ينتظر الكثير العام الجديد لمكافأة نفسه على إنجازاته خلال العام المنصرم، وينتظر موقع (بورن هوب) واحد من أعلى مواقع الأفلام الجنسية مشاهدة، نهاية العام ليتباهى كعادته بمليارات الزيارات، وبكفاءة فريقه في كتابة تقرير سنوي يشمل إحصاء مفصلا لما يرغب به العالم، وبالضبط للتوجهات الجنسية والميول وما يحبه الذكور في أمريكا وما تفضله النساء في جنوب أفريقيا مثلاً، محللًا كافة بيانات زوار الموقع، ثم يجمعه في تقرير صادم.
نشر موقع (بورن هوب)، مراجعته السنوية السادسة في منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) 2018، ويعتقد الفريق أن عام 2018 كان عامًا مليئًا بالكثير من الأحداث الاجتماعية وأخبار المشاهير والأحداث الكروية، وغير ذلك فهو مليء بالمفاجأت عندما نتحدث عما يريده الأشخاص في الجنس، وهو ما يتغير كل عام، ولكن بدأ التقرير السنوي بأكبر إنجازات الموقع؛ إذ بلغ عدد الزيارات على موقع بورن هوب في عام 2018 33.5 مليار زيارة، بزيادة قدرها 5 مليار زيارة عن العام الماضي. ما يعادل 92 مليون زائر في اليوم، ازدادوا ليصلوا 100 مليون زائر يوميًا في شهر ديسمبر.
عام من التفاعل "الناري"
وفقًا للتقرير المذكور، ففي كل دقيقة يدخل على موقع بورن هوب 63.992 زائرا جديدا، فيشاهدون 207.405 مقطع فيديو، ويجرون 57.750 عملية بحث، وكل ذلك حول العالم في دقيقة واحدة. وقد رفع الهواة على موقع «بورن هوب» خلال العام 4.79 مليون مقطع فيديو جنسي جديد لهم، وشاركوهم مع العالم، مسجلين أكثر من مليون ساعة من المحتوى الجديد، ما يحتاج 115عامًا لمشاهدتهم فقط بخلاف الأفلام الجنسية التجارية.
اقتطع 141 مليون شخص من وقتهم للتصويت لمقاطع الفيديو الجنسية المفضلة لديهم، وهو عدد أكبر بكثير من الأشخاص الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة. وعندما لا يكون الزائر منشغلًا بمشاهدة الفيديوهات الجنسية، فهو يهتم بمشاركة الآخرين آراءه والتعرف إليهم، فقد أرسل المستخدمون نحو 64 مليون رسالة خاصة، وعلقوا على الفيديوهات 7.9 مليون مرة، وكانت أكثر الكلمات استخدامًا في التعليقات: حب، أعجبني، جيد، مثير.
ما يطلبه المشاهدون
لا يستخدم زائر موقع بورن هوب خانة البحث عليه فقط من أجل البحث عن التوجهات الجنسية، ولكن أيضًا لرؤية جوانب مختلفة حول ما يهتم به سواء شخصية مشهورة أو لعبة، فقد أخبرتنا المؤشرات عن وصول لعبة "فورتنايت" لقائمة أكثر 20 مصطلحا يبحث عنها الزائرون، سعيًا لرؤية سيناريوهات جنسية تتضمن شخصيات اللعبة التي يتواصلون معها عاطفيًا، وكانت حركة البحث عن أبطال اللعبة على موقع «بورن هوب» تزيد بنسبة 60% في كل مرة تتعطل فيها خوادم اللعبة.
لم يكن مفاجئًا أن تصبح ستورمي دانيلز أكثر نجمة أفلام جنسية بحث عنها العالم في عام 2018، وذلك بزيادة عالية في حركة البحث عنها على الموقع مع كل لقاء تليفزيوني تجريه حول علاقتها الجنسية بالرئيس الأمريكي الحالي؛ ولكن المدهش أنها كانت في المركز رقم 671 في العام الماضي، وانتهت هذا العام بتسجيل 84 مليون مشاهدة لأفلامها وذلك بفضل القضية التي رفعتها أمام القضاء ضد دونالد ترامب وكشفها عن تفاصيل خاصة لعلاقتهما الجنسية.
تصدر القائمة البحث عن "مقاطع رومانسية" بزيادة أكثر من الضعف عن العام الماضي، وكانت الفتيات هن أكثر من بحثن عنها، وفي الناحية الأخرى كان يبحث الشباب عن "وشم" بنسبة زادت 88% مقارنة بالعام الماضي، و شهد الاهتمام بالبحث عن "المتحولين جنسيًا" زيادة ملحوظة هذا العام خاصة وأنها جاءت في المركز الخامس لأكثر عبارات يبحث عنها الزائرون الذين تتراوح أعمارهم بين 45 إلى 64 عامًا، والذين زاد عددهم بنسبة 200% هذا العام. وأخيرًا كان لمقاطع الفيديو الجنسية «الثلاثية» حظًا وفيرًا في عام 2018؛ إذ أصبحت في المركز الثامن بين الأكثر مشاهدة، وثاني أكثر الأنواع مشاهدة بين النساء، وكانت أكثر المشاهدات لهذه النوعية تأتي من الدول الأوروبية وخاصة فرنسا، وإيطاليا وإسبانيا وبولندا وهولندا.
الدول الأعلى مشاهدة
ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية مسيطرة على المركز الأول في الدول الأكثر مشاهدة للأفلام الجنسية على موقع «بورن هوب»، وتليها بريطانيا، ثم الهند، واليابان، وكندا وفرنسا وألمانيا. وتقدمت إيطاليا هذا العام، وتفوقت على أستراليا، وتقدمت الفلبين ثلاثة مراكز لتدخل قائمة أعلى 10 دول مشاهدة، في الوقت الذي تراجعت فيه البرازيل وإسبانيا وهولندا في الترتيب.
