تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

نظرية مؤامرة "حرب بيولوجية" تظهر من جديد

مؤشرات تنذر بانتشار واسع لكورونا في الولايات المتحدة
AvaToday caption
أبعدت قرارات خفض العاملين من الوكالات الأميركية خبراء الصحة والعلماء وغيرهم من المهنيين الذين كان بمقدورهم مساعدة الصين في التصدي مبكرا لفيروس كورونا المستجد وتزويد الحكومة الأميركية بالمزيد من المعلومات وفقا لما قاله المسؤولون الأربعة الذين حاورتهم رويترز
posted onMarch 26, 2020
noتعليق

لم تستبعد الصين في الفترة الماضية فرضية أن يكون الجيش الأميركي هو من أطلق فيروس كورونا في ووهان البؤرة الأولى التي ظهر فيها الفيروس وانتشر على نطاق واسع في معظم دول العالم لاحقا بما فيها الولايات المتحدة ذاتها.

وعادت نظرية المؤامرة إلى الواجهة مع تصريح متحدث باسم الحكومة الصينية أشار فيها دون تأكيد إلى دور أميركي محتمل في إطلاق وانتشار الفيروس، ضمن حرب بيولوجية في خضم حرب تجارية وخلافات لا تهدأ بين واشنطن وبكين.

والخميس نشرت وكالة رويترز تقريرا يؤكد أن الإدارة الأميركية خفضت عدد العاملين من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الأراضي الصينية في إطار خطة أكبر لتقليص أعداد خبراء الصحة والعلوم الذين يعملون بتمويل أميركي في الصين وذلك في الفترة التي سبقت انتشار الفيروس.

وتطرح خطة سحب وتقليص خبراء أميركيين في الأوبئة يعملون في الصين في ذلك التوقيت وصلتها بظهور الفيروس لاحقا الكثير من الأسئلة.

وقد تمت أغلب التخفيضات في مكتب المراكز الأميركية في العاصمة الصينية على مدار العامين الأخيرين وفقا لما ورد في وثائق متاحة للكافة ولما ورد في مقابلات مع أربعة مسؤولين على دراية بهذا التخفيض.

وتقدم المراكز التي تتخذ من أتلانتا مقرا لها وتعد أبرز وكالة أميركية مسؤولة عن مكافحة الأمراض مساعدات صحية عامة للدول في مختلف أنحاء العالم وتعمل معها لمنع انتشار الأمراض المعدية على المستوى العالمي. وللمراكز وجود في الصين منذ 30 عاما.

وأوضحت الوثائق أن عدد العاملين من المراكز في الصين انكمش إلى حوالي 14 موظفا انخفاضا من حوالي 47 فردا منذ تولى الرئيس دونالد ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني 2017.

وقال المسؤولون الأربعة الذين اشترطوا إخفاء هوياتهم إن من بين من شملهم قرار الخفض متخصصين في الأوبئة ومهنيين آخرين في مجال الصحة.

وتبين الوثائق تفاصيل أعداد الموظفين الأميركيين والصينيين الذين كانوا يعملون هناك. وهذه الوثائق نشرتها المراكز على الانترنت.

كما أُغلقت في عهد ترامب مكاتب بكين لكل من المؤسسة الوطنية للعلوم والوكالة الأميركية للتنمية الدولية وهي الوكالة المسؤولة عن المساعدات الأميركية في أنحاء العالم وكان لها دور في مساعدة الصين في مراقبة انتشار الأمراض والتصدي لها.

وقبل إغلاق المكتبين كان يعمل في كل منهما مسؤول أميركي. وبالإضافة إلى ذلك نقلت وزارة الزراعة الأميركية في 2018 مدير برنامج مراقبة الأمراض الحيوانية من الصين.

وأبعدت قرارات خفض العاملين من الوكالات الأميركية خبراء الصحة والعلماء وغيرهم من المهنيين الذين كان بمقدورهم مساعدة الصين في التصدي مبكرا لفيروس كورونا المستجد وتزويد الحكومة الأميركية بالمزيد من المعلومات وفقا لما قاله المسؤولون الأربعة الذين حاورتهم رويترز.

وفي فبراير/شباط الماضي انتقدت إدارة ترامب الصين واتهمتها بفرض رقابة على المعلومات عن المرض ومنع الخبراء الأميركيين من دخول البلاد لتقديم المساعدة.

وقال مسؤول شهد سحب الأفراد الأميركيين من الصين "لابد من التفكير في احتمال أن التخفيضات التي أجريناها رجحت إمكانية وقوع هذه الكارثة أو زادت من صعوبة التصدي لها".

وقالت وكالة رويترز إن البيت الأبيض امتنع عن التعليق والرد على أسئلة حول سحب الخبراء الأميركيين من الصين كما لم تصل ردود من مراكز مكافحة الأمراض على الأسئلة التفصيلية التي طرحتها الوكالة عن تخفيضات العاملين. وأصرت المراكز على أن مستويات العاملين لم تمثل إعاقة للجهود الأميركية للتصدي للفيروس.

وأبدى بعض خبراء الصحة تشككهم في أن زيادة عدد العاملين من المراكز داخل الصين يمكن أن تحدث فرقا في الحد من انتشار المرض.

وقال سكوت مكناب خبير الأوبئة السابق في المراكز والذي يعمل الآن أستاذا باحثا بجامعة إيموري "المشكلة كانت الصين وليس عدم وجود أفراد من مراكز مكافحة الأمراض لنا في الصين".

وأشار إلى أن الرقابة التي فرضتها بكين هي السبب الرئيسي في انتشار الوباء الذي تشير أحدث البيانات إلى أنه أصاب 435470 شخصا بالفيروس وتسبب في وفاة 19598 فردا، بينما لزمت السفارة الصينية في واشنطن الصمت.

وقال روبرت مارجيتا المتحدث باسم المؤسسة الوطنية للعلوم إن المؤسسة أغلقت كل مكاتبها الخارجية في 2018 وإنها تعتزم "إيفاد فرق في مهام قصيرة الأمد في مختلف أنحاء العالم بحثا عن سبل لزيادة التعاون الدولي".

وقال متحدث باسم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إن قرار إغلاق مكتب بكين "يعود إلى تراجع كبير في إمكانية التواصل مع مسؤولي الحكومة الصينية وكذلك إلى موقف الوكالة أن النموذج الصيني للتنمية لا يتفق مع القيم والمصالح الأميركية".

وكانت رويترز قد نشرت يوم الأحد الماضي تقريرا عن التغييرات في العاملين بالصين من مراكز مكافحة الأمراض. وكشفت أن إدارة ترامب ألغت منصب الخبير الأميركي الذي كان يتولى تدريب خبراء الأوبئة الصينيين الذين يتم إرسالهم إلى بؤرة أي وباء للمساعدة في تتبعه وتقصي الحقائق واحتوائه.

وفي لقاء مع الصحفيين يوم الأحد انتقد ترامب تقرير رويترز ووصفه بأنه "خطأ مئة بالمئة"، غير أن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها اعترفت بأنه تم إلغاء هذا المنصب. وقالت إن القرار اتخذ بسبب "القدرة التقنية الممتازة" لدى الصين وإن إلغاء المنصب لم يعرقل الجهد الأميركي للتصدي لكورونا.