تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تشنج روحاني حالة نفسية

مخاوف من دأ الأضطرابات و الأحتجاجات في إيران
AvaToday caption
إصرار الرئيس روحاني أن إيران ستواصل بيع نفطها رغم أن الولايات المتحدة أرادت أن تخفض مبيعات النفط الإيرانية إلى صفر، مجرد هراء
posted onNovember 7, 2018
noتعليق

عبدالله العلمي

كما هو متوقع، الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد، بتشنج واضح، أن طهران ستبيع النفط وستخرق العقوبات في رده على تطبيق الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران.

اعتقد روحاني أن هذا الموقف الفاشل ضمناً ولهجة سيضعف موجة الغضب في الشارع الإيراني. هاهي الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية تأخذ مسارها الصحيح لتصيب الاقتصاد الإيراني في مقتل.

إذا كان روحاني يعتقد أن البنوك الإيرانية والموانئ الإيرانية والنفط الإيراني ستصمد أمام الضربات الاقتصادية المتتالية فهو مخطئ. إذا كان روحاني يعتقد أن تضليله للشعب الإيراني سيحمي شركات تشغيل الموانئ الإيرانية وقطاعات الشحن وبناء السفن والمعاملات المتعلقة بالبترول والبتروكيماويات مع شركات النفط الإيرانية فهو مخطئ. المواطن الإيراني ليس غبياً، فالولايات المتحدة نفذت وعودها بإيقاف التعاملات مع البنك المركزي الإيراني وخدمات التأمين وجميع المؤسسات المالية الإيرانية.

إصرار الرئيس روحاني أن إيران ستواصل بيع نفطها رغم أن الولايات المتحدة أرادت أن تخفض مبيعات النفط الإيرانية إلى صفر، مجرد هراء لن يطعم المواطن الإيراني ولن يقيه من برد الشتاء القادم. صدق روحاني في قوله أن إيران “في حالة حرب”، لكنه لم يعترف أنه هو وملالي إيران السبب الرئيسي لهذه الحرب.

أما الاتحاد الأوروبي ودول فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، والتي أبدت أسفها للقرار الأميركي الأخير، فهي ستعود لبيت الطاعة عاجلاً أم آجلاً. لم تتعلم هذه الدول أن اتفاق 2015 لم يردع طهران، بل إن طهران هي من استمرت بدعم وتمويل الإرهاب حول العالم، وخاصة زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

يبدو أن هذه الدول تغاضت -بسبب مصالحها- عن استخدام طهران للطائفية في بثّ الخراب والدمار، وإطلاق الصواريخ الباليستية وتطوير أنظمة الصواريخ النووية. البصمات الإيرانية ارتبطت بالكوارث حقيقة ثابتة للمجتمع الدولي، والدليل قرارا مجلس الأمن 2216 و2231 والتي ضربت طهران بهما عرض الحائط.

سجل العالم الحر عدة لطمات لإيران خلال الأسبوعيين الماضيين بسبب تصرفها كمجموعة قطاع طرق وعصابات. الجزائر أغلقت الجناح الإيراني في معرض الكتاب، الدنمارك استدعت سفيرها من إيران بسبب التخطيط لهجمات في كوبنهاغن، وفرنسا أحبطت اعتداء إيرانيا ضد تجمع معارضين إيرانيين في باريس.

هذا ليس كل شيء، الحوثيون التابعون لإيران أطلقوا الأسبوع الماضي صاروخاً باليستياً باتجاه الأراضي السعودية، ليصل عدد الصواريخ إلى 206 صواريخ تسببت في استشهاد 112 مدنيا وإصابة المئات. إيران أرسلت حجاجا بمتفجرات، أنفقت 16 مليار دولار منذ 2012 على دعم الحوثيين وحزب الله والحشد الشعبي وحماس، فجرت أبراج الخبر، هاجمت معامل رأس تنورة، مولت هجوم الجبيل، وخططت لتفجيرات الرياض.

البحرين أحبطت هذا الأسبوع عملية تهريب 6 مطلوبين أمنياً محكوم عليهم في قضايا إرهابية، منهم من كان يتواصل مع إيران. السعودية والبحرين صنفتا 4 شخصيات إيرانية على لائحة الإرهاب: الحرس الثوري، قاسم سليماني، حامدعبداللاهي، وعبدالرضا شهلاي. الخزانة الأميركية أضافت 700 شخص وكيان لقائمة العقوبات على إيران. كل هذا خلال أسبوعين فقط.

من الواضح أن تشنج الرئيس روحاني في خطابه الأخير حالة نفسية تشير إلى أن أفضل حل في الوقت الحالي هو البحث عن طوق نجاة، فلا شيء سيوقف غضب الشارع

 

عضو جمعية الاقتصاد السعودية