تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

حملة تركية لتصفية حزب الشعوب الديمقراطي

صورة الزعيم الكوردي صلاح الدين دميرتاش
AvaToday caption
وظّف أردوغان حالة الطوارئ وقانون الإرهاب بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف العام 2016 لإضعاف الشعوب الديمقراطي من خلال الزج بعدد من رموزه وأعضائه في السجون ومن ضمنهم الزعيم السابق للحزب صلاح الدين دميرتاش ونواب جردوا من الحصانة ورؤساء بلديات خلعوا من مناصبهم
posted onNovember 18, 2020
noتعليق

تحيط تركيا حملات أمنية ضد متمردي حزب العمال الكوردستاني بهالة إعلامية حتى لو كانت عمليات محدودة من ضبط أسلحة وذخائر ضمن محاولات لتضخيم الحدث تحت مسمى مكافحة الإرهاب، فيما ينصب تركيز الأجهزة الأمنية على حزب الشعوب الديمقراطي تحديدا والذي تعتبره الحكومة التركية واجهة سياسية للمتمردين الكورد.

ويبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يخوض معركة طويلة مع خصومه السياسيين خاصة الموالين منهم للكورد أو المطالبين بالتعامل بعدل وشفافية مع الأقليات، بات أكثر توجس من حزب الشعوب الديمقراطي الذي شكل ولايزال ثقلا سياسيا في موازين القوى الانتخابية.

ويشكل الكورد نحو 20 بالمئة من إجمالي سكان تركيا ولذلك يعمل أردوغان منذ حصول حزب الشعوب الديمقراطي على نحو 10 بالمئة من الأصوات ودخوله البرلمان التركي، على تحجيم دوره واستقطاب جنوب شرق تركيا الخارج عن السيطرة الانتخابية والسياسية لحزب العدالة والتنمية.

 ووظّف أردوغان حالة الطوارئ وقانون الإرهاب بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف العام 2016 لإضعاف الشعوب الديمقراطي من خلال الزج بعدد من رموزه وأعضائه في السجون ومن ضمنهم الزعيم السابق للحزب صلاح الدين دميرتاش ونواب جردوا من الحصانة ورؤساء بلديات خلعوا من مناصبهم.

وكان لافتا خلال الفترة الأخيرة تكثيف الأجهزة الأمنية لحملاتها على ما تقول إنها أوكار لحزب العمال الكوردستاني.

وأعلنت ولاية 'وان' التركية عن ضبط أسلحة وذخائر قالت إنها تابعة لـ'بي كا كا' التسمية المختصرة لحزب العمال الكوردستاني.

وأشارت في بيان اليوم الأربعاء إلى استمرار أعمال قوات الدرك الرامية للكشف عن أنشطة التنظيم. وقالت إن القوات نفذت عملية أمنية ضد 'بي كا كا' في ريف قضاء 'إباكيولو' بشرق البلاد "لتحديد مخابئ وأوكار الإرهابيين".

ودأبت قوات الأمن والجيش التركي على استهداف مواقع المنظمة التي تصفها أنقرة بالإرهابية وملاحقة عناصرها داخل البلاد وشمالي العراق.

وذكرت وكالة الأناضول الحكومية أن هذه التطورات تأتي ردا على هجمات إرهابية تنفذها المنظمة الانفصالية داخل تركيا بين الحين والآخر، مستهدفة المدنيين وعناصر الأمن والجيش.

وتخص تركيا اعتصاما أمام مقر حزب الشعوب الديمقراطي في ولاية دياربكر (آمد) (شرق) بتغطية خاصة إذ تطالب أسر باستعادة أبنائها من حزب العمال الكوردستاني، محملة الحزب الموالي للكورد المسؤولية عن التحاقهم بصفوف المتمردين.  

وأعرب الرئيس التركي عن دعمه للأمهات المعتصمات في أكثر من مناسبة، فيما قالت وكالة الأناضول إن الوزراء والسياسيين وفنانين وصحفيين وكتاب ورياضيين ومنظمات مدنية ورجال دين وأفراد من كافة فئات المجتمع يدعمون الأمهات المعتصمات.

ويسعى أردوغان على ما يبدو لوضع المتمردين الكورد وحزب الشعوب الديمقراطي في سلّة واحدة حتى يسهل عليه التخلص من ثاني أكبر حزب معارض هدد في وقت ما حظوظه في رئاسة تنفيذية بصلاحيات مطلقة.

وقد اعتقلت اجهزة أردوغان منذ سبتمبر/ايلول الماضي أكثر من 80 شخصية من حزب الشعوب الديمقراطي بتهم تقول مصادر من الحزب إنها كيدية وسياسية وتشمل تلقي تعليمات من حزب العمال الكوردستاني لتأجيج احتجاجات كوباني في أكتوبر/تشرين الأول 2014 وهي الاحتجاجات التي قتلت فيها الشرطة التركية 31 من المتظاهرين الكورد.