تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تقرير يوصي واشنطن بـ"حروب الظل" ضد طهران

خامنئي
AvaToday caption
اتباع استراتيجية مماثلة من قبل الولايات المتحدة في التعامل مع الهجمات في ضرب أهداف إيران ومصالحها في الشرق الأوسط سيكون أفضل من الاستراتيجية المتبعة حاليا، بما في ذلك الهجمة التي نفذتها طائرات درون في مطلع يناير والتي قتل فيها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني
posted onApril 14, 2020
noتعليق

حروب الظل، حملات المنطقة الرمادية، كلها استراتيجيات تتبعها إسرائيل في مواجهة إيران في دول الشرق الأوسط، بحيث تحقق أهدافها السياسية والعسكرية المنشودة من دون التصعيد مع طهران.

تقرير صدر عن مركز أبحاث "الأمن الأميركي الجديد" والذي مقره واشنطن، يوصي الإدارة الأميركية باتباع هذه الاستراتيجيات في التصدي لإيران في الشرق الأوسط، والاعتماد بشكل كبير على النموذج الإسرائيلي في ذلك، وفق ما نشرت صحيفة واشنطن بوست.

ويشير إلى أنه لطالما نفذت إسرائيل حملات وهجمات عسكرية استهدفت فيها شبكة عملاء ومصالح طهران المسلحين في الشرق الأوسط، ولكنها كانت تبقي نفسها تحت الرادار من دون أي تصعيد مع إيران، إذ أجرت إسرائيل خلال السنوات القليلة الماضية 200 غارة جوية على أهداف تابعة لإيران في سوريا ولكنها لم تدخل في مواجهة لا مع النظام في سوريا ولا مع إيران.

ويؤكد التقرير أن اتباع استراتيجية مماثلة من قبل الولايات المتحدة في التعامل مع الهجمات في ضرب أهداف إيران ومصالحها في الشرق الأوسط سيكون أفضل من الاستراتيجية المتبعة حاليا، بما في ذلك الهجمة التي نفذتها طائرات درون في مطلع يناير والتي قتل فيها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

ايلان غولدنبرغ، أحد الخبراء العسكريين وعمل في البنتاغون وفي الخارجية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما قال إن اتباع مثل هذه الاستراتيجيات سيحقق للولايات المتحدة ما تريده ولكنه سيحد من وقوع حرب شاملة، كما أنه سيمكن القادة من إدارة التبعات على ما يحصل بطريقة أفضل.

المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران ربما تعد الأكثر وضوحا في عهد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما يستعد البنتاغون لشن هجمات إضافية على الميليشيات المدعومة من طهران والموجودة في العراق.

في البداية كان ترامب يتبع استراتيجية وضع ضغوط قصوى على إيران ومعاقبتها من خلال اقتصادها، ورغم سلسلة هجمات نفذتها إيران في الشرق الأوسط إلا أن الرد عليهم كان بخطوات عسكرية مدروسة وعن بعد، والتي تضمنت هجمات إلكترونية.

وحتى بعد هجوم استهدف منشآت نفطية سعودية التي تعد حليفا قويا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلا أنها لم ترد عسكريا بشكل مباشر، ولكن هذا الموقف تغير بعد مقتل مقاول أميركي في هجوم صاروخي بالعراق أواخر ديسمبر، والتي تبعها هجمات وضربات مختلفة على أهداف داخل العراق وسوريا لميليشيات مرتبطة مباشرة بطهران.

وبعد ذلك تبعها توترات انتهت بقتل سليماني مهندس الإرهاب في العراق وسوريا، وتبعها إطلاق صواريخ على قواعد عراقية تضم جنود أميركيين وإصابة أكثر من 100 منهم.

ويرى التقرير أن طبيعة الرد من كلا الطرفين تظهر وجود انقسامات في داخل الإدارة الأميركية حيث يدعو مسؤولون إلى اتخاذ إجراءات أكثر تشددا تجاه طهران ووكلائها ويرى أخرون بضرورة عدم التصعيد العسكري بهذه الطريقة، واتباع مقاربة شبيهة جدا بما تتبعه إسرائيل.

إسرائيل قامت باستهداف مواقع إيرانية في سوريا المجاورة لها بعدما حاولت إنشاء قواعد ومراكز قيادة مختلفة هناك، حيث قامت بإسقاط أكثر من 2000 ذخيرة في عام 2018 على أهداف لإيران في سوريا لوحدها، ولكن لم تصل إلى مرحلة المواجهة كما حصل مع الولايات المتحدة.

ووصف التقرير أن هذه الاستراتيجية بالناجحة إذا أنها كانت تحقق أهدافها بضرب مراكز إيرانية وبالوقت ذاته لم تتحمل اللوم وكانت تنكر مسؤوليتها أحيانا، وهو ما جعل القادة الإيرانيين عاجزين عن الرد بقوة.

وفي الوقت الذي كان يغرد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد كل عملية، كانت إسرائيل تقوم بضرباتها وتقيم المخاطر لكل عملية لوحدها وإبقاء مساحة كافية للمناورة، وبالنهاية فإنك لا تحتاج إلى إظهار كل قوتك العسكرية لتكون قويا.

ويعترف التقرير أن بعض جوانب الحملات التي تجريها إسرائيل ليست ممكنة للولايات المتحدة، فهي لديها معلومات استخباراتية كافية حول الميلشيات الإيرانية فيما كانت أميركا تصب كل اهتمامها على تنظيم داعش.