في موقف لافت، دعت مليشيا "حركة النجباء" العراقية المدعومة من إيران، اليوم الأربعاء، إلى حماية البعثات الدبلوماسية في بغداد، مؤكدة، في الوقت ذاته، عدم مسؤوليتها عن الهجمات السابقة التي كانت تستهدف المنطقة الخضراء، حيث تقع غالبية البعثات الدبلوماسية الغربية وسط بغداد.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع)، التي بدا لافتا تركيزها بالفترة الأخيرة على أخبار التهدئة التي أعلنتها الفصائل المسلحة الموالية لإيران تجاه المصالح الأميركية، عن القيادي بمليشيا "النجباء"، فراس الياسر، قوله إنه "يجب تأييد ودعم وجود البعثات الدبلوماسية، فضلا عن دعم حمايتها، إضافة إلى أهمية مد الجسور مع كافة الدول"، مضيفا "هذا أمر مفهوم منا في رؤية الحركة وفي رؤية فصائل المقاومة".
وأشار إلى عدم مسؤولية مليشيا "النجباء" عن الضربات التي استهدفت البعثات الدبلوماسية، لافتا إلى عدم تبني حركته أي عملية حتى الآن.
كتائب حزب الله طلب من أنصاره تعليمات بتوجيه ونصب الأسلحة المباشرة وغير المباشرة صوب مصالح العدو
وتابع: "نحن غير معنيين بالسفارة الأميركية رغم ملاحظاتنا عليها، بقدر ما يعنينا الوجود الأميركي المنتشر في كل مساحات العراق"، مشيرا إلى أن "أي إنسان يحمل هما وطنيا يرى أن الولايات المتحدة الأميركية لا تنظر إلى سيادة العراق على الإطلاق، وهذه الحلقة المراد منها تسويق الاعتداء على البعثات الدبلوماسية".
وأوضح أن أيا من الفصائل المسلحة لم تتبن أيا من الضربات التي تعرضت لها السفارة الأميركية، لافتا إلى "وجود معلومات تشير أن هذا الاستهداف مبرمج، ويأتي لإثارة الرأي العام ضد فصائل المقاومة والحشد الشعبي".
وأشار إلى أن "اتفاقية فيينا لعام 1961 تنص على ضرورة أن تمتثل السفارة للإرادة الداخلية العراقية، سواء من ناحية الأعداد، وكذلك من ناحية الخروج والدخول"، معبرا عن استغرابه من قيام "السفارة الأميركية بنصب منظومة دفاع جوي، وتحكمها بمداخل المنطقة الخضراء".
وأوضح الياسر أن حركته ترتبط بـ"الحشد الشعبي"، مؤكدا أن ما تبقى من الحركة (النجباء) هم "عبارة عن حركة جماهيرية شعبية معنية بالملفات السياسية والثقافية"، على حد قوله.
وعلى الرغم من التغيير الواضح في خطاب المليشيات العراقية تجاه الوجود الأميركي في البلاد، على خلفية الضغوط التي تعرضت لها على خلفية تهديد الولايات المتحدة بإغلاق سفارتها في بغداد ونقلها إلى أربيل، إلا أن مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية أمرت عناصرها بالبقاء في وضع الجهوزية.
وأصدر المتحدث العسكري باسم مليشيا "كتائب حزب الله" أبو علي العسكري، الاثنين الماضي، توجيهات لأنصار المليشيا دعاهم فيها إلى "الاستمرار بعمليات الاستطلاع، ونصب الأسلحة المباشرة وغير المباشرة صوب مصالح العدو وثكناته وآلته العسكرية كافة، سواء كانت على الأرض، أو تلك التي تنتهك السيادة الجوية العراقية"، ودعاهم إلى أن "يكونوا على أتم الجهوزية والاستعداد في حال الشروع بعمل واسع يعصف بالعدو لا يبقي ولا يذر، ولا ينقذهم منه إلا نتائج الحراك السياسي بجدولة خروجهم من العراق".
والسبت الماضي، أعلنت مجموعة من المليشيات العراقية، المدعومة من إيران، أطلقت على نفسها "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية"، أنها قررت منح "فرصة مشروطة" للولايات المتحدة لتنفيذ قرار إخراج قواتها من العراق، مبررة خطوتها تلك بأنها "جاءت استجابة للجهود التي قامت بها بعض الشخصيات في هذا الإطار".