تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إسرائيل صادرت 4 ملايين دولار حولتها طهران لحماس

الجناح العسكري لحماس يستنسخ تجربة الحرس الثوري
AvaToday caption
منذ أشهر رصدت تقارير متخصصة في شؤون الإرهاب لجوء حماس التي تتلقى دعما من إيران وقطر أيضا، إلى الحصول على تمويلات جديدة عبر أنشطة شبكات التهريب في أميركا اللاتينية باستخدام العملة المشفرة 'بيتكوين'
posted onFebruary 28, 2020
noتعليق

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت الخميس عن مصادرة 4 ملايين دولار كانت بطريقها إلى قطاع غزة آتية من إيران.

وقال بينيت في تغريدة على تويتر "وقّعت اليوم على أمر بوضع اليد على 4 ملايين دولار تم تحويلها من إيران إلى حركة حماس".

وأضاف بينيت "الغرض من هذه الأموال هو تطوير البنية التحتية لحركة حماس في غزة، وتصنيع الأسلحة ودفع رواتب عناصر الحركة قامت بإرسالها الحكومة الإيرانية".

ولم يوضح بينيت في تغريدته كيف تم كشف هذه الأموال ومصادرتها وطريقة تحويلها، لكن حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية التي يقودها بنيامين نتانياهو تحاول حاليا الضغط على حماس وكشف أوراقها في محاولة لكسب الانتخابات التي ستجري في مارس القادم.

وشهدت العلاقات بين تل أبيب وطهران تصعيدا كبيرا في الفترة الأخيرة وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي في تغريدة أخرى على تويتر أن "النظام الإيراني يغذي أسلحة الإرهاب من حولنا. نشاطنا في مكافحة الإرهاب ليس فقط في ساحة المعركة، ولكن أيضًا في أمواله".

لكن الموقع الإلكتروني لصحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية قال إن الأموال تمت مصادرتها من شركة صرافة في قطاع غزة.

وقالت وزارة الدفاع إن القرار الذي وقعه بينيت "سيحد من قدرة مالك الشركة في غزة (أوردت اسمه) وأفراد عائلته من العمل على المستوى الدولي من خلال تقييد حركتهم إلى بعض الدول وتقييد قدرة الشركة على تنفيذ نشاطات مالية من خلال المؤسسات الدولية".

ولم يصدر تعقيب فوري من قطاع غزة على ما ذكره بينيت.

ومنذ أشهر رصدت تقارير متخصصة في شؤون الإرهاب لجوء حماس التي تتلقى دعما من إيران وقطر أيضا، إلى الحصول على تمويلات جديدة عبر أنشطة شبكات التهريب في أميركا اللاتينية باستخدام العملة المشفرة 'بيتكوين'.

وشبهت التقارير طريقة حصول حماس على تلك التمويلات بنفس أسلوب تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية وحزب الله، مشيرة إلى أن دول المنطقة ضيّقت الخناق على منافذ التهريب ما جعل أسواق الدول اللاتينية عصية على اختراق ما وصفتها بـ"الجماعات الإرهابية".

وكان لافتا بحسب المصادر التي اعتمدتها التقارير أن الموقع الالكتروني لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، شكّل أحد المنافذ لاستقطاب التمويلات الخارجية المشبوهة بما يجعل رصدها صعبا، فقد وفر للزائرين إمكانية إرسال الأموال بالعملات المشفرة ليحصل بذلك الزائر على عنوان بيتكوين فريد من نوعه وهو أسلوب لجمع التبرعات يجعل تعقبها ورصدها أمرا مستحيلا.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن لجوء منظمات الإرهاب وفق التصنيف الأميركي، لاستخدام العملات المشفرة يجري بوتيرة بطيئة مقارنة مع استخدام المنظمات الإجرامية للعملات الرقمية.

ويقول مراقبون إن مع نضوب التمويلات القطرية مؤخرا وضع حماس أمام أزمة مالية عكست تململا في قطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ العام 2007، وهو ما اضطرها لطلب المزيد من التمويلات من إيران مستفيدة من تجربة حزب الله في غسل الأموال والتغطية على مواردها لتعزيز جناحها العسكري.

ولا يستبعد مراقبون أن يكون التنسيق الأمني بين الأجهزة الإسرائيلية ونظيرتها الأميركية التي تطارد أذرع إيران في المنطقة وفي العالم بشكل مكثف عبر تجفيف منابعه المالية، سببا رئيسيا في الكشف عن الأموال الأخيرة التي تم رصدها في بنك غزة.

وكثفت الإدارة الأميركية في السنوات الأخيرة ضغوطها على إيران عبر عقوبات اقتصادية شديدة كما استهداف أذرعها في المنطقة منها حزب الله في لبنان وفصائل شيعية في العراق وسوريا وفرضت على عناصرها عقوبات مشددة لكبح نشاطاتها الإرهابية.

وتقوم وزارة الخزانة الأميركية دوريا بتسليط عقوبات تستهدف قيادات وأفراد وكيانات مرتبطة بجماعات تدعمها طهران منها حماس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني وتنظيما القاعدة والدولة الإسلامية.

وأظهر مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بغارة أميركية في بغداد مطلع يناير الماضي، تقاربا لافتا بين حماس والنظام في طهران حين قدمت الحركة الفلسطينية تعزية "حارة" لإيران.

ووصف زعيم حماس إسماعيل هنية سليماني بـ"شهيد القدس"، في موقف توقع مراقبون أن يضعف التأييد العربي للحركة وسيزيد من تدهور علاقاتها مع دول المنطقة التي أصبحت أنشطة إيران الخطيرة تهدد أمنها.

وأثارت مشاركة رئاسة المكتب السياسي لحماس في تشييع سليماني في إيران في يناير الماضي واعتباره "شهيد القدس في خطاب ألقاه في جنازته"، ردود فعل عربية منددة باصطفاف الحركة الفلسطينية بشكلٍ كامل إلى جانب إيران التي قد تورطها في مواجهة قادمة مع إسرائيل ستكون هي حطب نارها.

ولم تكتف حماس بذلك بل أقامت أيضا بيت عزاء لقائد فيلق القدس الإيراني في قطاع غزة.

ولا يثير تقارب حماس وطهران الاستغراب خصوصا إن المكتب السياسي الذي أفرزته انتخابات الحركة الداخلية قبل ثلاث سنوات، كان واضحاً فيه تفوق التيار المؤيد للتقارب مع إيران، بدافع حاجتها المالية والعسكرية، لكن ذلك سيكلفها كثيرا في ظلّ تورط إيران بالدم العربي في سوريا والعراق واليمن.