تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

السيستاني يدعم خط إضعاف خامنئي

روحاني مع السيستاني
AvaToday caption
الاختلافات بين هذين المركزين ليست جديدة، حيث إن حوزة النجف لا تؤيد مشاركة رجال الدين في السياسة ولا تقر بولاية الفقيه على النمط الخميني عكس حوزة قم، التي تؤكد على ضرورة سيطرة رجال الدين على الدولة
posted onMarch 19, 2019
noتعليق

لاحظ مراقبون للشأن الإيراني أن زيارة الرئيس، حسن روحاني، للعراق ولقاءه قادة البلد والمرجع الشيعي علي السيستاني، خلت من الحديث عن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، أو من رسائل منه إلى السيستاني أو العكس.

ويُرجح البعض هذا الأمر، بالإضافة إلى قضايا أخرى كغياب قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، (الذي يقود ملف النفوذ الإيراني في العراق) عن هذه الزيارة وعدم حضوره أيا من تلك اللقاءات، يعود لدعم السيستاني للخط السياسي الذي يسير عليه روحاني، مقابل خط خامنئي في إطار الصراع على زعامة الشيعة.

ومن المعروف أن روحاني وحلفاءه من الإصلاحيين في إيران يريدون أن يستمر النفوذ الإيراني في دول المنطقة بشكل سياسي واقتصادي وثقافي، عكس المتشددين الذين يصرون على استمرار الهيمنة الأمنية والعسكرية وإنشاء الميليشيات والجماعات المسلحة الموالية.

يذكر أن ذكر خامنئي غاب في جولة روحاني في العراق، كذلك لم يحمل الأخير أي رسالة من السيستاني إلى المرشد الإيراني كما توقعت بعض وسائل الإعلام المحلية.

 

أبو قاسم الخوئي

 

تنافس حوزة النجف مع قم

وأرجع محللون السبب في "تغييب خامنئي" إلى بروز دور السيستاني ومحاولته إعادة المركزية لحوزة النجف، التي تعتبر أقدم مركز ديني للشيعة في العالم، مقابل حوزة قم الإيرانية التي سلبت المركزية منذ مجيء نظام ولاية الفقيه بقيادة الخميني عقب انتصار الثورة الإيرانية عام 1979.

والاختلافات بين هذين المركزين ليست جديدة، حيث إن حوزة النجف لا تؤيد مشاركة رجال الدين في السياسة ولا تقر بولاية الفقيه على النمط الخميني عكس حوزة قم، التي تؤكد على ضرورة سيطرة رجال الدين على الدولة.

وكان آية الله أبو القاسم الخوئي، الزعيم الروحي للشيعة في العراق حتى وفاته في عام 1992 يرفض المشاركة في السياسة.

لكن الخميني المتأثر بخطاب جماعة الإخوان المسلمين قلب هذه المعادلة من خلال خطاب الإسلام السياسي، وأسس نظام ولاية الفقيه وعيّن نفسه مرشدا أعلى سياسيا ودينيا.

فيديو الرسائل المحذوف

وبالعودة إلى زيارة روحاني للعراق، فقد لوحظ خلال لقائه مع السيستاني، غياب قاسم سليماني قائد فيلق القدس، بينما حضر وزير الخارجية جواد ظريف.

وكان موقع الرئاسية الإيرانية نشر مقطعا تحت عنوان "نتائج لقاء حسن روحاني بآية الله علي السيستاني" أحدث جدلاً واسعا بين أنصار أجنحة النظام وأثار حفيظة المتشددين، ما اضطر المكتب إلى حذفه بعد ساعات.

وجاء في المقطع، نقلاً عن محللين، أن هذا اللقاء حمل عدة رسائل إلى "قادة العراق من أجل أن يركزوا على بناء علاقات مع الحكومة المنتخبة وليس مع الأجهزة الموازية أو الشخصيات العسكرية".

كما أكد المقطع على أن اللقاء حمل رسالة أيضا لقادة إيران (والمقصود المرشد وأنصاره) حيث إن هذا اللقاء "يعزز مكانة روحاني عندما يتم استقباله من قبل أكثر شخصية متنفذة في العراق".

 

خامنئي مع روحاني

 

خلافة المرشد

وبالرغم من بروز دور الرئيس الإيراني، لا يرى المراقبون حظوظاً كبيرة لروحاني لخلافة المرشد، بالرغم من أنه يحاول جاهدا بناء علاقات مع المتشددين، وقد تبنى خلال الفترة الأخيرة شعاراتهم المعادية لأميركا والغرب، متخلياً عن وعوده الانتخابية بالإصلاحات الداخلية والانفتاح على الخارج.

واعتبر مراقبون أن تعيين خامنئي لصادق لاريجاني رئيساً لمجلس تشخيص مصلحة النظام وإبراهيم رئيسي بدلاً عنه في رئاسة للقضاء، وغيرها من الخطوات المشابهة كتعيين المتشددين في كافة المناصب الحساسة، مؤشرات على تهميش دور روحاني والإصلاحيين كليا من الساحة.

كما أن حديث المتشددين مؤخراً عن ضرورة تفعيل رؤية خامنئي بإلغاء النظام الرئاسي وتشكيل حكومة وفق النظام البرلماني يُعتبر "آخر مسمار يدق في نعش المشروع الإصلاحي في إيران"، وسيؤدي لإزاحة روحاني وأنصاره من الساحة، كما تم من قبله مع محمد خاتمي ومير حسين موسوي ومهدي كروبي وغيرهم.