تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إيران تأمر ميليشياتها وعليهم والطاعة

موقع دويتشة فيلا الألمانية
AvaToday caption
الميليشيات الشيعية في العراق متحالفة بشكل كبير مع طهران، فضلاً عن دمجها مع القوات المسلحة العراقية. لكن كل تلك المجموعات أظهرت ولاءها لطهران
posted onJanuary 18, 2020
noتعليق

أقامت إيران شبكة من الميليشيات الموالية في جميع أنحاء العالم العربي على مدى عقود، وفي حالة وجود صراع مفتوح مع الولايات المتحدة، ربما يقاتلون كوكلاء لها، وهم حتى الآن موالون لطهران.

ووفقا لما نشره موقع "دويتش فيلا" الألماني، كان قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في إيران، رجلاً مشغولاً، وعندما قُتل في غارة جوية أميركية بطائرة مسيرة في 3 يناير بالقرب من مطار بغداد الدولي، كان في طريقه للقاء رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام.

وبحسب الموقع، فإن سليماني لم يكن رجل سلام، فبعد أن سيطر على "فيلق القدس" الإيراني في عام 1998، ركز إلى حد كبير على إقامة علاقات بين طهران والأطراف الفاعلة غير المتماثلة في العالم العربي، وتم تشكيل العديد من هذه الروابط على أساس مشترك وهو "الإسلام الشيعي".

وأهم حليف لطهران من تلك الميليشيات هو حزب الله اللبناني، الذي تأسس وميليشياته المسلحة في لبنان عام 1982.

ولعدة سنوات، حافظت طهران أيضا على علاقات مع مجموعة من الميليشيات العراقية مثل "الحشد الشعبي"، وهي منظمة جامعة مكونة من العديد من الميليشيات الأصغر.

كما تدعم إيران ميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن.

ميليشيات الحوثي اليمنية

وفي السنوات الأخيرة، بنى النظام الإيراني أيضا شبكة من العناصر الفاعلة في سوريا التابعة لرئيس النظام السوري بشار الأسد.

وتشكل هذه الجهات مجتمعة شبكة واسعة من الحلفاء الذين يمكن أن تعتمد عليهم طهران في حالة النزاع المسلح.

وأظهر حزب الله بالتأكيد استعداده للقتال في سنوات الصراع في العالم العربي، لكن ما مدى ولائه لطهران، خاصة بعد أن تخلت طهران الآن إلى حد كبير عن الضربات الانتقامية الكبرى في أعقاب مقتل سليماني؟

ففي يوم مقتل سليماني، دعا أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله الميليشيات الشيعية إلى قتال القوات الأميركية في جميع أنحاء المنطقة والقيام بهجمات انتحارية.

وأعلن نصرالله أن ميليشياته سترسل الجنود الأميركيين إلى ديارهم في "توابيت". كما هدد إسرائيل، مدعيا أنها خططت أصلا لقتل سليماني، لكنها إما كانت تفتقر إلى القدرة أو الشجاعة للقيام بذلك.

ولم يترك نصرالله أي شك حول استعداد حزب الله لشن حرب على القوات الأميركية، ومع ذلك لم يشن أي هجمات حتى الآن، مثلما هو الحال نفسه مع باقي الميليشيات الشيعية الإقليمية الأخرى.

ونقل الموقع عن الخبير في الشؤون الإسلامية يودو شتاينباخ قوله، إن نصرالله لم يتخذ أي خطوة بناء على طلب من طهران.

وأضاف "تعتمد الميليشيات سياسياً واقتصاديا بشكل جزئي على إيران"، مؤكداً أن حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن لطالما أطاعوا أوامر طهران. وفي الوقت نفسه، فإن الميليشيات الشيعية في العراق متحالفة بشكل كبير مع طهران، فضلاً عن دمجها مع القوات المسلحة العراقية. لكن كل تلك المجموعات أظهرت ولاءها لطهران".

وأضاف "من غير المرجح أن تفكر أي من هذه المجموعات في أن تصبح جهات فاعلة سياسية أو عسكرية مستقلة بعد مقتل سليماني".

وضع مقتل سليماني إسرائيل في حالة تأهب قصوى، وفقًا لتشاك فرايليتش، النائب السابق لمستشار الأمن القومي في إسرائيل، حيث إن حزب الله حليف إيران يمتلك قوة عسكرية كبيرة.

وقال لصحيفة (تايمز أوف إسرائيل) "لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، سيكون هناك ممثل عربي وهو حزب الله، لن يكون قادرا فقط على تعطيل عمليات التعبئة الإسرائيلية عن طريق ضرب مراكز التعبئة والمستودعات، ولكن أيضا تعطيل قدراتنا الهجومية".

وأضاف "إننا نواجه عاما حرجا في وقت ينشغل فيه قادتنا السياسيون بأمور أخرى".

واقتصر رد فعل إيران على مقتل سليماني إلى حد كبير على قصف القواعد العراقية التي تستخدمها قوات أميركية، إلا أن ضرباتها الصاروخية لم تسفر عن أية إصابات، بحسب ما أفاد به الأميركيون وقت الضربات، إلا أن الجيش الأميركي صرح، أمس الجمعة، أن الضربات تسببت بإصابة 11 من الجنود ببعض الارتجاجات.

ميليشيات الحشد الشعبي العراقي

لكن إذا لم تشعر الميليشيات المرتبطة بطهران في العراق بالرضا عن هذا الرد المحدود، فبإمكانها أن تبادر بأخذ الأمر على عاتقها، على حد قول دينا أسفندياري من مؤسسة "نيويورك سنشري" في تصريح لمجلة "فورين بوليسي".

فهي تعتقد أن الميليشيات العراقية ربما لا تطيع إرادة إيران بالضرورة، في هذه الحالة.

ويتفق هذا الرأي مع ما قاله أحد المقاتلين في القيادات الوسطى في الحشد الشعبي أبو حسين: "لا يهم إذا توقفت إيران عند هذا الحد، فقد قامت إيران بالانتقام لمقتل سليماني. ولا يزال على الحشد أن ينتقم لمقتل (أبو مهدي) المهندس"، والأخير هو نائب قائد الحشد الشعبي، والذي لقي حتفه في نفس الضربة الأميركية برفقة سليماني.

لكن يرى أودو شتاينباخ أن مستقبل العلاقات الإيرانية الأميركية سوف تحدده القيادة السياسية لكلا البلدين، و"إذا وجد الإيرانيون أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوة باتجاه الولايات المتحدة، فإنهم سينفذون هذا القرار بشكل عملي".

ويشير شتاينباخ إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي وحده هو من سيقوم بالدعوة لمثل هذه الخطوة، ولا أحد غيره من الإيرانيين سيقوم بهذه الخطوة التي ستعارضها الميليشيات الموالية لطهران بكل قوة وجدية، بحسب وصفه.