تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

شلل غامض يصيب خدمات فيسبوك

فيسبوك
AvaToday caption
في مقال نُشر منتصف سبتمبر/أيلول، كشفت الصحيفة اليومية استنادا إلى هذه المعلومات، أن الشركة كانت تجري بحوثا حول شبكة انستغرام التابعة لها منذ ثلاث سنوات لتحديد تأثيراتها على المراهقين
posted onOctober 4, 2021
noتعليق

أصيبت خدمات فيسبوك وانستغرام وواتسآب الإثنين بشلل واسع شمل عشرات ملايين المستخدمين على الأقل، وفق ما أظهر موقع متخصص.

وأشار موقع "داون تراكر" إلى انقطاع خدمات شبكات التواصل الاجتماعي الثلاث في مناطق مكتظة بالسكان بينها واشنطن وباريس، وقد بدأ الإبلاغ عن الخلل نحو الساعة 15:45 بتوقيت غرينيتش.

وجوبه مستخدمو فيسبوك في المناطق التي شهدت انقطاع خدمته برسالة تشير إلى حدوث خلل ما وأن العمل يجري لحلّه.

وقال المتحدث باسم فيسبوك آندي ستون عبر تويتر "ندرك أن البعض يواجهون مشكلة في الوصول إلى تطبيقاتنا ومنتجاتنا".

وأضاف في تغريدة على حسابها الرسمي بموقع تويتر "نعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن ونعتذر عن أي إزعاج"، لكن الشركة التي تملك التطبيقات الثلاثة لم تفصح عن سبب العطل التقني أو المدة المتوقع إصلاحه خلالها.

وتراجعت أسهم شركة فيسبوك 5.63 بالمئة بعد تعطل المنصة وتطبيقي إنستغرام وواتساب، وفق وسائل اعلام أميركية.

ويأتي انقطاع الخدمة غداة ظهور مبلغة عن المخالفات على شاشة تلفزيون أميركي لكشف هويتها بعد أن سربت مجموعة وثائق للسلطات تزعم أن فيسبوك يعرف أن منتجاته تغذي الكراهية وتضر بصحة الأطفال العقلية.

وعملت خبيرة البيانات فرانسيس هوغن (37 عاما) في شركات من بينها غوغل وبينترست، لكنها قالت في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" الإخباري لشبكة "سي بي إس" إن فيسبوك "أسوأ بكثير" من كل ما رأته سابقا.

كشفت المُبلّغة التي تقف وراء تسريب وثائق داخلية لشركة فيسبوك أثارت قلق الجمهور ومسؤولين أميركيين في آن، هويتها الأحد خلال برنامج تلفزيوني واتهمت الشركة باختيار "الربح المادي على السلامة".

ويفترض أن تمثل هذه الثلاثينية أمام لجنة التجارة في مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء. وقد أشاد السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال، عضو اللجنة، الأحد بشجاعة هذه الشابة.

وقبل مغادرتها الشركة في مايو/أيار، أخذت فرانسيس هوغن معها مستندات داخلية للشركة وأرسلتها خصوصا إلى صحيفة وول ستريت جورنال.

وفي مقال نُشر منتصف سبتمبر/أيلول، كشفت الصحيفة اليومية استنادا إلى هذه المعلومات، أن الشركة كانت تجري بحوثا حول شبكة انستغرام التابعة لها منذ ثلاث سنوات لتحديد تأثيراتها على المراهقين.

وأظهرت البحوث خصوصا أن 32 بالمئة من الفتيات المراهقات شعرن بأن استخدام انستغرام منحهن صورة أكثر سلبية عن جسدهن فيما لم تكنّ راضيات أصلا عنه.

وفي وقت سابق الأحد، أجرى نائب رئيس المجموعة نِك كليغ مقابلة مع محطة "سي ان ان" وحاول الحد من الضرر المحتمل الذي قد تسببه المقابلة مع هوغن.

وقال كليغ الذي كان نائب رئيس الوزراء البريطاني بين 2010 و2015 الأحد "بحوثنا أو بحوث أي طرف آخر لا تدعم حقيقة أن إنستغرام شبكة سيّئة أو مضرة لجميع المراهقين".

وأضاف "لا أجد أنه من المفاجئ أنه إذا لم تكن تشعر بالرضا عن نفسك، سيجعلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تشعر بسوء أكبر".

وتحت الضغط، أعلنت الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا أنها علقت تطوير نسخة من إنستغرام للأطفال دون الثالثة عشرة لكنها لم تتخلّ عن ذلك.

وانضمت فرانسيس هوغن إلى فيسبوك في العام 2019 وتم تعيينها، بناء على طلبها، إلى قسم النزاهة المدنية المعني بالأخطار التي قد يشكلها بعض المستخدمين أو محتوى معين، على حسن سير الانتخابات.

وقبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أدخلت فيسبوك تعديلات على خوارزمياتها للحد من انتشار المعلومات المضللة.

لكن وفقا لهوغن "بمجرد انتهاء الانتخابات" أعادت المجموعة الخوارزميات كما كانت عليه "بهدف إعطاء الأولوية للنمو على السلامة" كما قالت الشابة في مقابلتها التلفزيونية.

وأضافت "كان هناك تضارب في المصالح بين ما هو مفيد للجمهور وما هو مفيد لفيسبوك"، مشيرة إلى أنه "مرة تلو الأخرى، وضعت المجموعة مصالحها أولا، أي كسب المزيد من المال".

وقالت المهندسة التي عملت في هنج ويلب وبنترست "لقد عملت في الكثير من الشبكات الاجتماعية وكان الوضع في فيسبوك أسوأ بشكل ملحوظ من أي شيء رأيته من قبل".

وبالنسبة إلى هوغن، بعد إعادة الخوارزميات القديمة، استخدم الكثير من مشتركي فيسبوك المنصة للحشد لأحداث 6 يناير/كانون الثاني التي أدت إلى اقتحام مبنى الكابيتول.

ورد كليغ أن مسؤولية "التمرد" الذي حدث في مقر الكونغرس "تقع على الأشخاص الذين تسببوا في العنف وعلى من شجعوا عليه بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب".

وأشار إلى أنه "من السهل جدا البحث عن تفسير تكنولوجي للاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة" لكنه أقر بأن فيسبوك يجب أن يحاول "فهم كيف يساهم في المحتويات السلبية والمتطرفة وخطابات الكراهية والمعلومات المضللة".

من جانبها، قالت هوغن "لا أحد في فيسبوك شرير، لكن المصالح ليست متوافقة"، معتبرة أن مارك زاكربرغ، المؤسس المشارك لفيسبوك ورئيسها التنفيذي، لم يكن يسعى لجعل الموقع منصة كراهية، "لكنه سمح باتخاذ خيارات" للترويج لنشر محتوى يحض على الكراهية.

وكتب السناتور ريتشارد بلومنتال في بيان "تظهر تصرفات فيسبوك بوضوح أنه لن يصلح نفسه بنفسه". نحن في حاجة إلى تنظيم أكثر صرامة".