تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

قرار التصعيد حزب الله مع إسرائيل بيد إيران

حزب الله
AvaToday caption
يرجح أن تتحول الاحتاكاكات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله من قصف متبادل ومحاولات تسلل من لبنان إلى مواقع إسرائيلية عسكرية إلى مواجهة أكبر
posted onOctober 18, 2023
noتعليق

يزداد الوضع في الشرق الأوسط ضبابية وتنذر التطورات المتسارعة بتصعيد أكبر وبتحول النزاع المسلح بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي إلى حرب إقليمية لن يكون من السهل السيطرة عليها ولا منع تداعياتها الإقليمية والدولية، لكن ذلك يبقى رهين بمسار الاحتكاكات العسكرية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني وهي أيضا مرتبط بضوء اخضر من إيران التي هددت بأنها لن تبقى مكتوفة الايدي اذا استمر العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وهي تهديدات تحدث ضجيجا وضغوطا أكثر منها تدخلا محتملا في النزاع.

وإلى حدّ الآن لا تبدو نهاية قريبة للمواجهات الدموية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بينما تتشكل على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ملامح حرب أخرى لا تزال حتى اللحظة بتجلياتها الراهنة بروفة مواجهة مصغرة قد تتوسع في أي لحظة.

وتشير التطورات الأخيرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية إلى انكفاء حزب الله على خلاف العادة وأن الانخراط في الحرب ليس قراره وأن إيران هي من يحرك خيوط اللعبة على طريقتها وأن قرار التصعيد أو التهدئة يبقى بيدها.  

وأوحى التحشيد العسكري الأميركي في شرق المتوسط والشرق الأوسط من خلال إرسال واشنطن حاملتي طائرات وسفن حربية ونحو ألفي جندي للمنطقة وزيارة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لإسرائيل وزيارة مرتقبة سيقوم بها الرئيس الأميركي جو بايدن غدا الأربعاء لتل أبيب وعمان، بأن الولايات المتحدة تتحضر بالفعل لتدخل حزب الله اللبناني ومن خلفه إيران في الحرب بين حماس وإسرائيل.

وشكل غياب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عن الأحداث نقطة استفهام بينما كانت معظم المواقف تصدر عن قيادات أخرى من الصف الأول للحزب، لكن التقديرات تشير إلى أن نصرالله سيظهر حتما وسيلقي خطابا ناريا سيحدد مسار الحرب الدائرة في انتظار ضوء أخضر من إيران.

وفي العادة لا يغيب نصرالله حتى عن أحداث أصغر بكثير من حرب دموية في غزة تختبر صلابة محور المقاومة الذي تسميه القوى الغربية محور الشر ويضم إلى جانب حزب الله اللبناني وإيران وسوريا، الميليشيات الشيعية متعددة الجنسيات (في الأراضي السورية) والميليشيات العراقية الشيعية والتي يشرف عليها كلها مجتمعة قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني وقبله الراحل الجنرال قاسم سليماني.

ويرجح أن تتحول الاحتاكاكات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله من قصف متبادل ومحاولات تسلل من لبنان إلى مواقع إسرائيلية عسكرية إلى مواجهة أكبر، لكن إلى حد الآن تبدو جس نبض بين الطرفين بينما تقول مصادر لبنانية إن ساعة الصفر قد تكون إيرانية والتنفيذ لبناني.

وكثر ضجيج تلك الميليشيات في الأيام الأخيرة من خلال تهديدات معلنة باستهداف القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة إن اجتاحت إسرائيل قطاع غزة بريا قبل أن تعلن إيران أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء ما يتعرض له القطاع من غارات لا تهدأ.

وتعطي مجمل التطورات على الأرض والتصريحات والتهديدات والتحركات العسكرية الأميركية في المنطقة بأن شيء ما سيقع لا محالة في الفترة القادمة فيما تتنامى المخاوف من حرب إقليمية.

وأعلن البنتاغون الثلاثاء أنه تم وضع حوالي ألفي جندي أميركي في حالة تأهب تحسبا لانتشار محتمل في الشرق الأوسط دعما لإسرائيل في حربها مع حركة حماس منذ الهجوم الدموي والمباغت الذي شنته الحركة وشكل في توقيته ونتائجه زلزالا سياسيا وعسكريا  وأحدث صدمة كبيرة لدى الإسرائيليين.

وجاء في بيان للبنتاغون "وضع وزير الدفاع لويد أوستن اليوم حوالي ألفي جندي وسلسلة وحدات في حالة تأهب قصوى عبر أمر استعداد للانتشار، ما يزيد قدرة الدفاع الأميركي على الاستجابة سريعا للوضع الأمني المتطور في الشرق الأوسط"، موضحا أنه "لم يتّخذ أي قرار بشأن نشر قوات في الوقت الراهن".

