خلصت تحقيقات القيادة المركزية الأميركية إلى أن الهجوم على الناقلة "ميرسر ستريت" قبل أسبوع كان بفعل إيراني.
وتوصلت مجموعة السبع إلى نتيجة مماثلة، مؤكدة في بيان أن "الأصابع كلها في الحادثة تشير إلى إيران".
وكشفت القيادة المركزية الأميركية، الجمعة 6 أغسطس (آب) أن فريقاً من متخصصيها على حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس رونالد ريغان"، فحص الأدلة وأجرى مقابلات مع أفراد الطاقم الذين كانوا على متن السفينة لحظة استهدافها يومي 29 و30 من يوليو (تموز) الماضي.
وأوضح بيان القيادة أن الناقلة تعرضت لهجومين في اليوم الأول من طائرات مسيرة. وأفاد أفراد الطاقم بأنهم أطلقوا نداء استغاثة فور وقوع الهجوم الأول، إلا أن الأضرار البالغة في الناقلة حصلت نتيجة هجوم ثالث في اليوم الثاني، عبر طائرات مسيرة، وقد قُتل خلاله اثنان من أفراد الطاقم وأصاب السفينة بأضرار بالغة.
وبعد توجيه دول عدة في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، أصابع الاتهام نحو إيران، قال وزراء الخارجية في دول مجموعة السبع، في بيان مشترك، إن "الأدلة المتوافرة تشير بوضوح إلى إيران"، داعين "جميع الفرقاء المعنيين إلى الاضطلاع بدور بناء بهدف تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة".
وأضاف وزراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، إلى جانب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن "سلوك إيران، فضلاً عن دعمها قوى تتحرك واحدة تلو الأخرى وفرقاء مسلحين غير منتمين إلى دول، يهددان السلام والأمن الدوليين".
وكررت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الاتهامات نفسها خلال اجتماع مغلق في نيويورك، وفق ما صرحت السفيرة البريطانية باربرا وودورد للصحافيين.
وقالت إن "المملكة المتحدة أبلغت المجلس بالأدلة التي لدينا، وهذه الأدلة دامغة: المملكة المتحدة تعلم بأن إيران مسؤولة عن هذا الهجوم".
لكن، على الرغم من اللهجة الحادة للبيان فإن وزراء الدول السبع تركوا باب الدبلوماسية والحوار مشرعاً أمام طهران، "وإذا ما قررت عدم سلوك هذا الطريق فإننا سنحملها المسؤولية وسنحاسبها".
وسيعقد مجلس الأمن جلسة علنية الاثنين المقبل تتناول "الأمن البحري" على خلفية الهجوم الذي تبعه آخر لم يكتمل، انتهى بإطلاق سفينة بعد اختطافها قبالة الفجيرة الإماراتية.
وترفض طهران الاتهامات الموجهة إليها وتخلي مسؤوليتها عن الهجوم الذي تعرضت له الناقلة "ميرسر ستريت". وفيما حذّرت من "تهور محتمل" من جانب إسرائيل وواشنطن، هددت بأنها "سترد على أي مغامرة نحوها".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، قال إن "إيران مسؤولة عن عشرات الأعمال الإرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتعمل لمصلحتها ميليشيات في اليمن والعراق ودول أخرى". وأضاف أن "إيران تجاوزت الخطوط التي حددها الاتفاق النووي السابق، وهي الآن على بعد نحو عشرة أسابيع فقط من الحصول على مادة قابلة للانشطار تسمح لها بتطوير قنبلة نووية".
من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، "هذا اعتداء على طرق التجارة العالمية، واعتداء على حرية الحركة. هذه جريمة دولية". وحث المجتمع الدولي على فرض عقوبات اقتصادية و"أنشطة عملياتية ضد الحرس الثوري".
وحذرت إيران، الخميس الماضي، على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، إسرائيل من أي "خطوة حمقاء" ضدها. وكتب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، على "تويتر" "نعلن بوضوح، أي خطوة حمقاء ضد إيران، ستواجه بردّ حازم، لا تختبرونا".
في المقابل، ذكرت شركة "آمبري"، الخميس، أن حارس الأمن أدريان أندروود، الذي قتل في ضربة يشتبه في أن طائرة إيرانية مسيّرة نفّذتها على ناقلة مرتبطة بإسرائيل، هو جندي سابق في الجيش البريطاني.
وأفادت "آمبري" أن أندروود كان على متن ناقلة "أم/ تي ميرسر ستريت" عندما تعرّضت لهجوم في المحيط الهندي قبالة عمان، الخميس الماضي.
وقتل مواطن من رومانيا خلال الهجوم. وقال مدير "آمبري" جوم تومبسون في بيان "كان أدريان جندياً سابقاً في الجيش البريطاني ولديه سجل مميّز في الخدمة".
وأضاف، "قدم للعمل لدى آمبري في 2020 وسرعان ما جرى الاعتراف بمؤهلاته ليُرقى سريعاً من عنصر أمن في البحرية إلى قائد فريق".
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تعهد بـ"الرد الجماعي"، وتحدث مع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، بشأن الجهود الجارية لتشكيل رد منسق على الهجوم الإيراني، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية، الأربعاء الماضي.