تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأمم المتحدة تنتقد حكومة "طالبان"

طالبان
AvaToday caption
تعرض مطار كابول لأضرار جسيمة خلال عملية لإجلاء أكثر من 120 ألف شخص انتهت بانسحاب القوات الأميركية في 30 أغسطس. وتسعى "طالبان" جاهدةً لإعادة تشغيله بمساعدة فنية من عدة دول بينها قطر
posted onSeptember 13, 2021
noتعليق

أعربت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه، الاثنين 13 سبتمبر (أيلول) الحالي، عن "خيبة أمل" لافتقار حكومة "طالبان" في أفغانستان إلى التنوع، معربةً عن قلقها بشأن معاملة النساء والقمع الذي يزداد عنفاً ضد الأصوات المعارضة.

وقالت باشليه في افتتاح الدورة 48 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، "أشعر بخيبة أمل بسبب عدم شمولية ما يسمى بالحكومة الانتقالية، التي لا تتضمن أي امرأة وتضم عدداً ضئيلاً من الأعضاء غير البشتون".

وتتكون الحكومة التي يترأسها الملا محمد حسن أخوند، وهو معاون سابق للملا عمر مؤسس الحركة الذي توفي عام 2013، حصراً أفراداً ينتمون إلى "طالبان"، ومن بينهم العديد من الشخصيات التي كانت مؤثرة للغاية عندما فرضت الحركة نظاماً متزمتاً وقاسياً بين عامي 1996 و2001.

كما أعربت باشليه عن قلقها لأنه "خلافاً لتعهدات طالبان بالحفاظ على حقوق المرأة، استُبعدت النساء تدريجاً خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من الشأن العام".

من جهة أخرى، نددت المفوضة العليا لحقوق الإنسان بعمليات مطاردة تجري "من منزل إلى منزل" بحثاً عن أعضاء الحكومة السابقة أو الجنود أو الأشخاص الذين عملوا مع القوات الأجنبية التي انسحبت أخيراً من البلاد، وبالتهديدات ومحاولات الترهيب التي تستهدف المنظمات غير الحكومية أو موظفي الأمم المتحدة، خلافاً للوعود بالعفو التي قطعتها "طالبان".

وأضافت باشليه، "في بعض الحالات، أُفرج عن بعض المسؤولين، وفي حالات أخرى عُثر عليهم قتلى"، مستنكرةً القمع "الذي يزداد عنفاً" للاحتجاجات السلمية في جميع أنحاء البلاد، وكذلك ضد الصحافيين الذين يغطونها.

وكررت مناشدتها المجلس لوضع آلية محددة لرصد تطور وضع حقوق الإنسان في أفغانستان عن كثب وإخطار المجلس بذلك.

كما أعربت مجموعات حقوقية وبعض الدول عن أملها بأن تذهب الجلسة الحالية لمجلس حقوق الإنسان التي تدوم حتى الثامن من أكتوبر (تشرين الأول)، أبعد من جلسة خاصة عقدت الشهر الماضي، وامتنعت عن المطالبة بفتح تحقيق دولي في الانتهاكات المرتكبة في أفغانستان.

وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الاثنين، إن برلين تدعم منح المجلس "تفويضاً قوياً" يتيح له مراقبة وضع حقوق الإنسان في هذا البلد الآسيوي.

وتابع، "نطالب طالبان باحترام حقوق الإنسان الأساسية خصوصاً حقوق النساء والأقليات"، مضيفاً أن ذلك سيمثل "المعيار" لأي انخراط مستقبلي مع حكومة الحركة والمساعدات.

وفي سياق متصل، أعربت إيران عن أسفها، الاثنين، لأن الحكومة التي شكلتها "طالبان" لا تمثل جميع الأفغان، ودعت "جميع الأطراف" إلى التفاوض لتشكيل حكومة "ممثلة للتنوع".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحافي في طهران، إن الحكومة الأفغانية المؤقتة "ليست بالتأكيد الحكومة الشاملة التي يتوقعها المجتمع الدولي وإيران".

واتسمت العلاقات بين إيران و"طالبان" بالتوتر الشديد خلال حكم الحركة للبلاد بين عامي 1996 و2001، ولم تعترف طهران مطلقاً بها حينها، ولكن بدا أنها ترسم تقارباً مع "طالبان" في الأشهر الأخيرة.

وامتنعت إيران التي تشترك مع أفغانستان بحدود تمتد لأكثر من 900 كيلومتر، حتى الآن عن انتقاد الحركة بعد توليها السلطة في كابول في 15 أغسطس (آب). وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، الاثنين، "علينا أن ننتظر ونرى كيف تستجيب طالبان للمطالب الدولية".

وعلى الصعيد ذاته، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الاثنين، إن بلاده حثت حكام "طالبان" على احترام حقوق المرأة، وإن من السابق لأوانه الاعتراف بحكومتهم، مؤكداً التزام "قطر بدعم كل الجهود التي من شأنها تحقيق المصالحة الوطنية في أفغانستان".

وجاءت تصريحات الوزير القطري في سياق مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان بالدوحة.

وقال الوزير الفرنسي إن العشرات من الرعايا الفرنسيين ما زالوا في أفغانستان، وإن باريس تعمل مع قطر لإجلائهم.

والتقى وزير الخارجية القطري رئيس حكومة "طالبان" ومسؤولين كباراً آخرين في كابول أمس الأحد. وقال إن الحركة أبلغت المسؤولين القطريين برغبتها في التواصل مع المجتمع الدولي وإعادة فتح السفارات التي أغلقت أبوابها بعد سيطرة "طالبان" على كابول.

وقال الوزيران القطري والفرنسي إن المجتمع الدولي ينتظر من الحركة الوفاء بوعودها، وإن من السابق لأوانه مناقشة الاعتراف بالحكومة الجديدة في كابول.

وفي كابول، استقبل مطار العاصمة الأفغانية، الاثنين، طائرة مدنية باكستانية في أول رحلة تجارية أجنبية منذ سيطرة "طالبان" على البلاد منتصف الشهر الماضي.

وتعرض مطار كابول لأضرار جسيمة خلال عملية لإجلاء أكثر من 120 ألف شخص انتهت بانسحاب القوات الأميركية في 30 أغسطس. وتسعى "طالبان" جاهدةً لإعادة تشغيله بمساعدة فنية من عدة دول بينها قطر.

وحطّت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الباكستانية في نحو الساعة 10:30 بالتوقيت المحلي حاملةً على متنها نحو عشرة مسافرين، ثم أقلعت بعد ساعة ونصف الساعة تقريباً وعلى متنها نحو 70 مسافراً معظمهم أفغان. ومن بين هؤلاء موظفو مؤسسات أجنبية مثل البنك الدولي، حسب ما أفاد مسؤولون في المطار لوكالة الصحافة الفرنسية.

وفي كلمة افتتاحية بمؤتمر في جنيف يسعى لجمع 606 ملايين دولار للمساعدات في أفغانستان، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الفقر في هذا البلد يتصاعد وقد يصبح كثيرون من دون طعام بحلول نهاية الشهر.

وأضاف، "بعد الحرب والمعاناة وانعدام الأمن على مدى عقود، ربما يواجهون (الأفغان) أكثر أوقاتهم خطورة". وقال، "فجأة يواجه شعب أفغانستان انهيار بلد بأكمله".

وأعتبر أن "من المهم جداً" أن تتواصل المنظمة الدولية مع حركة "طالبان" لتسهيل نقل المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان وتوزيعها.