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن أولئك الجنود سيتولون مهمات دعم مثل المساعدة الطبية والتعامل مع المتفجرات، بينما تأتي هذه الخطوة في وقت سيتوجه فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل الأربعاء لإظهار دعم واشنطن لحليفتها. وسيكون في مهمة لمحاولة منع امتداد رقعة الصراع بين إسرائيل وحماس إلى الشرق الأوسط.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية فإن نصرالله ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يرغبان في حرب شاملة، مضيفة أن وصول قطع بحرية أميركية إلى المنطقة الهدف منه ردع حزب الله ومنعه من مهاجمة إسرائيل.

واعتبرت أن حزب الله لم يلق بثقله بعد في المعركة الدائرة على خلاف العادة، لا يريد أن يتفادى هجمات إسرائيلية قد تلحق ضررا كبيرا بلبنان الذي يعيش أسوأ أزمة مالية وسياسية في تاريخه.

وكانت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي قد أكدت أن حزب الله تعهد (بلا ضمانات) بعدم التدخل في الحرب إذا لم تهاجم إسرائيل لبنان، لكن ميقاتي أوضح أن قرار منع الحرب أو اندلاعها ليس بيد الحكومة.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن التقييم قد يتغير مع جمع المزيد من المعلومات الاستخباراتية وكشف الأحداث، مشيرين إلى أن نتنياهو استخدم حق الفيتو ضد مقترحات حكومته بتوجيه ضربة وقائية لحزب الله.

ورغم تبادل القصف بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله في الأيام الأخيرة وحدوث مواجهات مسلحة على الحدود، لا ترغب إسرائيل في فتح جبهة مواجهة جديدة وقد اختبرت في السابق في العام 2006 قدرات حزب الله الذي طور منذ تلك الحرب ترسانته الصاروخية وامتلك كذلك تقنيات جديدة وعزز قوته بمسيرات انتحارية واستطلاعية بدعم وتمويل من إيران.

وتقول نيويورك تايمز إن "إبقاء الحرب مقتصرة على غزة يشكل أولوية أميركية وإسرائيلية رئيسية. ومن شأن حملة كبيرة يقوم بها حزب الله، أن تجبر إسرائيل على القتال على جبهتين في وقت واحد وهو عمل صعب. ومن الممكن أيضا أن يجر الولايات المتحدة إلى النزاع، ربما من خلال شن غارات جوية على أهداف حزب الله".

وبحسب المصدر ذاته فإن وكالات التجسس قدرت منذ فترة طويلة أن حسن نصرالله لا يرغب في صراع شامل مع إسرائيل لكنه قد يتعرض لضغوط شديدة من قادة في الحزب لدفعه للانخراط في الحرب الدائرة حاليا، لكن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قالوا إن نصرالله يسعى سرا لتفادي الانخراط في صراع شامل.

وقالت الصحيفة الأميركية إن "ما تحاول وكالات الاستخبارات تحديده هو ما إذا كان نصر الله من المرجح الآن أن يتخذ إجراءات كان يتجنبها في السابق وما هي تلك الإجراءات وما إذا كان التهديد بالتدخل الأميركي المباشر من الجانب الإسرائيلي سيكون كافيا لإبقائه على الهامش. وإذا كان الأمر كذلك، إلى متى".

ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "هذا هو أحد الأسباب التي تجعل وكالات الاستخبارات الأميركية الحالية تعتقد أن نصرالله يريد إبقاء منظمته بعيدة عن حرب كبرى".

وذكرت نقلا عن مسؤول دفاعي إسرائيلي أنه "يبدو أن حزب الله قد حسب أن أنواع الهجمات التي نفذها حتى الآن كافية لإظهار التضامن مع حماس، لكنها ليست كافية لإثارة رد فعل واسع النطاق من قبل إسرائيل".

لكن المسؤول ذاته حذّر من أن "الجبهة الشمالية لا تزال تشكل مصدر قلق حيوي. ويمكن الضغط على نصرالله لتكثيف الهجمات، وإذا أدت ضربة خاطئة إلى مقتل عدد كبير من الأشخاص، فيمكن لإسرائيل الرد بقوة أكبر بكثير".

ويعتقد مسؤولون غربيون أن قرار انخراط حزب الله في الحرب يبقى بيد إيران وهو ما يفسر إلى حد ما زيارات وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان إلى بيروت ولقائه بالأمين العام لحزب الله.

كما أعطت إيران إشارات قوية على أنها قد تتدخل في الحرب لكن التقديرات تشير إلى أنها مجرد ضغوط تمارسها طهران لكبح العدوان الإسرائيلي على غزة ولإظهار تضامنها مع حليفتها حماس.

وفي أحدث التطورات الميدانية نعى حزب الله اللبناني في بيان أربعة من مقاتليه قال إنهم قتلوا في مهام جهادية، بينما أعلن في بيان آخر أن عناصره استهدفوا نقطة تمركز عسكرية للجنود الإسرائيليين مقابل بلدة راميا عند الحدود كما استهدفوا مجموعة من الجنود الإسرائيليين في موقع بياض بليدا الإسرائيلي.