر من يوم الثلاثاء"، ولاحظ أنها غير موجودة في المنزل.
وتقول الصحيفة: "لم يكن من الواضح ما إذا كان البستاني قد دخل الشقة أو ما هو الدور الذي يجب أن يقوم به داخل شقة أو ملاحظة ما إذا كان هناك أشخاص مفقودون".
وأضافت "ربما كان يعمل لصالح المبنى بأكمله ولم يكن ذا صلة مباشرة بشقتها". وتساءلت الصحيفة عما إذا كان يوجد شخص آخر دفعها للسقوط. أو تزامن مع الحادث صراخ أو ضوضاء؟
ونقلت جيروزاليم بوست عن وسيلة إعلام إيرانية أن اسم الدبلوماسية هي سيلفي برونر وأن صحيفة تدعى همشهري قدمت رواية مختلفة.
تقول هذه الرواية أن ضجيجا عاليا "شبيه بانفجار" سُمع بعد منتصف ليل الثلاثاء. كان هذا قبل ثماني ساعات من اكتشاف الجثة.
وذكرت الهمشهري أن عامل تنظيف اكتشف الجثة، وأبلغ إدارة المبنى على الفور. ونقلت عن خبير من مكتب الطب الشرعي تأكيده أن الوفاة حدثت قبل ثماني ساعات من اكتشاف الجثة.
لم تظهر على الدبلوماسية علامات اضطراب. "ولم يجد المحققون دماء أو علامات صراع على الشرفة أو السور".
لكن صحيفة همشهري تدعي أنها عثرت على تفاصيل حول ملاحظة مكتوبة عما يجب القيام به بعد الوفاة.
"نُقل عن مساعد المنزل قوله إن برونر ظهرت عليها أحيانا علامات الاكتئاب ولكن بدت أفضل مؤخرا". وبحسب ما نقلت صحيفة جيروزاليم بوست، فإن هذا يتناقض مع روايات المتحدث باسم منظمة الطوارئ الإيرانية مجتبى خالدي، الذي أكد الوفاة لأول مرة صباح الثلاثاء.
وتقول الصحيفة إن الخبير الإيراني جيسون برودسكي يلاحظ أن "برونر، وفقا لملفها الشخصي على لينكدإن، كانت نائبة رئيس قسم المصالح الأجنبية في السفارة. قائلا إن دورها مهم بالنظر إلى تمثيل سويسرا للمصالح الأميركية هناك".
وأضافت "لعبت سويسرا دورا دوليا رئيسا مع إيران في تبادل المعتقلين والرهائن والسجناء الذين احتجزتهم طهران. ووجهت الولايات المتحدة وإيران الشكر لسويسرا في الماضي".
وأكدت سويسرا دورها في تحرير الطبيب البيطري الأميركي مايكل وايت الذي كان محتجزا في إيران، العام الماضي.