تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"نتفليكس" تنطلق نحو النهاية

نيتفليكس
AvaToday caption
تراجعت قيمة سهم "نتفليكس" بنسبة وصلت إلى نحو 40 في المئة في مداولات "وول ستريت"، صباح الأربعاء. وبعد دقائق قليلة من بدء التداولات، بلغت قيمة السهم 218 دولاراً، بانخفاض نسبته 37.24 في المئة
posted onApril 21, 2022
noتعليق

تواجه منصة "نتفليكس" الأمريكية، خسائر عنيفة، حيث فقدت نحو 54 مليار دولار من قيمتها السوقية، بعد انسحاب أعداد كبيرة من المشتركين لأول مرة منذ 10 سنوات، وسط توقعات بارتفاع موجة الخسائر التي تنتظر الشركة.

وخلال جلسة الأربعاء بتعاملات "وول ستريت"، واجهت أسهم الشركة انهياراً عنيفاً تسبب في تخليها عن أكثر من ثلث قيمتها، بعد أن سجلت خدمة البث أول خسارة لها في عدد المشتركين منذ عقد. وبعد إغلاق السوق يوم الثلاثاء، قالت الشركة إنها خسرت 200 ألف مشترك في ربعها الأول، في أول انخفاض منذ 2011.

ووفق "بزنس انسايدر"، فقد تراجعت الأسهم بنسبة 35 في المئة لتغلق عند 226.19 دولاراً، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ ديسمبر (كانون الأول) من عام 2017، لتخسر الشركة من قيمتها السوقية نحو 54 مليار دولار. وقبل صدور التقرير الفصلي، فقد سهم "نتفليكس" بالفعل نحو 40 في المئة هذا العام. وكانت توقعات المشتركين قاتمة أيضاً، حيث توقعت الشركة خسارة مليونين آخرين في ربعها الحالي.

وأدى تحديث "نتفليكس" إلى سحب أسهم "ديزني" وخدمات البث الأخرى. ومن بين التخفيضات، خفض بنك "جي بي مورغان" تصنيفه إلى مُحايد من زيادة الوزن وخفض هدف السعر إلى 300 دولار بعد أن شهدت "نتفليكس"، "تغييراً في ربحيتها" في الربع الأول. وقالت الشركة وفق بيان، إن عائداتها لا تنمو بالسرعة التي تريدها.

وأضافت: "لقد ساعدت تداعيات جائحة كورونا في تعزيز أدائنا وزيادة نمونا بشكل كبير في عام 2020، مما دفعنا إلى الاعتقاد أن معظم نمونا المتباطئ في عام 2021 كان بسبب تراجع إغلاقات (كوفيد)... واليوم، نعتقد أن هناك أربعة عوامل رئيسة مترابطة تتعلق بعمل الشركة، وتمثلت العوامل الأربعة في أن النمو يعتمد على عوامل لا نتحكم فيها".

واستشهدت الشركة باعتماد أجهزة التلفاز الذكية المتصلة كمثال. فيما تشير التقديرات إلى أن تسجيلات الدخول إلى "نتفليكس" تتم مشاركتها عبر 100 مليون أسرة. هذا بالإضافة إلى مواجهة الشركة لمنافسة ضخمة، لا سيما في السنوات الثلاث الماضية، حيث أطلقت العلامات التجارية الإعلامية الكبرى خدمات البث الخاصة بها. كما أشارت الشركة إلى تباطؤ الاقتصاد والتضخم المرتفع والحرب في أوكرانيا باعتبارها ذات تأثير على أعمالها.

وانطلقت منصة "نتفليكس" للبث التدفقي قبل 10 سنوات محققة في كل عام جمهوراً إضافياً وتوقعات بمزيد من الاشتراكات والإيرادات قبل أن تحدث الصدمة، لكن الصدمة تمثلت في فقدان المنصة آلاف المشتركين لأول مرة منذ 10 سنوات، في كابوس لم تتوقعه الشركة قط.

وقبل 3 أشهر، أصدرت الشركة ما قيل حينها إنه "توقعات متشائمة"، أشارت خلالها إلى أن المنصة ستشهد تباطؤاً في عدد المشتركين الجدد، لكن تلك التوقعات تبدو الآن "متفائلة للغاية" حين نعرف أن المشتركين لم يزدادوا ببطء، ولم يزدادوا أصلاً، بل وهاجر الآلاف منهم.

والمفاجأة الأسوأ بالنسبة لـ"نتفليكس"، أن الجمهور بدأ يهجرها مبكراً جداً مقارنة بتوقعات المستثمرين، بالتالي كانت الصدمة والفرار الجماعي من السهم الذي انهار اليوم بأكثر من 37 في المئة. ووفقاً للبيانات التي أعلنتها الشركة، فقد خسرت نحو 200 ألف مشترك في كل أنحاء العالم في الربع الأول من العام مقارنة بنهاية عام 2021.

وكانت "نتفليكس" قد توقعت أن تكسب 2.5 مليون مشترك إضافي، فيما كان المحللون يتوقعون عدداً أكبر، لكنها خسرت بدلاً من ذلك بعضاً منهم، ما أدى إلى انخفاض مجموع الاشتراكات إلى أكثر من 221 مليون مشترك. وعزت المنصة الأميركية تراجع عدد المشتركين بشكل أساسي إلى صعوبة استقطاب مشتركين جدد في كل مناطق العالم، بالإضافة إلى تعليق الخدمة في روسيا.

وحققت المنصة الرائدة في قطاع البث التدفقي نتائج ضخمة خلال جائحة "كوفيد-19" بفعل إقبال المستخدمين على خدمات الترفيه المنزلي أثناء فترة الحجر، وكانت السوق تالياً تتوقع تصحيحاً للوضع، لكن ليس بهذه القوة.

وتراجعت قيمة سهم "نتفليكس" بنسبة وصلت إلى نحو 40 في المئة في مداولات "وول ستريت"، صباح الأربعاء. وبعد دقائق قليلة من بدء التداولات، بلغت قيمة السهم 218 دولاراً، بانخفاض نسبته 37.24 في المئة. ووفق بيانها، قالت الشركة: "تسبب تعليق خدماتنا في روسيا والانخفاض المستمر في عدد المشتركين الروس في خسارة صافية بلغت 700 ألف اشتراك، ولولا ذلك، كان سيكون لدينا 500 ألف اشتراك إضافي مقارنة بالربع الماضي".

وفي المحصلة، حققت "نتفليكس" إيرادات مجمعة بلغت قيمتها الإجمالية نحو 7.8 مليار دولار في الفترة الممتدة من يناير (كانون الثاني) حتى مارس (آذار)، بارتفاع نسبته 10 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، خصوصاً بفضل زيادة عدد المشتركين على أساس سنوي بنسبة 6.7 في المئة، مع زيادة سعر اشتراكاتها، لكن أرباحها الصافية بلغت نحو 1.6 مليار مقارنة بنحو 1.7 مليار في الربع الأول من عام 2021.

وأشارت المنصة العملاقة إلى أن تشارك أسر كثيرة الحسابات بين أفرادها واحتدام المنافسة في القطاع "يُنشئان عوائق أمام نمونا. الطفرة الكبيرة في خدمات البث التدفقي بفضل (كوفيد) حجبت الواقع حتى فترة قريبة".