تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ايران توفر ملاذا أمنا للقاعدة

سيف العدل
AvaToday caption
استضافت ايران في السابق العديد من القيادات التي فرت من افغانستان ابان الغزو الاميركي في 2001 على غرار ابومصعب الزرقاوي وصالح القرعاوي وغيرهم من العناصر التي تورطت في عمليات دموية سواء في العراق او دول أخرى في الشرق الأوسط
posted onFebruary 16, 2023
noتعليق

تولى المواطن المصري المقيم في إيران سيف العدل زعامة تنظيم القاعدة بعد مقتل أيمن الظواهري في تموز/ يوليو 2022 وذلك وفق وزارة الخارجية الأميركية وهو ما يعيد الأذهان الى طبيعة العلاقة المثيرة للجدل وترابط المصالح بين الحكومة الإيرانية الشيعية والتنظيم السني المتطرف الذي شن العديد من الهجمات الدموية حول العالم وخاصة هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.

وقال متحدث باسم الوزارة إنّ "تقييمنا يتوافق مع تقييم الأمم المتحدة - أنّ الزعيم الفعلي الجديد للقاعدة سيف العدل موجود في إيران".

وكانت الأمم المتحدة أصدرت تقريرا الثلاثاء ورد فيه أنّ الرأي السائد للدول الأعضاء هو أنّ العدل أصبح زعيم التنظيم الجهادي.

لكنّ التنظيم لم يعلنه رسمياً بعد "أميراً" له بسبب الحساسية إزاء مخاوف سلطات طالبان في أفغانستان التي لم ترغب في الاعتراف بأنّ الظواهري قُتل بصاروخ أميركي في منزل في كابول العام الماضي، وفق تقرير الأمم المتحدة.

كما ذكر التقرير الأممي أنّ تنظيم القاعدة السنيّ حسّاس تجاه مسألة قيادة سيف العدل بسبب إقامته في إيران ذات الغالبية الشيعيّة.

ولفت تقرير الأمم المتحدة إلى أنّ "مكان تواجده يثير تساؤلات لها تأثير على طموحات القاعدة لتأكيد قيادتها حركة عالمية في مواجهة تحديات تنظيم الدولة الإسلامية" المنافس لها.

وسيف العدل (62 عاماً) هو ضابط سابق في القوات الخاصة المصرية وشخصية بارزة في الحرس القديم للقاعدة.

وساعد العدل في بناء القدرة العملياتية للتنظيم ودرّب بعض الخاطفين الذين شاركوا في هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، وفق المنظمة الأميركية "مشروع مكافحة التطرف".

وأثارت صورة جمعت سيف العدل بقياديين آخرين من القاعدة في إيران في 2015 وهما أبومحمد المصري، وأبوالخير المصري جدلا واسعا حينها حول طبيعة العلاقة الوثيقة بين القاعدة والسلطات الايرانية حيث يقول خبراء انه رغم الصراع الطائفي والخلافات العقائدية لكن طهران تورطت في استعمال القاعدة لتحقيق مصالحها وتهديد امن العديد من الدول مثل المملكة العربية السعودية التي شهدت هجمات ارهابية من قبل التنظيم قبل ان تتمكن من إضعافه بشكل كبير.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلت عن مسؤولين بالمخابرات قولهم إن عميلين إسرائيليين قتلا ابومحمد المصري وهو الرجل الذي اعتبر الثاني في تنظيم القاعدة والمتهم بالمشاركة في التخطيط لتفجير سفارتي واشنطن في كينيا وتنزانيا عام 1998.

وشددت الصحيفة ان الهجوم حدث في إيران في أغسطس/آب 2020 بطلب من الولايات المتحدة.

واستضافت ايران في السابق العديد من القيادات التي فرت من افغانستان ابان الغزو الاميركي في 2001 على غرار ابومصعب الزرقاوي وصالح القرعاوي وغيرهم من العناصر التي تورطت في عمليات دموية سواء في العراق او دول أخرى في الشرق الأوسط.

ويبدو جليا ان إيران أصبحت المأوى الجديد والآمن لقيادة القاعدة بعد الغزو الأميركي لأفغانستان وحتى بعد عودة حركة طالبان للسلطة وفق اتفاقات من أبرزها عدم توفير مكان امن للتنظيم لشن هجمات.

وقال المحقّق السابق في مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آيب" علي صوفان إنّ سيف العدل يقيم في إيران منذ 2002 أو 2003، حيث وُضع في البداية رهن الإقامة الجبرية، لكنّه صار حرّاً في ما بعد بما يكفي للقيام برحلات إلى باكستان.

وكتب صوفان في مقال نشر عام 2021 لمجلة "سي تي سي" الصادرة عن "مركز ويست بوينت لمكافحة الإرهاب"، أنّ "سيف هو أحد أكثر المقاتلين المحترفين خبرة في الحركة الجهادية العالمية، وجسده يحمل ندوب المعركة".

وأضاف "عندما يتحرك، يفعل ذلك بكفاءة".