تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

دور الطلبة في الأحتجاجات الإيرانية

الطلبة الإيرانية لها دور بارز في طرح قضايا الوطنية
AvaToday caption
تجلت هذه المطالب بشعارات، مثل "من طهران إلى بغداد.. شعارنا الثورة واحدة"، و"من طهران لبغداد.. فقر، ظلم، استبداد"، وكذلك "من طهران للأحواز نضال الكادحين واحد"
posted onJanuary 17, 2020
noتعليق

برز دور الحركة الطلابية الإيرانية العريقة من جديد خلال الاحتجاجات الأخيرة، التي خرجت في الجامعات والشوارع ضد قيام الحرس الثوري بإسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخين، مما أدى إلى مقتل 176 شخصاً.

وعكست الشعارات التي أطلقها المتظاهرون تنوع الحراك الطلابي، بمختلف تياراته الفكرية والسياسية. كما أظهرت توحّد المطالب الأساسية التي تتمحور حول التغيير الشامل وإسقاط رموز النظام االاستبدادي.

وركّز الطلاب المنتمون للتيار الليبرالي على شعارات تدعو لطرد العسكر والحرس الثوري من الحياة السياسية وإنهاء سيطرتهم على مفاصل القطاعات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية في إيران. كما دعوا إلى الانفتاح على العالم والتعامل مع المجتمع الدولي، عبر التركيز على شعارات رددها الشارع قبل الطلاب، مثل "عدونا هنا، يكذبون يقولون بأنها أميركا" و"قتلوا النخبة ونصبوا الملالي في الحكم".

أما اللافت في شعارات الطلاب اليساريين، خاصةً في جامعات طهران، فهو تركيزهم على القضايا الاجتماعية وضرورة توحيد الجبهة المناهضة لاستبداد ولاية الفقيه العابر للحدود.

وتجلت هذه المطالب بشعارات، مثل "من طهران إلى بغداد.. شعارنا الثورة واحدة"، و"من طهران لبغداد.. فقر، ظلم، استبداد"، وكذلك "من طهران للأحواز نضال الكادحين واحد".

أما الشعارات الموحدة بين جميع التيارات فكانت تركز على رفض الحكم الاستبدادي بكل أشكاله، مثل "الموت للظالم.. سواء كان الشاه أو المرشد". واسقطبت هذه الشعارات القوميات المكتوية بنار النظامين، أي "التاج أو العمامة"، كما يقولون.

ويبدو أن الشعار الأخير كان أيضاً رداً على شعار طرحه أنصار الشاهنشاهية الذين يترحمون على الشاه الأب رضا بهلوي. وهذا الشعار ينتقد رضا بهلوي حفيد الشاه في المنفى والذي بقي صامتاً لمدة أسبوعين إزاء حادثة إسقاط الطائرة على يد الحرس الثوري.

يذكر أن بهلوي كان قد "غازل" في وقت سابق الحرس الثوري، آملا وقوفه معه في حال حدث انهيار للحكم في إيران مستقبلاً، حسب ما يراه بعض المراقبين.

كذلك أدانت الشعارات إرهاب النظام الإيراني في الداخل والخارج بهتافافات مثل "أيها الباسيج والحرس الثوري أنتم دواعش إيران".

وتطورت الشعارات لتؤكد على التحام انتفاضات إيران والعراق ولبنان وسائر شعوب المنطقة ضد نظام ولاية الفقيه، وتلخّص هذا الأمر بهتاف "الموت للديكتاتور.. الموت لخامنئي".

كما ردد المتظاهرون سواء في الجامعات أو في ميدان آزادي وسط العاصمة طهران، والذي له رمزية خاصة نظراً لأنه كان موقع آخر مظاهرات ضخمة أسقطت الشاه عام 1979، خلال الليالي الماضية هتاف "لو قمعنا بالدم والدبابة، يجب أن يرحل الملالي".

أنتفاضة طلبة في عام 1999

ولخشية النظام من قوة الحركة الطلابية ودورها في عقلنة حراك الشارع وصياغة الشعارات والمطالب، دعا المتشددون، وعلى رأسهم أحمد علم الهدى ممثل المرشد الإيراني، علي خامنئي، في خراسان، إلى "محاسبة الطلبة لإطلاقهم شعارات تعادي النظام وتوجّه الشارع".

كما نعت الطلاب والمواطنين الذين امتنعوا عن الدوس فوق الأعلام الأميركية المرسومة في ساحات ومداخل الجامعات والمباني الحكومية بـ"العملاء".

وبرز دور الحركة الطلابية الإيرانية في مناهضة القمع والاستبداد منذ حقبة الشاه، لكنها لعبت دوراً هاماً مجدداً خلال انتفاضة 9 تموز/يوليو 1999، عندما تجمع عشرات الآلاف من الطلاب في جميع أنحاء إيران.

وانطلقت المظاهرات حينها من جامعة طهران، التي تجمع الطلاب في حرمها احتجاجاً على صدور قانون يعزز الرقابة على الصحافة وإغلاق صحيفة "سلام" الإصلاحية الأكثر شعبية وجرأة في تلك الفترة.

وقام الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الذي كان سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي آنذاك، بقيادة حملة القمع ضد الطلبة، وعُرف آنذاك بأنه "جزار الطلبة".

وداهمت قوات الأمن وعناصر الحرس الثوري وجماعات الضغط المتشددة الحرم الجامعي، وأطلق الأمن النار على الطلاب. وقالت مصادر إن 7 طلاب توفوا بالرصاص المباشر، بينما مات البعض تحت التعذيب، كما تعرض المتظاهرون للضرب الشديد. كذلك، انطلقت موجة اعتقالات طالت حوالي 1500 طالب.

وتُعتبر تلك الاحتجاجات هي الأهم في تاريخ الحركة الطلابية في إيران، حيث دافعت عن مطالب رئيس البلاد الإصلاحي آنذاك، محمد خاتمي، الذي كان قد تم انتخابه قبل عامين، أي في عام 1997، والذي وعد بصحافة حرة ووضع حد للقمع.

وناشد خاتمي الحكومة علناً عدم مهاجمة الطلاب، لكنه في النهاية، لم يستطع فعل أي شيء لإنقاذهم. ويتهمه البعض بالتواطؤ مع روحاني في حملة القمع.