وكانت الدولة الأفضل بالنسبة للموقع هذا العام، هي أوكرانيا، والتي تقدمت 11 مركزًا عن عام 2017، ودخلت قائمة أكثر 20 دولة مشاهدة للأفلام الجنسية، وفي هذه القائمة حافظت جنوب أفريقيا والأرجنتين وروسيا على مراكزهم. وتشكل هذه الدول العشرين في المراكز الأولى مجتمعة 80% من عدد الزيارات على الموقع.
رغمًا عن أن المصطلحات الأكثر بحثًا يمكن أن تتأثر بالتوجهات الجنسية الرائجة للزائرين، إلا أنه قد يظهر اختلاف إذا نظرنا للأنواع أو الفئات التي فضلها الزائرون عن غيرها. وعليه فقد ظلت خانة "المثليات" كما هي في أعلى الفئات مشاهدة على بورن هوب بفضل الإناث في المرتبة الأولى، وتقدمت فئة "الإنمي ، و "سمراوات" ، و"أمهات" ، و تقدمت فئة "ياباني" كثيرًا بفضل زائري دولتي اليابان والفلبين من الذكور، مثلما حققت فئة "جنس ثلاثي" تقدمًا كالذي حققته في عامي 2016، و2017؛ ويبدو أن المشاهدين يبتعدون عن الأفلام الجنسية المنتجة تجاريًا، ويتجهون نحو أجسام تبدو طبيعية، ولا يلتفتون لظهور علامات تقدم السن في الفئات التي تنطوي على نساء كبار في السن.
ووزع فريق بورن هوب الفئات الأكثر تفضيلًا على خريطة لتقسيمها حسب الدولة، لتهيمن المثليات على كثير من الولايات الأمريكية الشمالية والوسطى والجنوبية، مع عدد من دول أوروبا ومصر والمغرب وكافة الدول العربية الآسيوية، ويسيطر "الأنمي" على روسيا وجميع أنحاء أوروبا الشرقية ووسط آسيا، وأجزاء من أمريكا الجنوبية مثل تشيلي وبيرو، في حين جرى البحث عن فئة "جنس عربي" في شمال أفريقيا بين ليبيا والجزائر وتونس والسودان، وكانت فئة سمراوات هي الأكثر شيوعًا في مناطق وسط أفريقيا وغربها وجنوبها، وفضل الكوريون فئة "المثليين".
المشاهدات تأثرت بكأس العالم وهواتف (آبل)
يدخل معظم الزائرين لموقع "بورن هوب" عبر الهواتف الذكية لما توفره من خصوصية، فجاءت النسبة حوالي 80% للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، بزيادة 8% عن العام الماضي، في حين انخفض استخدام الحاسب الآلي المكتبي بنسبة 18%، وربما يفسر ذلك أيضًا ارتفاع نسبة مستخدمي الهواتف الذكية في الولايات المتحدة الأمريكية حتى 91%، و95% بالنسبة للهند، ولكن يعود الفضل الأكبر في هذه الزيادة إلى أوكرانيا التي دخلت بقوة لأكثر 20 دولة مشاهدة، بسبب ارتفاع نسبة مستخدمي الهواتف الذكية بها بنسبة 40 % دفعة واحدة في عام واحد.
كانت أيام الأحد في العاشرة مساءً والجمعة في الصباح، هي الأوقات المفضلة لمشاهدة الأفلام الجنسية لدى أغلبية المشاهدين حول العالم، لكن الأحداث اليومية والبث التليفزيوني المباشر يمكن أن يحدث خللًا في الجدول اليومي الذي يضعه الفرد لنفسه لمشاهدة الأفلام الجنسية، سواء بانخفاض الزيارات على الموقع أو ارتفاعها بدرجة قصوى بعد انتهاء الحدث.
وبالفعل تنخفض الزيارات على الموقع خاصة مع عروض الجوائز وبثها الحي مثلما حدث مع حفل توزيع جوائز أوسكار نجوم الأفلام الجنسية برعاية بورن هوب، وحفل جوائز إيمي للمسلسلات والبرامج التليفزيونية، ثم حفل "جولدن جلوب" ، و "الأوسكار".
ربما كان الحدث الأكبر عالميًا في عام 2018 هو كأس العالم لكرة القدم، والذي تسبب في انخفاض الحركة على الموقع خاصة في الدول التي يشارك منتخبها في التصفيات، ومع نهائيات كأس العالم 2018، ظهر انخفاض مذهل في عدد الزيارات بنسبة 55% في فرنسا -الدولة الفائزة-، و66% في كرواتيا.
تسبب حفل الزفاف الأسطوري للأمير هاري وميجان ميركل بانخفاض وصل حتى 10% في حركة المشاهدات على الموقع على مستوى دول العالم، وأثرت متابعة نتائج انتخابات التجديد النصفي على المشاهدات بالسلب بنسبة 6% في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، وفي مقابل ذلك، فمع تعطل خوادم "يوتيوب" في 16 أكتوبر (تشرين الأول) لمدة ساعتين، زادت نسبة المشاهدات على موقع بورن هوب بنسبة 21%.
كان الأكثر غرابة هو تأثير بث شركة آبل لأي حدث مباشر على معدل الزيارات على الموقع، خاصة من الفريق الذي يستخدم هواتف آبل للدخول، حتى انخفضت نسبة الزيارة نحو 11% مع إعلان آبل عن هاتفها الجديد هذا العام، واستمر الانخفاض لمدة ساعتين، ما وصفه فريق بورن هوب بـ "التخلي عن مشاهدة الإباحية الحقيقية لصالح الإباحية التكنولوجية".