منذ زمن بعيد، والهند لا ترى أشهر الجبال بالعالم، لأن التلوث الجوي وتوابعه كان يحجب عنها سلسلة "همالايا" وقمتها الأعلى على سطح الكرة الأرضية، مع أنها قريبة من حدودها 200 كيلومتر تقريبا، الى أن ، فعاد الانقشاع بالرؤية لسكان الهند البالغين أكثر من مليار و300 مليون، كما كان قبل 30 سنة على الأقل.
بعودته تمكن الهنود لأول مرة من رؤية ما كان يظهر لهم بالصور فقط، أو مقاطع الفيديو، فقد شاهدوا الجبال وقمة "ايفريست " الشهيرة، وبعضهم من سكان مدينة Jalandhar في ولاية "البنجاب" بأقصى الشمال الهندي، التقطوا صورا نشروها بمواقع التواصل كدليل عن رؤيتهم للجبال وقممها من بيوتهم البعيدة.
بين من لاحظوا الفرق بمعدلات التلوث، هو لاعب الكريكيت السابق Harbhajan Singh البالغ 39 سنة، فقد ذكر مما بثته الوكالات، أنها المرة الأولى التي تمكن فيها من مشاهدة الهمالايا من منزله، لذلك حذر من تأثير التلوث على الطبيعة، خصوصا في الهند التي تربعت العام الماضي على عرش الأكثر تلوثا بالعالم، والتي يؤكد الفيديو المعروض أدناه، أن حال التلوث تغيّرت فيها بسبب الاغلاق، وأصبح بالامكان رؤية هملايا من أراضيها.
الاغلاق المفروض ليستمر 21 يوما فقط، قلل من استخدام الهنود للسيارات والطائرات والقطارات، ومن الأعمال الملوثة للبيئة، فانخفضت معدلات التلوث بشكل كبير، وهو ما ذكره "المجلس المركزي للتلوث" بيان قال فيه إن الإغلاق على مستوى الدولة تسبب بزيادة واضحة في جودة الهواء بالبلاد، والشيء نفسه أشار اليه تقرير أعده قسم "تقصي البيانات" في صحيفة India Today الانجليزية اللغة بالهند، من أن "المدن الهندية، سجلت تحسنا في جودة الهواء بمقدار 115 بين 16 الى 24 مارس الماضي" وهي الى مزيد من التحسن بأبريل الجاري.
من اليوم الأول للاغلاق المفروض "بدأت جودة الهواء تظهر تحسنا" طبقا لبيانات الصحيفة، الموضحة أن الرقم المسجل لجودة الهواء في أول 3 أيام "هبط إلى 75 ملليغراما لكل متر مكعب" علما أن بمؤشرات جودة الهواء، يعتبر التلوث طفيفا لما دون 50 ملغ لكل متر مكعب، بينما تعتبر الأرقام ما بين 52 الى 100 مؤشر تلوث متوسط، في حين تذكر "منظمة الصحة العالمية" أن الحد الآمن لتلوث الجو يجب أن يكون دون 20 ملغ لكل متر مكعب، وفي الهند تسجل المؤشرات أرقاما تتجاوز الحد الذي أشارت إليه المنظمة بخمسة أضعاف.