كشف تسجيل صوتي مسرب الثلاثاء عن حديث منسوب لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يعكس مدى إصرار القيادة الايرانية على اتباع سياسة التكتم بشأن إسقاط طائرة الركاب الاوكرانية على يد الحرس الثوري العام الماضي.
ووصفت الحكومة الكندية التسجيل الوارد في تقرير نشرته الثلاثاء شبكة "سي بي سي نيوز" الكندية بانه يتضمن معلومات حساسة "قد تعرض ارواح الناس للخطر".
وقال تقرير "سي بي سي نيوز" أن التسجيل بصوت وزير الخارجية الايراني وانه كان يتحدث بالفارسية. واكد في التسجيل أنه لن يتم الكشف عن الحقيقة من قبل أعلى المستويات في الحكومة الإيرانية.
وقال ظريف وفق التقرير إن هناك ألف احتمال لتفسير سبب إسقاط الطائرة بما في ذلك هجوم شارك فيه متسللون مشيراً إلى أن هذا السيناريو "ليس مستبعداً على الإطلاق".
وتابع الرجل "هناك الكثير من الأسباب لعدم الكشف عن الحقيقة". وقال متحدثا على ما يبدو عن الحرس الثوري "لن يخبرونا ولن يخبروا أي شخص آخر لأنهم إذا فعلوا ذلك ستفتح بعض الأبواب أمام أنظمة الدفاع في البلاد وذلك لن يكون من مصلحة الأمة".
واذا صح ما ورد في التسجيل، فهذا يعني ان وزير الخارجية الايراني لا يعلم فعلا حقيقة سبب اسقاط الطائرة الاوكرانية، وان معلومات من هذا النوع تظل حكرا على ضباط كبار قريبين من مرشد ايران علي خامنئي.
وأضاف "هذه الأشياء لن يتم الكشف عنها بسهولة" من قبل الحرس الثوري أو من هم في أعلى مرتبة في الحكومة.
ويشير الرجل في التسجيل إلى روسيا كمثال لدولة اتُهمت بالتورط في إسقاط طائرة (رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم 17 في عام 2014) لكنها لم تعترف بذلك مطلقاً.
كما أشار أكثر من مرة أثناء التسجيل إلى التعويض كوسيلة لإغلاق "القضية" ويقول إن إيران تريد تعويض عائلات الضحايا لمنع دول أخرى من تحويل قضية إسقاط الطائرة إلى "جريمة دولية".
وأوضح تقرير الشبكة الكندية أن هذا التسجيل ظهر بعد بضعة أشهر من إسقاط الطائرة مضيفًا "ولقد قام ثلاثة أشخاص بترجمة التسجيل من الفارسية إلى الإنجليزية للوقوف على الفروق في اللغة".
من جهته، قال رالف جودال المستشار الخاص لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في تصريحاته للشبكة الكندية ان الحكومة كانت على علم بالتسجيل.
وأوضح ان الحكومة حصلت على نسخة من التسجيل في نوفمبر/كانون الثاني الماضي وأنه يتضمن معلومات حساسة، مشيرًا أن "الحديث بشأن ما به من تفاصيل قد يعرض الأرواح للخطر".
ولفت جودال السكرتير الكندي السابق للأمن العام إلى أن التسجيل قيد المراجعة من قبل فرق من شرطة الخيالة الكندية الملكية ودائرة الأمن والاستخبارات ووكالة أمن الاتصالات .
وأشار جودال "نتعامل مع كل الأدلة وكل الأدلة المحتملة بالجدية التي تستحقها" مضيفاً "نحن نتفهم بشدة عطش العائلات للحقيقة الكاملة وهذا ما سنبذل قصارى جهدنا للحصول عليه".
وفي 8 يناير/ كانون الثاني 2020 سقطت طائرة ركاب أوكرانية من طراز "بوينغ 737" في طهران بعد دقائق من إقلاعها ما أسفر عن مصرع 176 شخصا.
وبعد أيام من إنكار مسؤوليتها عن الحادث، أقرت هيئة الأركان الإيرانية في بيان أن منظومة دفاع جوي تابعة لها أسقطت طائرة الركاب إثر "خطأ بشري" لحظة مرورها فوق "منطقة عسكرية حساسة".
وأعلنت وزارة المواصلات الكندية من قبل مقتل 57 من مواطنيها كانوا على متن الطائرة.