تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

وثائق بن لادن تكشف "هدفا آخر" للقاعدة

بن لادن
AvaToday caption
تظهر الترجمات الجديدة لوثائق أسامة بن لادن الشخصية أن الغرض من 11 سبتمبر لم يكن قتل الأميركيين فحسب، بل التحريض على اندلاع احتجاجات داخل الولايات المتحدة الأميركية
posted onMay 2, 2022
noتعليق

كشفت باحثة أميركية عملت لسنوات على مراجعة وترجمة وثائق حصلت عليها الولايات المتحدة، أثناء الغارة التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، في 2011 أنه كان يخطط لهدف آخر أكبر من مجرد قتل الأميركيين في عمليات الهجوم على مركز التجارة العالمي ومقر البنتاغون.

وكانت القوات الخاصة الأميركية قد قتلت بن لادن في مجمعه السكني في أبوت آباد في مايو 2011 وحصلت خلال العملية على آلاف الوثائق التي تحوي على رسائل وملاحظات شخصية.

وفي عام 2017، رفعت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) السرية عن معظم هذه الرسائل لكنها بقيت دون سياق وغير منظمة.

وخلال السنوات الماضية، أمضت الكاتبة والباحثة الإسلامية، نيللي لحود، التي درست في جامعتي هارفارد وكامبريدج، عدة سنوات في البحث في هذه الرسائل وفحصتها بعناية.

وقال موقع شبكة "سي بي أس" الأميركية أنه في عام 2012 رفعت "سي أي إيه"  السرية عن أول 17 وثيقة وطُلب منه لحود تحليل تلك الوثائق.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية قرأت وحللت وترجمت الوثائق المتبقية التي رفعت عنها السرية بالتشاور مع الجنرالات الأميركيين وقادة القوات الخاصة.

وشرحت الكاتبة بالتفصيل في كتابها الجديد "أوراق بن لادن" تحليلها لما يقرب من 6000 صفحة من هذه الوثائق اليت اطلعت عليها.

وتشرح الباحثة في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" الذي يذاع على شبكة "سي بي أس" أنه بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر مباشرة، لم تتوقع القاعدة أن تخوض الولايات المتحدة حربا كبيرة ضدها، فقط توقعت غارات جوية محدودة.

وتظهر الترجمات الجديدة لوثائق أسامة بن لادن الشخصية أن الغرض من 11 سبتمبر لم يكن قتل الأميركيين فحسب، بل التحريض على اندلاع احتجاجات داخل الولايات المتحدة الأميركية.

وقالت لحود: "لقد كان سوء تقدير كبير".

وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب في أكتوبر 2001 أن 88 في المئة من الأميركيين أيدوا التدخل العسكري في أفغانستان.

وتشرح أن بن لادن "اعتقد أن الشعب الأميركي سيخرج إلى الشوارع ليكرر الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام وسيضغط على حكومته للانسحاب من الدول ذات الأغلبية المسلمة".

ويقول بن لادن في رسالة من عام 2010، إنه يمكن ممارسة الضغط المباشر على "البيت الأبيض والكونغرس والبنتاغون.. عندما تؤثر القاعدة بشكل مباشر على الشعب الأميركي".

وفي السنوات التي أعقبت 11 سبتمبر، كان لدى بن لادن خطط لهجمات أخرى تهدف إلى إثارة "الغضب الشعبي والمعارضة الداخلية" على الأراضي الأميركية.

وتشرح الباحثة في كتابها أنه في خطاب للتنظيم عام 2005، قال بن لادن إنه يجب إعطاء الأولوية للهجمات في أميركا.

ومع صعوبة تنفيذ هجمات جيدة بطائرات، عرض استهداف السكك الحديدية الأميركية عبر "إزالة 12 مترا من السكة الحديدية حتى ينحرف قطار عن مساره وشرح مجموعة الأدوات البسيطة التي يمكنهم استخدامها".

لكنه فشل في تنفيذ الخطة بعد أن أصبح التنظيم "عاجزا"، وفق رسالة من أحد قادة القاعدة الميدانيين.

وتقول الرسالة التي أرسلها القياد لبن لادن: "نحن المسلمون دنسنا ومزقت دولتنا واحتلت أراضينا ونهبت ثرواتنا".

وخطط أسامة بن لادن لهجوم إرهابي آخر في عام 2010 ضد ناقلات النفط الخام وطرق الشحن الرئيسية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.

لكن يبدو أن خطته النهائية للهجوم توقفت بسبب احتجاجات "الربيع العربي" التي كانت مربكة ومقلقة" له.