تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

من لبنان إلى العراق.. إيران تترنح تحت الضغوط الأميركية!

ماذا تستطيع ان تقدم إيران للعراق
AvaToday caption
كان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر قد حذر ايران من عرقلة تكليف عدنان الزرفي مرشح كتلة النصر النيابية من لرئاسة الحكومة في العراق، وذلك وسط تهديدات مليشيات ايران وحلفائها من وصول الزرفي المدعوم اميركيا الى السلطة
posted onApril 6, 2020
noتعليق

وسام الأمين

في الوقت الذي تتعاظم فيه الازمات السياسية والاقتصادية والصحية في لبنان بعد تشكيل حكومة اللون الواحد التابعة لحزب الله، تتعرقل العملية السياسية في العراق بسبب تدخلات ايران وحلفائها الذين يحاولون منع رئيس الحكومة المكلف عدنان الزّرفي من تشكيل حكومته. لمجابهة التدخلات الايرانية في العراق الهادفة الى بقائه دائرا في فلكها السياسي، بدأت الولايات المتحدة منذ مطلع العام الحالي بسلسلة من الضغوطات السياسية والعمليات العسكرية توجتها بقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني ومعاونه مسؤول الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في 3/1/2020، ثم اعلان واشنطن صراحة دعمها للتحركات الشعبية الهادفة لوقف الفساد ونهب ثروات العراق من قبل الطبقة الحاكمة المدعومة من طهران.

كان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر قد حذر ايران من عرقلة تكليف عدنان الزرفي مرشح كتلة النصر النيابية من لرئاسة الحكومة في العراق، وذلك وسط تهديدات مليشيات ايران وحلفائها من وصول الزرفي المدعوم اميركيا الى السلطة.

حزب الله ينتقد تدخلات اميركا في لبنان اما في لبنان، فقد اعلن عضو الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن “السفيرة الاميركية في بيروت تجول على بعض المسؤولين الرسميين، وتبلغهم من دون أي مواربة باسم مرشح الولايات المتحدة لأحد نواب حاكم مصرف لبنان، وتطالب الحكومة بتعيينه كجزء من حصتها في الإدارة المالية والنقدية للبنان”.

 محذرا فضل الله من “التمادي الأميركي في محاولة فرض موظفي الدولة على اللبنانيين يشكل نموذجا سافرا لمحاولة استباحة القرار الوطني وتدخلا في الشأن السيادي للبنان ويكشف في الوقت نفسه عن الأسباب الكامنة وراء حملة بعض الجهات السياسية على الحق الدستوري للحكومة في إجراء التعيينات”.

فضل الله الذي يعتبر ضمنا ان تدخّل إيران عبر حزبه هو حقّ طبيعي لها انتقد “هذا التدخل الأميركي السافر (حسب تعبيره) والمرفوض شكلا ومضمونا” داعيا الحكومة بجميع مكوناتها إلى التصدي لمثل هذا الخرق للسيادة الوطنية”. السفير الاميركي في العراق يحذّر وردّ السفير الاميركي في بغداد ماتيو تويلر في جوابه اليوم على رسالة وجهها له السياسي العراقي قاسم الاعرجي بهدف الحصول على دعم الولايات المتحدة كرئيس للحكومة المقبلة بديلا للمكلف بتشكيلها عدنان الزرفي.

تضمن الرد الذي تزامن مع جولة يقوم قائد فيلق القدس الايراني قاآني في بغداد، تأكيد الجانب الأميركي على “رفض أي محاولة للحصول على دعم أية دولة خارجية، وضرورة احترام العملية الدستورية التي كلفت عدنان الزرفي، محذرا من عرقلة التصويت على حكومته بسبب تدخل إيران لأن ذلك ستكون له عواقب وخيمة، وأن أي حكومة تتشكل بإرادة خارجية لن تحظى بالشرعية لدى المجتمع الدولي”.

وتساءل السفير الاميركي “ماذا تستطيع ان تقدم إيران للعراق كي يكون لها حق رفع فيتو بوجه الزرفي، هل ستدفع رواتب الموظفين، أم هل ستساعد العراقيين على الوقوف بوجه أزمة كورونا، أم هل ستقنع البنك وصندوق النقد الدوليين بوجوب المساعدة”. فيما تقدم السفير الأميركي بالنصح للقيادات الشيعية الرافضة للزرفي بأن ينظروا إلى مصالح شعبهم أولا، طالبهم بحل خلافهم معه عبر الحوار وصولا الى “تشكيل حكومة بارادة عراقية خالصة تحظى باحترام العالم”، لافتا الى أن “حكومة الزرفي قد تكون الفرصة الأخيرة للعراق، لذا من الأفضل عدم القدوم الينا أو مراسلتنا وطرق باب الأخرين للحصول على الدعم”.

نهاية الهيمنة على الدول الفاشلة لا شك ان سياسة ايران بالاعتماد على الأذرع الامنية والعسكرية في الدول الفاشلة، المتمثلة بحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وعلى الحوثيين في اليمن قد وصلت الى نهايتها، والتدخلات التي تدعي ايران ان اميركا تمارسها هي في الواقع ضغوطات سلبية، أي ان اميركا لن تتدخّل وتساعد تلك الدول الآيلة للسقوط إلا إذا أوقفت إيران هيمنتها العسكرية والسياسية عليها، وهذا عقاب لن تستطيع تلك الدول الفاشلة تحمله، خصوصا وانها اعتادت على تلقي المساعدات الاميركية الاقتصادية والعسكرية باستمرار في السنوات السابقة كما يتلقى العليل الأمصال الطبية التي تبقيه على قيد الحياة!

كاتب لبناني