تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الميليشيات العراقية بصاروخ آرش الإيرانية تهاجم قاعدة عين الأسد

قاعدة عين الأسد
AvaToday caption
أن "المليشيات الإيرانية تريد اختطاف العراق وسلخه عن المجتمع الدولي، ولكن هذه الزيارة ستكون قائمة ولن تؤجل بسبب هذه الأوضاع الأمنية، خصوصا أن العراق ينتظر هذه الزيارة وهناك ترحيب شعبي كبير بها"
posted onMarch 3, 2021
noتعليق

بعد أسابيع قليلة على الهجوم الصاروخي الذي استهدف المجمع العسكري في مطار أربيل (شمالي العراق) الذي تتمركز فيه قوات أجنبية من التحالف، تعرضت اليوم الأربعاء، قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار، لهجوم صاروخي، حسبما أفادت قوات التحالف وقيادة العمليات المشتركة العراقية.

وتستضيف قاعدة عين الأسد قوات أميركية وعراقية وقوات من التحالف. وتقع على بعد حوالي 193 كلم غرب بغداد.

وأكدت مصادر أمنية غربية لفرانس برس أن الصواريخ التي استهدفت القاعدة هي من نوع "آرش" إيرانية الصنع وهي أكبر من الصواريخ التي عادة ما تستهدف مواقع غربية في البلاد

ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم، الذي يطرح علامات استفهام عن توقيته والرسالة منه.

وهنا يقول رئيس مركز "الفكر السياسي" في العراق، الدكتور احسان الشمري، في حديث لقناة، إن "ضربة عين الأسد لا تنفصل عن بقية الهجمات المتشابهة".

ويرى أن "هذه الهجمات هي رسالة لإعلان من طهران للتأكيد على أنها قادرة على تحويل العراق لأرض اشتباك".

وأوضح الشمري أن "إيران اختارت التصعيد بعدما أدركت جيدا بأن المفاوضات حول الملف النووي مع واشنطن لن يكن بالسرعة والتساهل الذي توقعته"، معتبرا أنها تهدف لزيادة الضغط على الإدارة الأميركية بهذا الخصوص.

والخميس الماضي، استهدفت ضربات جوية أميركية في شرق سوريا منشآت تابعة لجماعات مدعومة من إيران، ردا على هجمات صاروخية على أهداف أميركية بالعراق، حسبما ذكرت وزارة الدفاع (البنتاغون).

ويربط الشمري هذا القصف الصاروخي بأنه جاء أيضا للرد على استهداف كتائب حزب الله وسيد الشهداء في سوريا.

ولفت كذلك إلى "وجود رسالة داخلية مفادها أنه لا بد من إضعاف رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، لفرض معادلة تتمثل بأن الفصائل هي التي تتحكم في البلاد لا الحكومة، فضلا عن إحراجه أمام واشنطن".

وحمل الشمري إيران وحلفاؤها مسؤولية الهجمات الأخيرة، قائلا: "طهران أنهت الهدنة، بدليل عودة الضربات المصالح والمواقع الأجنبية في العراق".

بدوره، رأى الباحث والمحلل السياسي، غانم العابد، في حديث لموقع "الحرة"، أن  "الاستهداف الأخير يعني عودة الفوضى وإرباك المشهد الأمني، لإظهار حكومة الكاظمي والمؤسسة العسكرية بموقع الضعيف"، متوقعاً "تكرار الهجمات، وعودة العبوات الناسفة والاغتيالات حتى إسقاط الحكومة وتكليف رئيس وزراء مقرب من المليشيات الإيرانية".

ويأتي هذا الهجوم قبل يومين من زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق، مما يذكّر بالصعوبات اللوجستية التي تحيط بها، لا سيما مع انتشار موجة ثانية من وباء كوفيد-19 ووسط تدابير إغلاق لمكافحتها.

ولم يتطرق البابا إلى المشاكل الأمنية في العراق، بعد سقوط الصواريخ على قاعدة عين الأسد، فهل ستتأثر الزيارة بتوتر الوضع الأمني؟

أجاب الشامري بالقول: "مما لا شك فيه أن صدى الضربة سيكون كبيرا، وقد يتأثر جدول الزيارة بمثل هذه الهجمات، خصوصا أن هناك جهات داخلية منزعجة منها".

واعتبر أن "المليشيات الإيرانية تريد اختطاف العراق وسلخه عن المجتمع الدولي، ولكن هذه الزيارة ستكون قائمة ولن تؤجل بسبب هذه الأوضاع الأمنية، خصوصا أن العراق ينتظر هذه الزيارة وهناك ترحيب شعبي كبير بها".

ونقل العابد عن مصادر أمنية أن "الجيش العراقي وضع خطة أمنية محكمة لمواكبة الزيارة، تترافق مع حظر للتجوال أثناء تواجده في البلاد"، مشددا على أن "المواقع التي تضرب بالعادة بعيدة عن المناطق التي سيزورها بابا الفاتيكان.

وأعلنت اللجنة المنظمة لزيارة البابا إلى العراق، اليوم الأربعاء، عن ترحيب واسع في العراق للزيارة.

وقال بطريرك طائفة الكلدان في العراق والعالم مار لويس روفائيل ساكو في مؤتمر صحافي إن "استعدادات الزيارة اكتملت والحكومة اتخذت العديد من الإجراءات"، مشددا على أن "البابا مصر على زيارة العراق".