وجدت محكمة إيرانية، اليوم الأحد، خلال جلسة محاكمة مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الإعلامية، حسام الدين آشنا، للبت في شكوى رفعتها ضده النيابة العامة وعدلية الثقافة والإعلام، أنّه "مجرم سياسي"، لنشره تغريدتين.
وواجه آشنا اتهامات بنشر "الأكاذيب" و"التشويش على الرأي العام" بسبب تغريدتين، الأولى عن حادث الطائرة الأوكرانية المنكوبة التي أسقطها الدفاع الجوي الإيراني، يوم 8 يناير/تشرين الثاني "عن طريق الخطأ"، والتغريدة الثانية عن محاكمة نائب رئيس السلطة القضائية السابق، أكبر طبري، بتهم تتعلق بالفساد المالي.
وانعقدت جلسة المحاكمة، اليوم الأحد، في الفرع التاسع لمحكمة الجزاء الأولى في العاصمة طهران برئاسة القاضي محمدي كشكولي، وحضور هيئة المحلفين للجرائم الصحفية والسياسية.
وفي ختام الجلسة، قال المتحدث باسم الهيئة أحمد مؤمني راد، وفقا لما أوردته وكالة "إرنا"، إنه بعد مناقشة الاتهامات الموجهة للمتهم حسام الدين آشنا، وصلت هيئة المحلفين إلى نتيجة أنه "ارتكب جرما سياسيا، لكن أغلبية الأعضاء رأت أنه يستحق التخفيف"، أي أن مستوى العقوبة أقل مما ورد في القانون الإيراني من العقوبات. وفي هذه الحالة، يعني المصطلح أنه لا يحكم على المتهم بعقوبة.
وفي التغريدة حول حادث الطائرة الأوكرانية التي أسقطها الدفاع الجوي التابع للحرس الثوري الإيراني "عن طريق الخطأ"، يوم القصف الإيراني لقواعد أميركية في العراق ردا على عملية اغتيال قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني، هاجم منتقدي الحكومة الإيرانية من التيار المحافظ، وقال إن "هذه الجماعة عجيبة، حيث ترى في بيان الحقيقة للشارع "خيانة"، وتعتبر الإقرار بخطأ تنظيمي غير قابل للكتمان "شجاعة"، ومن خلال إثارة الضجة تطالب باعتذار أناس واستقالتهم، بينما هم لم يكونوا مطلعين ولا مقصرين في الحادث، وتصنع من المتسترين والمقصرين "أبطالا".
وبعد مرور ثلاثة أيام من الحادثة، أعلنت القوات المسلحة الإيرانية أن سقوط الطائرة كان ناجما عن إطلاق صاروخ من الدفاع الجوي، غير أن هذا التأخير أثار امتعاضا في الشارع، عزته القوات المسلحة الإيرانية إلى دراستها جميع جوانب القضية.
وفي تغريدته عن محاكمة المتهم بقضايا الفساد المالي، أكبر طبري، نائب الرئيس السابق لجهاز القضاء الإيراني، قال آشنا، "يبدو أن ملف طبري له أبعاد غير اقتصادية أيضا. بدون وجود شبكات فاعلة في السلطات الثلاث، وربما بقية المؤسسات، من المستبعد أن يكون يحدث فساد، أحد متهميه ينتحر في رومانيا. لا يكون يتم إنهاء الملف سريعا. من فضلكم احذروا من مادة التنظيف". وأشار آشنا في هذه التغريدة إلى حادث انتحار القاضي الإيراني غلامرضا منصوري في رومانيا خلال يونيو/حزيران الماضي، قيل إنه هرّب معه 500 ألف يورو إلى الخارج، فضلا عن أن آشنا بحديثه عن "مادة التنظيف" يلمّح إلى إمكانية انتحار المتهم أكبري في السجن، على غرار انتحار سعيد إمامي وهو أحد رجال الأمن عام 1999 في الاعتقال من تناول هذه المادة، حسب ما أعلنت السلطات. وكان إمامي يقود مجموعة قامت بسلسلة اغتيالات في البلاد، قبل أن ينكشف أمره وتم اعتقاله، وقيل إنه انتحر.
يشار إلى أن محاكمة آشنا بتهمة "الجرم السياسي" هي ثالث محاكمة من هذا النوع في إيران، بعد إصدار رئيس السلطة القضائية، إبراهيم رئيسي، تعليمات بتطبيق قانون "الجرم السياسي" في البلاد بعد تصديه المنصب عام 2019. وخلال مايو/أيار الماضي، وجّه أمرا قضائيا إلى المحاكم الإيرانية بـ"ضرورة تنفيذ العدالة والبت في اتهامات مرتكبي الجرم السياسي بحضور هيئة المحلفين" من خلال تطبيق قانون "الجرم السياسي" بحضور الهيئة.