Skip to main content

بايدن على خطي المفاوضات التركية والإيرانية

بايدن
AvaToday caption
السؤال اليوم هو إذا ما كانت ستقبل إيران بمناقشة الصواريخ الباليستية، وهو ما كانت رفضته في 2015. إلا أن واقعها الجيوسياسي والاقتصادي، وحتى علاقتها مع الأوروبيين في تردي اليوم بشكل يقلص خياراتها
posted onDecember 18, 2020
nocomment

 جويس كرم

 الشرق الأوسط سيكون ثالث أو حتى رابع الأولويات الخارجية للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، بعد الحد من نفوذ الصين، رص التحالف الأوروبي والتعاطي مع روسيا، إلا أن أفق المفاوضات مع كل من تركيا وإيران يلوح على أجندة البيت الأبيض في ملفات المنطقة.

ملفا تركيا وإيران سيحضران مبكرا في رئاسة بايدن نظرا لعمق الأزمة اليوم بين واشنطن وكل من أنقرة وطهران. فلا الملف النووي الإيراني يحتمل دفع الكرة والمماطلة لعام آخر، قد تتمكن خلاله طهران من تطوير السلاح النووي، ولا التراجع الحاصل في العلاقة التركية-الأميركية يحتمل الانهيار بشكل سيرتد عكسيا على مصالح البلدين.

في الملف الإيراني الاحتمال الأسهل أمام بايدن هو العودة إلى اتفاق 2015 في حال التزمت طهران ورفعت واشنطن عقوبات عنها. إنما هذه التركيبة تعترضها اليوم متغيرات إقليمية، وموقف الكونغرس، وحتى موقف دول أوروبية مثل ألمانيا التي تريد ملف الصواريخ الباليستية على طاولة المفاوضات.

هناك حديث أيضا عن مشاركة دول عربية في هذه المفاوضات مع إيران مثل السعودية والإمارات، واستشارة بايدن للكونغرس لتفادي تكرار سيناريو 2018 حينما انسحب رئيس أميركي من اتفاق وقعه سلفه.

الأرجح أن بايدن سيبدأ مخاضه الإقليمي بمفاوضات إيران، بعدما حشد شخصيات قادت المفاوضات السرية مع إيران في إدارته مثل مستشار الأمن القومي الجديد جايك سليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.

سليفان شارك في القناة السرية مع إيران في سلطنة عمان في 2011، وبلينكن خاض مع وزير الخارجية السابق جون كيري غمار المفاوضات النووية.

السؤال اليوم هو إذا ما كانت ستقبل إيران بمناقشة الصواريخ الباليستية، وهو ما كانت رفضته في 2015. إلا أن واقعها الجيوسياسي والاقتصادي، وحتى علاقتها مع الأوروبيين في تردي اليوم بشكل يقلص خياراتها.

طبعا بإمكان إيران تطوير سلاح نووي، إنما هذا لن يحسن موقعها الاقتصادي وعزلتها الإقليمية. التفاوض بشأن السلاح النووي، وليس امتلاكه، هو ورقة رابحة لدى النظام الإيراني، وهو قادر من خلالها على جذب انتباه الغرب.

بالنظر إلى تركيا، فالعقوبات التي فرضتها واشنطن على أنقرة بداية الأسبوع هي آخر مؤشرات الأزمة المشتعلة بين الجانبين. فلا صداقة دونالد ترامب ورجب طيب إردوغان أوقفت العقوبات، ولا التضارب الحاصل في شعبة ملفات إقليمية له حل قريب.

فمن نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس-400 إلى نفط شرق المتوسط إلى الشمال السوري وإقليم ناغورنو قره باغ، هناك تباعد أميركي - تركي غير مسبوق، سيكون على بايدن إعادة ترتيبه لتفادي انفجار في العلاقة.

على عكس ترامب الذي تلقى اتصال إردوغان بعد يوم من فوزه في انتخابات 9 نوفمبر 2016، فإن الرئيس التركي لم يتحدث لبايدن، حتى بعد مرور شهر ونصف على الفوز.

هذا يضع أنقره أمام واقع وأسلوب أميركي جديد، لن تنفع فيه كلمات إردوغان المتملقة ولهجته التي تتبدل مع تبدل اسم سيد البيت الأبيض من جورج بوش إلى باراك أوباما إلى ترامب إلى بايدن.

فمع بوش تبنى إردوغان الديمقراطية، ومع أوباما أضحى رجل الربيع العربي والتغيير، ومع ترامب تحول لتاجر في بازار سياسي، ومع بايدن يحاول أن يبدو بصورة الإصلاحي.

النبرة التركية المتبدلة لن تنفع هذه المرة، وسيكون على إردوغان تقديم تنازل جدي لبايدن في ملفات حاسمة، أهمها منظومة الدفاع الروسية وأمن حلف الشمال الأطلسي، قبل أي حديث عن رفع العقوبات عنها.

من دون ذلك، سيكبل الكونغرس أيدي بايدن، بينما تتزايد خصوم أنقرة في واشنطن من اللوبي الأرمني إلى اليوناني إلى الإسرائيلي والعربي أمام توسع إردوغان.