تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

أنصار نافالني يعودون للشوارع

شرطة موسكو تحاصر أحد أنصار نافالني (أ ف ب)
AvaToday caption
دعا نافالني الناشط المناهض للفساد إلى مسيرات حاشدة، وحفز الاحتجاجات من خلال إطلاق تحقيق عن عقار فخم على ساحل البحر الأسود الروسي زعم أنه ملك لبوتين، تفوق تكلفته 1.35 مليار دولار، يضم كل شيء من حلبة تزلج على الجليد تحت الأرض إلى كازينو
posted onJanuary 31, 2021
noتعليق

اعتقلت الشرطة الروسية أكثر من 4027 شخصا، الأحد، خلال تظاهرات مطالبة بالإفراج عن المعارض أليكسي نافالني، بينهم 520 في العاصمة موسكو التي تطوقها الشرطة، التي فضت تجمعات في العاصمة الروسية موسكو وفي أنحاء مختلفة من البلاد، وذكر أنصاره على وسائل التواصل الاجتماعي أنه جرى اعتقال زوجته يوليا نافالنايا في مسيرة موسكو.

وقال مراسلون لـ"رويترز" إن الشرطة في موسكو اعتقلت 100 متظاهر على الأقل مع بدء المسيرة عند نحو التاسعة بتوقيت غرينتش وسط تساقط الثلوج وحضور مكثف لرجال الأمن. بينما أعلنت مجموعة (أو في دي-انفو) لمراقبة التظاهرات أن إجمالي المعتقلين بلغ 2200 شخص.

وبحسب المنظمة، المتخصصة في متابعة التظاهرات، فإن التوقيفات جرت بشكل رئيس في موسكو، ولكن أيضاً في سانت بطرسبرغ ثاني كبرى مدن البلاد بواقع 242، وفي كراسنويارسك في سيبيريا  194 شخصاً، و في فلاديفوستوك في الشرق الأقصى 120. وكانت السلطات قالت إنها لم تصرح بإقامة تلك المسيرات الاحتجاجية وإنها ستفرقها، وفقاً لـ"وكالة الأنباء الفرنسية".

وتأتي المسيرات الاحتجاجية ضمن حملة تهدف لإطلاق سراح نافالني أبرز المعارضين للرئيس فلاديمير بوتين، الذي اعتقل في 17 يناير (كانون الثاني) بعد عودته من ألمانيا، حيث كان يتعافى من تسمم بغاز أعصاب أصيب به في روسيا الصيف الماضي.

وكانت مجموعة (أو في دي-انفو) لمراقبة التظاهرات قالت، إن السلطات اعتقلت أكثر من أربعة آلاف في المسيرات التي خرجت الأسبوع الماضي.

وفي مدينة فلاديفوستوك في أقصى شرق البلاد منعت الشرطة المتظاهرين من الوصول إلى وسط المدينة وأجبرتهم على الانتقال إلى الواجهة البحرية والمياه المتجمدة في خليج أمور.

وأظهرت لقطات مصورة المتظاهرين وهم يهتفون "بوتين لص" ويسيرون متشابكي الأيدي فوق الجليد في درجات حرارة تصل إلى نحو 13 تحت الصفر مئوية.

وأغلقت السلطات سبع محطات لمترو الأنفاق في العاصمة، وقالت إنها ستقيد حركة المشاة في المنطقة بسبب خطط الاحتجاج. وكان هناك حضور مكثف لقوات الشرطة في وسط موسكو صباح اليوم الأحد.

يتهم نافالني، البالغ من العمر 44 عاماً، بوتين بأنه أمر بقتله، وهو ما ينفيه الكرملين. كما أنه متهم بمخالفة قواعد الإفراج المشروط التي يصفها بدوره بأنها ملفقة، واستهدفت حملة قمع الأسبوع الماضي كثيرين من حلفاء نافالني البارزين، ولا يزال عديد منهم بمن فيهم شقيقه أوليج قيد الإقامة الجبرية.

وتم تجديد حبس نافالني 30 يوماً في 18 يناير الحالي، لانتهاكات لفظية يقول إنها ملفقة ويواجه بسببها السجن سنوات، وكانت السلطات الروسية قد ألقت القبض عليه لدى عودته من ألمانيا، حيث كان في فترة نقاهة من تسمم بغاز أعصاب في أغسطس (آب)، وبعد إلقاء القبض عليه شارك الآلاف في احتجاجات غير مصرح لها في مختلف أنحاء روسيا يوم السبت الماضي لمطالبة الكرملين بالإفراج عنه.

