حذر السفير الأميركي في الاتحاد الأوروبي، غوردن ساندلند، في حديث صحافي، من أن بلاده ستعاقب الشركات التجارية الأوروبية التي ستتعامل مع الآلية المالية الأوروبية من أجل الالتفاف على العقوبات ضد إيران.
وقال ساندلند في حديث مع وكالة "بلومبرغ" إن الولايات المتحدة ستكشف عن هذه الشركات، وعندها ستفرض عقوبات ضدها.
يشار إلى أن الآلية المالية الأوروبية للتعامل مع إيران المعروفة بـ"Instex"، تم تسجيلها يوم 31 يناير/كانون الثاني الماضي.
وكان رئيس السلطة القضائية، صادق آملي لاريجاني، ورئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، قد قالا إن الدول الأوروبية اشترطت انضمام إيران إلى مجموعة "FATF" وقبول التفاوض حول الصواريخ الباليستية.
وفی حدیثه مع قناة "Russia Today" الإخبارية، أشار وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى أن الآلية المالية الأوروبية "ليست آلية مالية بالمعنى الحقيقي، لكنها ستوفر إطارًا للتواصل بين التجار الإيرانيين والأوروبيين، ومن المقرر أن يتم توسيعها لتشمل الدول غير الأوروبية أیضًا".
کما أكد السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي، ساندلند، على هذا المضمون أيضًا، وأوضح أن "الأفعال الأميركية ضد إيران تعني أن الآلية المالیة الأوروبیة ستكون موجودة، لكنها ستستخدم بصورة محدودة".
ووصف ساندلند إنشاء آلية مالية للتجارة مع إیران، بأنها "ورقة التوت"، التي أتاحها الاتحاد الأوروبي لإیران لإنقاذ الصفقة النووية.
وتزامنا مع هذه التصريحات، وخلال لقائه قيادات القوات الجوية الإيرانية، الجمعة، فإن المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، أوصى المسؤولين الإيرانيين بألا يثقوا بالأوروبيين، وعلق: "أنا لا أقول بقطع العلاقة معهم، لكن الموضوع هو الثقة.. لا يمكن الوثوق بهم واحترامهم، وقد لاحظت ذلك مرارًا؛ من ناحية فرنسا بشکل، ومن بريطانيا بشكل آخر، ومن سائر البلدان بأشكال أخری، إذن لنكن علی وعي، وأن نتنبه إلى من نتعامل معهم وحول أي شيء نتعامل".
ومن المقرر في الأسبوع المقبل أن تناقش الدول الأوروبیة الأعضاء في حلف الناتو، موضوع الآلية المالية للتجارة مع إيران، في اجتماع للحلف في بروكسل.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأميرکي دونالد ترمب، انتقد مرارًا الدول الأوروبية لمساهمتها القلیلة في ميزانية الدفاع لحلف الناتو، وهدد أوروبا بأنه إذا استمر الوضع علی هذا الحال، فسوف تنسحب الولايات المتحدة من الحلف. وقال ساندلند إن الوجود الأميركي في الناتو ليس أمرًا بديهيًا.
وفي معرض حديثه حول تكهنات بأن شیئًا ما قيد الحدوث، قال ساندلند: "لا.. لكن لا يوجد ضمان للمستقبل".
إلى ذلك، أعلنت السفارة السويسرية في طهران، يوم 4 فبراير/شباط الحالي، على موقع "تويتر"، أنها تعتزم إنشاء آلية مالية مستقلة لإيران، وتجري حالیًا محادثات مع جميع الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميرکیة في هذا الخصوص.
وتختلف هذه الآلية المالية عن نظيرتها الأوروبية، حيث تعمل بصورة مستقلة بهدف إرسال الأدوية والمعدات الطبية والمواد الغذائية إلى إيران.