Skip to main content

إيران تشق تضامنا دوليا مع لبنان

ظريف يقدم عروضا ايرانية للرئيس اللبناني تتعلق بالمساعدة
AvaToday caption
تدفقت المساعدات الإنسانية الدولية، لكن دولا أجنبية ربطت أي مساعدة مالية بإصلاح الدولة اللبنانية التي تتخلف بالفعل عن سداد ديونها السيادية الضخمة
posted onAugust 15, 2020
nocomment

تتسابق الوفود الدولية إلى لبنان على وقع انفجار بيروت الذي استدعى تضامنا دوليا واسعا لم تهمل من حساباته أن الكارثة التي حلّت به ناجمة عن الفساد وعن هيمنة فرضها حزب الله المدعوم من إيران.

وفي خضم حملة التضامن الدولية سارعت طهران للبحث عن منفذ لتعزيز تواجدها دعما للجماعة الشيعية اللبنانية التي تواجه ضغوطا مضاعفة منذ انفجار بيروت.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في زيارة لبيروت اليوم الجمعة، إن طهران وشركات إيرانية خاصة على استعداد لمساعدة لبنان في إعادة البناء وإصلاح قطاع الكهرباء.

وتابع أن الشعب اللبناني وممثليه هم وحدهم أصحاب قرار تحديد مستقبل بلادهم، بعد الانفجار الهائل الذي هز ميناء المدينة وأودى بحياة 172 شخصا ودفع الحكومة للاستقالة.

وتدعم إيران جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة والتي ساعدت، جنبا إلى جنب، مع حلفائها في تشكيل الحكومة المنتهية ولايتها. وتصنف الولايات المتحدة الجماعة منظمة إرهابية.

وجاءت تصريحات الوزير الإيراني بعد اجتماع مسؤولين أميركيين وفرنسيين كبار مع الرئيس ميشال عون في إطار موجة من النشاط الدبلوماسي الغربي المتسارع تركز على حث لبنان على دك حصون الفساد وسن إصلاحات طال انتظارها على أمل فتح الطريق أمام المساعدات المالية الدولية لمعالجة أزمة البلاد الاقتصادية.

وقال ظريف في مؤتمر صحفي مشترك بثه التلفزيون مع وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال "من وجهة نظرنا ليس من الإنسانية في شيء استغلال آلام الشعوب ومعاناتها لتحقيق أهداف سياسية".

وأضاف "نعتقد أن لبنان، حكومة وشعبا ينبغي أن يكونوا أصحاب القرار حول مستقبل لبنان".

وكان اللبنانيون ينظمون احتجاجات غاضبة ضد نخبة سياسية ينحون عليها باللائمة في المحن الكثيرة التي تعصف بالبلاد حتى قبل انفجار الرابع من أغسطس/آب، الذي أسفر عن إصابة الآلاف وتدمير أحياء بأكملها في المدينة المطلة على البحر المتوسط. وترك الانفجار 300 ألف شخص مشردين بلا مأوى. ولا يزال حوالي 30 في عداد المفقودين. كما أجج مشاعر الغضب تجاه السلطات.

مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (إف.بي.آي) سيشارك في تحقيق في الانفجار الذي وقع في مستودع بالميناء

وقال صيدلي في بيروت "لا نستطيع العيش بهذه الطريقة. على الغرب أن يضغط على قادتنا لإنقاذنا".

واجتمع وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي مع عون بشكل منفصل اليوم الجمعة.

ودعت بارلي في تصريحات بثها التلفزيون في وقت لاحق لتشكيل حكومة قادرة على اتخاذ "قرارات شجاعة".

وقال هيل أمس الخميس إن مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (إف.بي.آي) سيشارك في تحقيق في الانفجار الذي وقع في مستودع بالميناء وأرسل سحابة ضخمة في سماء المدينة. ودعا هيل إلى وضع نهاية "للحكومات الكسيحة والوعود الجوفاء".

وتدفقت المساعدات الإنسانية الدولية، لكن دولا أجنبية ربطت أي مساعدة مالية بإصلاح الدولة اللبنانية التي تتخلف بالفعل عن سداد ديونها السيادية الضخمة.

ورست حاملة طائرات الهليكوبتر التابعة للبحرية الفرنسية تونير في الميناء المدمر، الذي تقول السلطات اللبنانية إن أكثر من 2000 طن من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار ظلت مخزنة فيه لسنوات بدون أي إجراءات تأمينية.

وجاء في بيان رسمي أن عون أبلغ هيل بأن بيروت تحتاج المساعدة لفهم الظروف التي دخلت في ظلها شحنة النترات للمرفأ قبل أن يتم تفريغها.

ووعد عون بإجراء تحقيق سريع في الانفجار. وقال إن التحقيق سينظر فيما إذا كان السبب هو الإهمال أو "تدخل خارجي" أو أنه مجرد حادث.

وعقد ممثلو عائلات الضحايا مؤتمرا صحفيا ووجهوا نداء إلى مجلس الأمن الدولي لحثه على تعيين لجنة تحقيق دولية وإحالة الانفجار إلى محكمة دولية.

وقال بول نجار الذي توفيت ابنته ألكسندرا البالغة من العمر ثلاثة أعوام في الانفجار "هل من المقبول أن يجد الناس بيوتهم مدمرة وأسرهم قتلى وأحلامهم مبددة في غياب للعدالة".

وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام إن استجوابا كان مقررا لبعض الوزراء اليوم الجمعة أٌرجئ بعد أن قال القاضي المعين لهذه المهمة إنه لا يملك سلطة استجواب وزراء الحكومة.

وزادت استقالة الحكومة حالة الغموض. ومن المرجح أن يكون الاتفاق على حكومة جديدة مهمة عسيرة في بلد يعاني من انقسامات طائفية عميقة وفي ظل نظام طائفي لتقاسم السلطة.

وأعرب رجل دين مسيحي بارز في لبنان عن قلقه أمس الخميس من أن لبنان جديدا "يتم طبخه في مطابخ" دول أجنبية، دون أن يذكرها بالاسم.

وقال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الذي يطالب بأن تنأى بيروت بنفسها عن الصراعات الإقليمية، في عضة "بدؤوا يطبخون أشياء ليست لصالح لبنان أبدا ولكن لصالح بعض السياسيين والفئات وهذا نرفضه رفضا قاطعا وسنناضل ضده ونحاربه".