تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إيران أعادت فتح المساجد لليالي الأخيرة من رمضان

مصلون من إيران في زمن كورونا
AvaToday caption
أعادت إيران فتح المساجد لمدة ساعتين ابتداء من منتصف الليل خلال بعض من الليالي الأخيرة من شهر رمضان المبارك والتي تقع ضمنها ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن على الرسول محمد.
posted onMay 13, 2020
noتعليق

على الرغم من مخاوفهم تجاه فيروس كورونا المستجد، اغتنم مئات الإيرانيين فتح المساجد بصورة مؤقتة الأربعاء لأداء الصلاة في الليالي الأخيرة من شهر رمضان.

والتزم معظم المصلين الذين ارتدوا الأقنعة الواقية بقواعد التباعد الاجتماعي بجلوسهم في الأماكن المحددة لهم في مسجد ريحانة الحسين، غرب طهران.

وصل المصلون وقد بدت معنوياتهم مرتفعة وهم يحملون كل سجادة صلاته ومصحفه، مع عائلاتهم، بمن فيهم زوجان وطفلهما.

وبعد امتلاء المسجد، جلس المصلون على الأرض خارجه فيما مر موظف صحي يرتد بزة واقية وراح يرش مادة مطهرة بينما كان يمر بينهم.

وعندما اقترب بعض الجالسين في الخلف من بعضهم لمسافة بدت قصيرة، تدخل عناصر الباسيج لإعادة الأمور إلى نصابها.

وقال أحد المصلين معرفا عن نفسه باسمه الأول محمودي، "بالطبع، الكل قلق من المرض، حتى عائلتي".

وأضاف "عندما قررت المجيء كانوا قلقين بشأني ووعدتهم بالالتزام بالتعليمات. ... وهكذا جئت ورأيت أن الجميع يحترمون التباعد (الاجتماعي)، وإلا لما بقيت ولعدت إلى المنزل".

أعادت إيران فتح المساجد لمدة ساعتين ابتداء من منتصف الليل خلال بعض من الليالي الأخيرة من شهر رمضان المبارك والتي تقع ضمنها ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن على الرسول محمد.

أغلقت الجمهورية الإسلامية مساجدها ومزاراتها في آذار/مارس في إطار جهود احتواء جائحة كوفيد-19 التي تعد الأكثر تضرراً منها بين بلدان الشرق الأوسط.

ظهرت الحالات الأولى في إيران في مدينة قم الشيعية المقدسة يوم 19 شباط/فبراير وانتشر الفيروس بسرعة ليصل إلى جميع محافظات البلاد الواحدة والثلاثين.

وبلغ عدد الوفيات في الجمهورية الإسلامية نحو 6800 وفاة.

وأشاد الرئيس حسن روحاني الذي واجهت حكومته انتقادات لتباطُئها في الاستجابة للأزمة، بالمصلين لالتزامهم بالإرشادات الصحية.

وقال الأربعاء "كانت هناك مخاوف بشأن الكيفية التي سيتبع بها الناس الإرشادات الصحية إذا فُتحت المساجد، لكن الليلة الماضية كانت مميزة كما رأيتم".

وقال في تصريحات متلفزة "لقد التزم الناس بالتعليمات، أينما شاركوا" في أداء الصلاة.

ومنذ الثلاثاء، وجه وزير الصحة سعيد نمكي تحذيراً لمواطنيه لدى إعلانه عن إعادة فتح المساجد لثلاث من الليالي الخمس المقبلة.

وأقر الوزير الأربعاء بأنه "كان قراراً صعباً وخطيراً ... انتقده بعض زملائي".

وقال "التزم الناس بالتعليمات في كل مكان، باستثناء منطقة واحدة حيث قُدم الشاي للمشاركين، خلافاً لتوجيهاتنا".

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور إن 50 شخصاً توفوا من جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد فيما سجلت 1958 إصابة جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، مما رفع إجمالي الوفيات إلى 6783 والإصابات إلى 112725.

تقام صلوات ليلة القدر وأعمالها لثلاث ليال.

وبدا من شاركوا في أعمال الليلة الأولى في جامع الحسين في طهران مرتاحين لإتاحة الفرصة للصلاة في المسجد بعد إغلاق استمر لأكثر من شهرين.

وقالت معصومة وهي ربة منزل، "لقد أحضرنا أقنعة وقفازات وكل شيء. أعتقد أننا إذا اتبعنا الإرشادات الأمنية والصحية، فلن يحدث شيء لنا وسنكون قادرين على مواصلة الشعائر".

ووصف أمير حسين، وهو موظف في القطاع الخاص، فتح المسجد بأنه فرصة لا ينبغي تفويتها، وقال "هذه الليالي مميزة ولها مقام خاص عند الناس، وأعتقد أن الحكومة لم تكن قادرة على إلغاء هذه الشعائر، لأننا نخرج ونصلي معا: هذه هي الفرحة التي تبعثها فينا".