الرئيس الإيراني واقع بين تعنت التيار المتشدد وضغوطات أوروبية من أجل مكافحة غسيل الأموال و تمويل الأرهاب، بحيث هدد حسن روحاني في كلمة له بثتها قنوات الرسمية " برفع الأسعار 20 بالمئة".
هاجم روحاني، اليوم الاثنين، خصومه من التيار المتشدد الذي يعارضون انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي المعروفة بـ”FATF”، والتي تنص بنودها على مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، صباح اليوم، خلال اجتماعه مع كادر وزارة النقل والطرق الإيرانية، “إذا تجنبنا الانضمام إلى مجموعة العمل المالي (FATF) والعمل مع البنوك الأجنبية، فإننا نتوقع رفع الأسعار 20٪ في بلادنا”.
ومن جانبٍ آخر أوقفت 3 من أكبر البنوك الإيرانية، تعاملها مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري، والذي يقوده الجنرال قاسم سليماني؛ تطبيقًا لاتفاقية مجموعة العمل المالي المعروفة بـ”FATF”، والتي تنص بنودها على مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
وقال عضو البرلمان الإيراني عن التيار الأصولي المتشدد، نصر الله بزمان فر، خلال حديثه مع عدد من طلاب كلية العلوم الطبية بمدينة مشهد شمال شرق إيران، يوم الإثنين " كبار المسؤولين في الحكومة الحالية طلبوا من بعض البنوك عدم التعامل مع فيلق القدس؛ تحقيقًا لرغبة الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي من أجل الانضمام إلى اتفاقية FATF".
وأشار روحاني إلى تصريح منافسه السابق في الانتخابات الرئاسية إبراهيم رئيسي، الذي اعتبر انضمام إيران إلى اتفاقية (FATF) يشكل خطرًا على الإسلام، واصفًا إياه بـ”الجاهل ولا يفهم من الإسلام شيئًا”.
أمهل المنظمة الدولية طهران مدة أقصاه شباط المقبل لتوقيع الأتفاقية أو حرمانهِ من كافة الأمتيازات الدولية و المالية و إدخال الجمهورية الإسلامية ضمن قائمة السوداء للممولي الأرهاب و غسيل الأموال.
منذ فترة قصيرة أكد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف " تجري عمليات غسيل الأموال كبرى من قبل مسؤولي لهم سلطات عالية مطلقة"، مما أدى الى نشوب صراع بين الوزير و نواب متشددين.
وأردف الرئيس الإيراني قائلًا:”وإن البعض يصنعون دعاية ضد هذه القضية، ويدّعون أن التوقيع على هذه الاتفاقية يؤدي إلى إضعاف الإسلام، هم بالواقع لا يفهمون شيئًا عن الإسلام”.
وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر، قالت “مجموعة العمل المالي” ومقرها باريس إن لدى إيران مهلة حتى شهر فبراير/ شباط من عام 2019، لإكمال الإصلاحات التي من شأنها أن تجعلها تتماشى مع المعايير العالمية أو تواجه عواقب.
وأضاف نصر الله: “للأسف الشديد أوقفت 3 بنوك وهي (كشاورزي، وملت، وسبه) التعامل مع فيلق القدس”، معتبرًا هذه الخطوة “طعنة في خاصرة هذه المؤسسة العسكرية”.
وترى حكومة الرئيس حسن روحاني ومناصروها، أن تمرير معاهدة مكافحة تمويل الإرهاب (CFT)، ستزيل من حواجز المعاملات المصرفية الإيرانية مع الخارج.
ومعاهدة “CFT” هي جزء من الاتفاقية الدولية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب المعروفة بـ”FATF”، وتعد واحدة من القوانين الأربعة التي تم تبنيها وتطبيقها من قبل إيران؛ لمنع إدراج اسمها في القائمة السوداء لفرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية لدى FATF.