ودعا نافالني الناشط المناهض للفساد إلى مسيرات حاشدة، وحفز الاحتجاجات من خلال إطلاق تحقيق عن عقار فخم على ساحل البحر الأسود الروسي زعم أنه ملك لبوتين، تفوق تكلفته 1.35 مليار دولار، يضم كل شيء من حلبة تزلج على الجليد تحت الأرض إلى كازينو، وهو الأمر الذي نفاه الأخير.

ووفقاً لـ"رويترز"، نشر نافالني ومؤسسته لمكافحة الفساد مقطعاً مصوراً قالوا فيه إن القصر الفاخر مملوك للزعيم الروسي. وشوهد هذا المقطع أكثر من 103 ملايين مرة.

وأمس السبت، أعلن رجل الأعمال الروسي أركادي روتنبرج، أنه يملك القصر الضخم، وقال روتنبرج وهو شريك سابق لبوتين في لعبة الجودو باع حصته في شركة لمد خطوط الأنابيب في 2019 بمبلغ قدرته صحيفة "آر بي سي" الاقتصادية اليومية بنحو 75 مليون روبل (990 مليون دولار) إنه اشترى القصر منذ عامين.

وأوضح روتنبرج، في مقطع مصور نشرته قناة ماش على "تيليغرام"، "الآن لم يعد الأمر سراً، أنا المالك. كانت هناك في السابق منشأة محاطة بالتعقيدات، وهناك كثير من الدائنين، واستطعت أن أصبح المالك". ولم يدل روتنبرج بمزيد من التفاصيل المالية عن شراء القصر أو كيف تم تمويله، وكان بوتين قد نفى أنه يملك القصر.

وفي سياق ذي صلة يبدع المتظاهرون في حركة الاحتجاج لدعم المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني في التعبير عن احتجاجهم، فقد تراوحت ما بين ملابس داخلية زرقاء اللون وفرش المرحاض إلى استخدام الثلوج لرسم غرافيتي.

ورصدت "وكالة الأنباء الفرنسية" عدداً من الرموز غير العادية من التجمعات الأخيرة المناهضة للحكومة وما تعنيه. ففي ديسمبر (كانون الأول)، علق متظاهرون روس سراويل قصيرة زرقاء على لافتات الشوارع، ونشروا صوراً يرتدون فيها ملابس داخلية زرقاء فقط، ورفعوها في الاحتجاجات، كرمز لتعرض أبرز معارض في البلاد للتسميم في إشارة إلى حديثه، "إن عملاء من جهاز الأمن الفيدرالي وضعوا السم في بطانة ملابسه الداخلية الزرقاء".

كما تشير إلى الطقوس الأرثوذكسية التي أداها بوتين للاحتفال بعيد الغطاس هذا الشهر من خلال غمس نفسه في الماء المثلج، وكان يرتدي سروال سباحة أزرق، ما استدعى تهكماً من أنصار نافالني الذين قالوا إن بوتين كان يرتدي ملابس خصمه الداخلية.

وعلى الرغم من زعم نافالني امتلاك بوتين لقصر يضم كل شيء من حلبة تزلج على الجليد تحت الأرض إلى كازينو، الأمر الذي نفاه الأخير، لكن ما علق في أذهان المعارضين هو التكلفة المزعومة لفرشاة المرحاض الراقية 700 يورو (619 دولاراً) الموجودة في المجمع.

وفي إجراء ساخر، جلب عديد من المتظاهرين ما بدا أنه نسخ أرخص بكثير إلى مسيرات نهاية الأسبوع الماضي.

وخلال التظاهرات في موسكو، رشق محتجون شرطة مكافحة الشغب وحتى سيارة قيل إنها تخص جهاز الأمن الفيدرالي بكرات الثلج. كما كتبوا مطالبهم بما في ذلك "الحرية لنافالني" على جدار مغطى بالثلوج، ورصد مقطع مصور شرطياً وهو يمحوها على الفور.

لكن الأحداث تحولت إلى العنف في بعض الأحيان، حيث قام متظاهرون بتحطيم نافذة سيارة جهاز الأمن الفيدرالي، وذكرت "وكالة أنباء تاس" أن رماة كرات الثلج ألحقوا أضراراً بالغة ببصر السائق. ولا تزال الأحداث مستعرة بين أنصار نافالني والسلطات الروسية وتزداد معها أعداد المعتقلين.

واتهمت روسيا، الأحد، الولايات المتحدة بـ"التدخل الوقح" في شؤونها بعد أن دانت واشنطن الرد "الوحشي" للسلطات الروسية على الاحتجاجات المؤيدة للمعارض أليكسي نافالني.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان على فيسبوك، "إن التدخل الوقح للولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لروسيا هو حقيقة مثبتة مثل الترويج للأخبار الكاذبة والدعوات لتجمعات غير مصرح بها من خلال منصات الإنترنت التي تسيطر عليها واشنطن".