كشف مصدر استخباري عراقي لقناة "الحرة" الأميركية معلومات بشأن طبيعة تنظيم "سرايا أولياء الدم"، الذي تبنى مسؤولية قصف مطار أربيل عاصمة أقليم كوردستان العراق، والجهة التي تقف خلفه.
وأسفر الهجوم عن مقتل متعاقد مدني أجنبي وجرح خمسة آخرين بالإضافة إلى جندي أميركي نتيجة قصف صاروخي استهدف ليل الاثنين قاعدة جوية قرب مطار أربيل الدولي بإقليم كوردستان العراق، وفق ما أعلنه التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
ووفقا للمصدر الاستخباري، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، فإن "سرايا أولياء الدم مجموعة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني مباشرة"، مضيفا "لكن الذي أشرف على الهجوم ضد مطار أربيل هم كتائب حزب الله".
ودانت إيران الهجوم الصاروخي على أربيل نافية أي ضلوع لها فيه.
وتابع المصدر أن "أعضاء سرايا أولياء الدم هم طليعة مجموعة منتقاة من كتائب حزب الله أصلا، وتم تدريبهم على تنفيذ عمليات نوعية عالية المستوى".
لم تكن هذه الجماعة معروفة بشكل واسع قبل الهجوم الذي استهدف مطار أربيل ويعتقد أنه شن من داخل إقليم كوردستان.
ظهرت الجماعة لأول مرة في الأخبار المحلية العراقية في أواخر أغسطس 2020 بعد أن زُعم أنها نفذت هجومين منفصلين ضد القوات الأميركية المنسحبة من معسكر التاجي شمال بغداد.
ويشير المصدر الاستخباري إلى أن "المعلومات المتوفرة لدى أجهزة الأمن العراقية تقدر أعدادهم بنحو 150 فردا، بين خبير وعسكري ومقاتل نوعي ورجل دين ورجل استخبارات ولوجستي أو فني".
"لديهم مجلس شورى مكون من خمسة قيادات وليس قائد واحد" يبين المصدر الذي أكد أن عملهم يركز على الهجمات النوعية ذات التأثير السياسي والأمني العالي.
ويقول إن "من الصعوبة حتى الآن تحديد مكان معين أو مقر لهذه المجموعة التي أنيطت بها مهمة تنفيذ هجمات مرتبطة بالتصدي لنشاطات الدول في الساحة العراقية التي تتحدى النفوذ والوجود الإيراني".
يشرح المصدر الاستحباري العراقي آلية اتخاذ القرار داخل مجموعة "سرايا أولياء الدم" والتي تعتمد على "الرأي والمشورة" وضمان أن تحقق جميع العمليات التي يقومون بها "الغاية المرجوة والرسالة السياسية أو الاستخبارية المراد إيصالها للجهة المستهدفة".
والهجوم على القاعدة الجوية قرب مطار أربيل هو الأول الذي يستهدف مرافق غربية عسكرية أو دبلوماسية في العراق منذ نحو شهرين.
وأبلغ مصدران أمنيان عراقي وغربي فرانس برس بأن ثلاثة صواريخ على الأقل أطلقت باتجاه مطار أربيل حيث تتمركز قوات تابعة للتحالف الدولية لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
وسقط صاروخان من الصواريخ الثلاثة في منطقة سكنية في ضواحي أربيل.
وقال مسؤول أميركي إن الصواريخ هي من عيار 107 ملم، وإنها أطلقت من منطقة تقع على بعد نحو 8 كيلومترات إلى الغرب من أربيل.
وأكد مصدران أمنيان لفرانس برس أن الهجوم شن من داخل أراضي كوردستان العراق.
والعام الماضي ظهرت نحو 10 مجموعات جديدة تبنت إطلاق صواريخ ضد أهداف ومصالح غربية، لكن مسؤولين عراقين وأميركيين صرحوا أنهم يعتبرون تلك المجموعات "واجهة" لفصائل مسلحة موالية لإيران على غرار "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق".
وتعارض هاتان المجموعتان بشدة التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والمنتشر في العراق منذ عام 2014 لمساعدة القوات المحلية في التصدي لتنظيم داعش.
وسبق أن استهدفت المرافق العسكرية والدبلوماسية الغربية بعشرات الصواريخ والعبوات الناسفة منذ خريف عام 2019، لكن غالبية أعمال العنف تركزت في العاصمة بغداد.
وفي ديسمبر من عام 2019 قتل متعاقد أميركي بهجوم صاروخي استهدف قاعدة في محافظة كركوك، ما دفع الولايات المتحدة إلى استهداف "كتائب حزب الله" بغارات جوية.
وفي مارس 2020 قتل جندي ومتعاقد أميركيان وجندي بريطاني بهجوم صاروخي استهدف قاعدة التاجي شمالي بغداد. وردت واشنطن بتوجيه ضربات لمواقع تابعة لكتائب حزب الله جنوبي بغداد.