Skip to main content

الدبلوماسية والعقوبات في آن

الرئيس الأميركي جو بايدن
AvaToday caption
اعتبر إليوت أبرامز، المبعوث الخاص للرئيس السابق دونالد ترامب لإيران، في تصريحات لرويترز، الجمعة، أن عدم استعداد بايدن لتخفيف العقوبات على طهران قبل أي محادثات بين الجانبين لاستئناف الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015 "منطقي"
posted onMarch 5, 2021
nocomment

معركة الشد والجذب بين إيران وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مستمرة منذ توليه الرئاسة، فكلا الطرفين يرغبان بأن يحصل على تنازل من الآخر، طهران تريد رفع العقوبات قبل الدخول في أي مفاوضات، وتدفع ميليشياتها للقيام بتحركات عسكرية في أكثر من جبهة للضغط على واشنطن، فيما يصر بايدن على عدم رفع العقوبات قبل الجلوس على طاولة المفاوضات.

وفي هذا السياق، رأى مراقبون أن الرئيس الأميركي استطاع من خلال عدم تخفيفه للعقوبات أن يخلق توازناً داخلياً يجنبه الاصطدام مع الرافضين لسياسته من جهة، وإرسال إشارات في الوقت عينه بأن قواعد اللعبة قد تتغير، لا سيما بعد ضربة الـ 26 من فبراير لميليشيات إيرانية على الحدود السورية العراقية.

فيما اعتبر إليوت أبرامز، المبعوث الخاص للرئيس السابق دونالد ترامب لإيران، في تصريحات لرويترز، الجمعة، أن عدم استعداد بايدن لتخفيف العقوبات على طهران قبل أي محادثات بين الجانبين لاستئناف الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015 "منطقي" ، لكنه حذر من تقديم تنازلات دون مقابل.

وأشار إلى أن "التفاوض هو دائما أخذ وعطاء لكن ينبغي ألا ندفع لهم فقط، مقابل التمتع بصحبتهم على طاولة المفاوضات"

وقد تكون خطوة بعدم التسرع برفع العقوبات ساهمت بنيله قسطاً من الإطراء من قبل المسؤول الجمهوري، ما يسلط الضوء على تحركات بايدن المتوازنة وهو يحاول إحياء الاتفاق دون أن يتعرض لانتقادات من الجمهوريين.

إلى ذلك، رأى محللون أن نهج بايدن تجاه إيران يقضي بالسعي للحفاظ على تأثير العقوبات الذي ورثه عن ترامب، مع اتخاذ موقف أكثر تشددا في الوقت عينه بشأن الهجمات الصاروخية التي يشنها وكلاء إيران في العراق.

من جهة ثانية، أشار مسؤولون دفاعيون أميركيون لرويترز إلى أن بايدن وافق على الخيار الأكثر محدودية، قائلين إنه يهدف إلى إبلاغ طهران بأن واشنطن لن تقبل مقتل أو إصابة مواطنين أميركيين بأي هجمات تشنها ميليشياتها، لكنها لا تريد تصعيدا عسكريا.

كما قالوا إنهم لا يتوقعون توقف الهجمات الصاروخية على الأفراد الأميركيين في العراق بعد ضربة واحدة في سوريا، لكنهم شددوا على أن الرسالة الموجهة لطهران هي التأكيد على أنه رغم أن الدبلوماسية هي الخيار الأول، فإن الخيار العسكري متاح.

إلى ذلك، أوضح كليمنت ثيرم، الخبير في شؤون إيران في معهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا بإيطاليا، أن الرئيس الأميركي تجنب إثارة معارضة داخلية، لكن ذلك لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، مضيفاً "إنهم ماهرون بمعنى أنهم لن يبددوا نفوذهم السياسي بعد الانتخابات مباشرة لمد يدهم إلى حكومة إيرانية مكروهة في الولايات المتحدة على مدى الثلاثين عاما الماضية".