كشف مختبر الأبحاث الجنائية الرقمية التابع للمجلس الأطلنطي، المختص بالأمن الإلكتروني، ومقره في العاصمة الأمريكية واشنطن، عن أن إيران مارست أكبر حملة تضليل ونشر أخبار كاذبة في تاريخ الإنترنت، حيث تم رصد منصة دعائية تدعمها إيران وتسمى "الاتحاد الدولي للإعلام الافتراضي"، وتم إنشاؤها لنشر الأخبار الكاذبة إلى أكثر من نصف مليون شخص شهريا بأكثر من 12 لغة مختلفة.
وأوضحت المنظمة الأمنية الأمريكية، في بيان، الجمعة، لكبير خبرائها بين نيمو، أن الحملة التي تم اكتشافها بمعرفة شركات أمريكية وأخرى أوروبية للأمن الإلكتروني، رصدت في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، قيام ما يقرب من مليوني حساب من إيران بمتابعة منصة دعائية تسمى الاتحاد الدولي للإعلام الافتراضي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بالتزامن مع توجه الآلاف لمتابعة نفس المنصة على تويتر، حيث تم على الفور إبلاغ إدارة موقعي فيسبوك وتويتر، حيث قامت إدارتا الموقعين بوقف مئات الحسابات لانخراطها في تلاعب منسق بهدف التأثير على الرأي العام.
وقال الخبير الأمني الأمريكي بين نيمو "إن الحملة الدعائية الإيرانية الأخيرة التي كان يبدو الهدف منها نشر أخبار كاذبة ضد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تعد أكبر حملة للتأثير تعتمد على مواقع الإنترنت رأيناها حتى الآن، سواء كان ذلك من حيث عدد المواقع الإلكترونية التي تشملها أو من حيث مجموعة اللغات المستخدمة."
وتابع بين نيمو أن شبكات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة قامت بالتحقيق بالأمر وأزالت المئات من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي أنشئت من إيران، في محاولة لمواجهة "السلوك الزائف المنسق"، حيث وفقا للمعلومات الواردة من فيسبوك، فإن الحسابات الوهمية الإيرانية قد ضللت المتابعين عمدا بخصوص هوية القائمين عليها وماذا كانوا يفعلون.
وأوضح بيان المنظمة الأمنية الأمريكية أن إيران تحاول منذ فترة ممارسة التأثير على الرأي العام على الإنترنت، عبر حملات مضللة لنشر الأخبار الكاذبة وممارسة التضليل الإعلامي، حيث تم رصد تلك المحاولات للمرة الأولى في صيف 2018، عن طريق شركة الأمن الإلكتروني الأمريكية فايرآي (FireEye)، وقامت الشركة الأمنية بإبلاغ المسؤولين في شركات: فيسبوك وتويتر وجوجل.
المنظمة الأمنية الأمريكية أفادت بأن الحملات الإعلامية المضللة من إيران عادة ما تروّج لأجندة سياسية تشمل "مواضيع معادية للسعودية والإمارات على وجه الخصوص"، حيث تقوم الشبكة التي تتخذ من طهران مقرا لها، والتي تتظاهر بأنها وكالات أنباء مستقلة ومنظمات للمجتمع المدني، بنشر رسائل إعلامية حكومية إيرانية وغيرها من المعلومات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار، وقد تم تصميم الشبكة للتأثير على الرأي العام في البلدان الواقعة في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وتابع الخبير الأمني الأمريكي بين نيمو أن جهات التحقيق الأمنية الأمريكية تنظر حاليا حول هوية من يُدير الشبكة، أهي الحكومة الإيرانية نفسها أم أنصار النظام الإيراني؟