إذا رصدت التليسكوبات كويكبا يقترب من الأرض وحدد العلماء موعدا يحتمل فيه اصطدام الكويكب بالأرض، ما العمل؟
في ضاحية بالعاصمة الأميركية واشنطن، يبحث علماء فلك وباحثون ومهندسون وخبراء طوارئ هذا الأسبوع ذلك الاحتمال الكارثي ويجهزون لخطة تمكن الأرض من النجاة من هذه الاصطدام.
جيم بريدنستين مدير إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) قال في افتتاح المؤتمر الذي يضم هؤلاء المختصين إن "علينا أن نتأكد من أن الناس يفهمون أن ما نفعله لا علاقة له بهوليوود".
بريدنستين قال ذلك في افتتاح المؤتمر الدولي السادس للدفاع الكوكبي والمنعقد في جامعة ماريلاند، والذي تشارك فيه كل من الصين وفرنسا وألمانيا وإسرائيل وإيطاليا وروسيا بالإضافة للولايات المتحدة.
ولطالما أثارت فكرة أن الأرض قد تضطر في يوم من الأيام للدفاع عن نفسها ضد كويكب بعض السخرية والمقارنات الهوليوودية، لكن انفجار نيزك فوق سماء روسيا في 15 شباط/فبراير، وضع حدا للتهكم.
في ذلك اليوم ظهر ذلك الجسم السماوي والذي يبلغ طوله 20 مترا فجأة فوق سماء منطقة الأورال الجنوبية وانفجر على ارتفاع 23 كيلومترا فوق بلدة تشيليابنسك بقوة حطمت نوافذ آلاف المباني وأصيب آلاف السكان جراء الشظايا.
ذلك الحادث كان له أثر إيجابي، حسب ما يقول ديتليف كوشني المدير المشارك لمكتب الدفاع الكوكبي بوكالة الفضاء الأوروبية.
ويوضح كوشني لوكالة الصحافة الفرنسية أن الحادث جعل "العامة يعون ما يحدث وكذلك صناع القرار السياسي".
يهتم الباحثون فقط بتلك الكويكبات والأجرام التي يجعلها مدارها حول الشمس تقترب بمسافة تصل إلى أو تقل عن 31 ميلون ميل.
ويعثر علماء الفلك على كويكبات جديدة كل يوم، ويقول ليندلي جونسون من ناسا إن أكثر من 700 تم اكتشافها هذا العام حتى الآن ليصل إجمالي هذه الكويكبات إلى أكثر من 20 ألفا.
من بين تلك الكويكبات تبرز صخرة تحمل الاسم "2000 أس جي 344" والتي يبلغ قطرها 50 مترا حيث أن احتمال اصطدامها بالأرض يصل إلى واحد من 2096 خلال المائة عام المقبلة، حسب وكالة الفضاء الأوروبية.
ويقول عالم الفلك آلان هاريس إن معظم تلك الكويكبات كبيرة، لكن 942 منها يتجاوز قطرها 0.6 ميلا.
ويستخدم الباحثون تليسكوبين أميركيين بشكل أساسي للعثور على تلك الكويكبات، واحد في أريزونا والآخر في هاواي.
وبدورها شيدت الوكالة الأوروبية تيلسكوبا لهذا الغرض في إسبانيا وتخطط لوضع تليسكوبات أخرى في تشيلي وصقلية.
المؤتمر المنعقد هذا الأسبوع يسعى إلى محاكاة الاستجابة الدولية لنيزك له احتمالات كارثية، والخطوة الأولى ستكون توجيه التليسكوبات إلى ذلك الجرم لحساب سرعته ومساره بدقة.
بعد ذلك يكون هناك خياران: إما تغيير مساره أو الإخلاء.
ويجمع المختصون على أنه في حال كون النيزك أو الكويكب أصغر في القطر من 50 مترا فالخيار يكون إخلاء المنطقة التي يهددها بالاصطدام.
وحسب كوشني فإنه من الممكن تحديد الدولة التي سيصطدم بها الجسم الفضائي قبل أسبوعين من وصوله وقبل أيام من الاصطدام يمكن تحديد منطقة مساحته مئات الكيلومترات حيث سيصل الكويكب.
وماذا عن الأجسام الأكبر؟ يقول باحثون إن محاولة ضربها بالأسلحة النووية كما حدث في فيلم "أرماغدون" سيكون فكرة سيئة لأن هذا سيخلف أجساما أصغر لها خطرها كذلك.
الخطة الحالية هي إطلاق جهاز باتجاه الكويكب لتحويل مساره، شيء يشبه في مفعوله سيارات الاصطدام الترفيهية.
وتعتزم (ناسا) تجربة هذه الفكرة على كويكب يبلغ قطره نحو 150 مترا في العام 2022.
لكن تظل هناك مشكلة سياسية، حيث تقول رومانا كوفلر من مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي "من ستكون الجهة صاحبة القرار؟"