تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

معزوفة الرد الايراني الحاسم

النظام الايراني
AvaToday caption
النظام الايراني ومن أجل أن يثبت قوته وإقتداره، قام خلال الايام القليلة الماضية بمناورات لقوات حرسه الثوري وشملت بحسب ما أفادت به وسائل إعلامه، إطلاق صواريخ باليستية من طرازات متعددة
posted onDecember 28, 2021
noتعليق

منى سالم الجبوري

مع كل تأزم في الامور والاوضاع بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين المجتمع الدولي، ومع التلويح بخيار إستخدام القوة ضد النظام الايراني، فإنه وكما جرت العادة معه وبحسب التجارب العديدة المتكررة، يلجأ الى اسلوبين من أجل إظهار قوته وإقتداره وعدم إكتراثه بالموقف الدولي. الاول؛ يلجأ لإطلاق التصريحات النارية والتي من ضمنها التلويح بالعبث بأمن المنطقة. والاسلوب الثاني؛ إقامة المناورات العسكرية وإطلاق الصواريخ الباليستية بما يظهر نفسه في مستوى يمكنه أن يشكل خطرا وتهديدا ليس على أمن وإستقرار المنطقة فحسب وإنما العالم أيضا.

محادثات فيينا ليست متعثرة فقط بل وإنها تسير في طريق وعر وشائك وليس هناك من يتفائل بنجاحها ولاسيما مع الاسلوب الديماغوجي الذي يمارسه النظام الايراني في هذه المحادثات والتي تؤكد عدم مصداقيته ومشبوهية نواياه، خصوصا وإن أكثر من إشارة ذات مغزى خرجت من جانب الروس "المقربين للنظام" بتحذيره وضرورة الكف عن اللف والدوران والمراوغة، ولا يبدو موقف النظام الايراني بعد 7 جولات من محادثات فيينا بذلك الموقف القوي الذي يمكن الاعتداد به بل وحتى إننا لو قمنا مقارنته مثلا بموقفه وأوضاعه في عام 2015، وقبل التوقيع على الاتفاق النووي، لوجدنا إن موقفه وأوضاعه الحالية أسوأ بكثير.

النظام الايراني ومن أجل أن يثبت قوته وإقتداره، قام خلال الايام القليلة الماضية بمناورات لقوات حرسه الثوري وشملت بحسب ما أفادت به وسائل إعلامه، إطلاق صواريخ باليستية من طرازات متعددة. لكن لا يبدو إنه قد اكتفى بهذا القدر من إستعراض القوة وعرض العضلات، إذ وبعد إختتام هذه المناورات هدد الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي مجددا برد حاسم وشامل على أي هجوم على بلاده. وفق ما أوردت وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوري، وكأن رئيسي يريد أن يكمل معزوفة الرد الايراني الحاسم المعهود في هكذا أوضاع بتصريحه الذي يبدو وكأنه مسك الختام.

ماذا يمكن للنظام الايراني أن يفعل ازاء الموقف الدولي المتشدد منه والذي لا يتجاوب مع مطاليبه غير الواقعية ويقف بقوة بوجه مراوغاته ولفه ودورانه سوى أن يلجأ الى اسلوبي المناورات العسكرية وإطلاق الصواريخ والادلاء بتصريحات نارية من أجل الإيحاء للشعب الايراني ولحلفائه وأذرعه في المنطقة من إنه يقف بقوة بوجه التهديدات والتحديات؟ إذ لا توجد لديه أية خيارات أخرى بل وحتى إنه لا يجد الجرأة اللازمة لديه لكي يعلن الانسحاب من المحادثات كرد على المواقف الدولية الحازمة منه لأنه يعلم بأن ذلك سينقلب وبالا عليه ولاسيما على الصعيد الداخلي قبل الخارجي، ولذلك ليس أمامه سوى أن يردد معزوفة الرد الحاسم التي أشبه ما تكون من حيث المعنى بالمثل العراقي الدارج: دخانك عماني وطبيخك ماجاني!