تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الساحة الكوردية في سوريا والعراق تتشظّى

مقاتلة كوردية في سوريا
AvaToday caption
المستفيد الوحيد مما يحصل هو أنقرة، التي لطالما نظرت إلى أي وحدة كوردية في سوريا على أنها تهديد مستقبلي وجب وأده
posted onNovember 18, 2020
noتعليق

توجد في سوريا قوتان سياسيتان كورديتان في شمال شرق البلاد (روجافا)، الأولى يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي المعروف عنه قربه من حزب العمال الكوردستاني، والذي يهيمن على المنطقة من خلال وحدات حماية الشعب، والقوة الثانية هي المجلس الوطني الكوردي القريب من الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي يتزعم السلطة في أربيل أقليم كوردستان شمال العراق.

وانعكس التوتر بين حكومة أربيل وحزب العمال الكوردستاني سلباً على الفرقاء الكورد في سوريا، وكرّس حالة الانقسام والتشظي، وسط تبخّر آمال كورد سوريا في إمكانية تحقيق أي وحدة كوردية على المدى المنظور، وذلك وفقاً لما رأته صحيفة "العرب" اللندنية واسعة الانتشار، في تقرير لها اليوم.

ولطالما تأثر الطرفان في سوريا بالخلافات بين حزب العمال الكوردستاني وبين الحزب الديمقراطي الأقليم الكوردي، والتي تتداخل معها العديد من العوامل، جانب منها أيديولوجي ولكن العامل الأبرز يبقى الإقليمي.

ويرى متابعون أن السجالات الدائرة بين الفرقاء الكورد في سوريا حول ما يحدث على خط العمال والديمقراطي من شأنها أن تعزز حالة التباعد السياسي بينهم في روجافا، وتجهض أي محاولات لتوحيد صفوفهم، بما سيؤثر حتما على وضعهم في أي تسوية مستقبلية في سوريا.

وكانت الولايات المتحدة وفرنسا قد تولتا رعاية مفاوضات بين الحزب الديمقراطي والمجلس الوطني على أمل التوصل إلى توافق بينهما يمهّد لإشراكهما في العملية السياسية، لكن هذه المفاوضات توقفت على خلفية انشغال باريس وواشنطن بأوضاعهما الداخلية، وليس من المرجح أن تستأنف في ظل تأثر الطرفين بما يحدث من حولهما، واستمرار ارتهانهما للحزبين العمال والديمقراطي.

ومنذ زيارة رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان البارزاني إلى أنقرة في سبتمبر الماضي، والتقى خلالها الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، تشهد العلاقة بين أربيل وحزب العمال توترا شديدا.

وازداد الوضع تأزما بين الطرفين في ظل اتهام أربيل للعمال بشن هجمات في الإقليم، الأمر الذي ينفيه الأخير معتبرا عبر تصريحات مقربين منه أن الأخيرة تحاول الضغط على عناصره، في إطار تفاهم بينها وبين تركيا لمحاربته.

ويرى مراقبون أن التوترات بين أربيل وحزب العمال الذي يقود الحركة الكوردية في تركيا، وتتخذ عناصره من الأراضي العراقية مسرحا لتحركاتها في ظل التضييق التركي، تؤثر مما لا شك فيه على الوضع في شمال سوريا، لافتين إلى أن المستفيد الوحيد مما يحصل هو أنقرة، التي لطالما نظرت إلى أي وحدة كوردية في سوريا على أنها تهديد مستقبلي وجب وأده.

السجالات الدائرة بين الفرقاء الكورد في سوريا حول ما يحدث على خط العمال والديمقراطي من شأنها أن تعزز حالة التباعد السياسي بينهم في روجافا

وقال الأمين العام لحزب التجمع الوطني الكوردستاني محمد عباس، إن “أعداء الشعب الكوردي وفي مقدمتهم حزب العدالة والتنمية التركي ورئيسه أردوغان لهم مشروع يريدون تنفيذه في الجغرافية الكوردية، ويسعون إلى احتلال هذه الجغرافية، وتغيير ديموغرافيتها، والقضاء على التاريخ الكوردي”.

واعتبر في تصريحات لوكالة أنباء “هاوار” الكوردية أن تصعيد الحزب الديمقراطي ضد العمال يأتي في هذا السياق، وأضاف قائلا “في كوردستان يتعاون الحزب الديمقراطي مع تركيا، ولسنا راغبين بأن يقع الديمقراطي في هذه المطبات، ونحن مستمرون في تنبيه الرئيس مسعود البارزاني، ونعتبر انتقاده وتحذيره من واجبنا، لأن جغرافية كوردستان ليست ملكا لأي عائلة”.

وأضاف عباس “وهب الشعب مسعود البارزاني الثقة، وعندما يريد فإنه يستطيع سحب هذه الثقة منه”.

وفي المقابل يقول جمعة إبراهيم، القيادي في المجلس الوطني الكوردي في سوريا في حديث لـ”باسنيوز” المحلية الكوردية، إن “لا إنجازات لحزب العمال (بي كاكا) سوى التسبب في تدمير المدن الكوردية وتهجير أهلها، وخير مثال على ذلك الآلاف من القرى في شمالي كوردستان (كوردستان تركيا) ومثلها في غربي كوردستان (شمال سوريا) تحت شعارات مزيفة ولا حقيقة لها ويخدم فقط أعداء الكورد”.

وأضاف أن “وجود العمال في إقليم كوردستان غير قانوني وطعنوا الإقليم من الخلف ولا يزالون يفعلون ذلك حتى أصبحوا عبئا ثقيلا على كاهل الشعب الكوردي ويتدخلون في أموره الداخلية بتوجيهات من الأعداء”.