تتطلع المؤسسات الثقافة الصينية إلى استخدام تقنية 5G كمحرك جديد للنمو، وتتنافس الجهات الفاعلة في الصناعة لخدمة عدد متزايد من المستهلكين.
وفي معرض الصين الدولي الـ15 للصناعات الثقافية، الذي عقد في مدينة شنتشن خلال الفترة من 16 إلى 20 مايو/أيار الجاري، كانت "الثقافة المدعومة بتكنولوجيا الجيل الخامس 5G" هي الموضوع الرئيسي للحدث، وأُعلن من خلاله افتتاح أول مدينة "ملاهي" مدعومة بتكنولوجيا 5G في البلاد.
وبحسب ما ذكرته شبكة أخبار "سوهو" الصينية، وقعت شركة "شينزين هابي فالي-Shenzhen Happy Valley” للترفيه، اتفاقية تعاون مع شركة تشاينا تيليكوم للاتصالات، الجمعة، للترويج لتطبيقات الجيل الخامس في مدن الملاهي، والتي تمثل أول شراكة بين الحدائق الترفيهية وشبكة الهاتف المحمول من الجيل التالي في الصين.
وبموجب الاتفاقية، ستساعد الشبكة اللاسلكية فائقة السرعة 5G في جلب تجارب جديدة للزائرين من خلال دعم الواقع الافتراضي وبرامج الترفيه والواقع المعزز وألعاب الإنترنت والرياضة الإلكترونية، والتي تتطلب جميعها شبكات سريعة ومستقرة، وسيتم استخدامها لتوفير خدمات ذكية للزوار، مثل السيارات بدون سائق وروبوتات خدمة العملاء.
كما تعاونت حديقة "نافذة على العالم-Window of the World"، مع شركة "تشاينا يونيكوم" للاتصالات، لبناء أول حديقة ثقافية كبيرة في البلاد تغطيها بالكامل شبكة 5G.
و"نافذة على العالم-Window of the World”، هي حديقة ترفيهية تضم مناطق سياحية ثقافية واسعة النطاق، ويوجد بها نحو 130 نسخة من أهم مناطق الجذب السياحي المشهورة حول العالم، وتجذب الملايين من السياح سنوياً.
وقال تشاو بينجيو، المدير العام لـ Window of the World، إن الحديقة هدفها تحويل نفسها إلى مزود للسياحة الذكية، موضحا أن إنشاء شبكة 5G هي الخطوة الأولى نحو ذلك الهدف.
في الوقت نفسه، قالت مؤسسة Xinkun للمعلومات الثقافية في مدينة شيان بمقاطعة شنشي، إنها تعمل مع إدارة التراث الثقافي بالمقاطعة لإنشاء منصة 5G، تتيح للمواطنين تجربة غامرة لتقدير التراث الثقافي من خلال تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
ويأتي هذا التكامل في الوقت الذي تتنافس فيه المؤسسات الثقافية الصينية على تلبية احتياجات السوق المتنامية، وفي العام الماضي، بلغ إجمالي إيرادات قطاع الثقافة والشركات ذات الصلة 8.93 تريليون يوان (1.31 تريليون دولار)، بزيادة 8.2 % على أساس سنوي، وهو أعلى من نمو إجمالي الناتج المحلي للبلاد، وفقا للمكتب الوطني للإحصاءات.
وقال بان هيلين، كبير الباحثين في معهد بانجوال للسياسة العامة، إن الأرقام تظهر اتجاها إلى أن المستهلكين الصينيين ينفقون أقل على سلع مثل الأغذية والسيارات، بينما ينفقون أكثر على الثقافة والخدمات.
ومعهد بانجوال هو مؤسسة فكرية للسياسة العامة مقرها الصين، ويضم باحثين بارزين وكبار الممارسين من الصين ومن أماكن أخرى.