تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إيران على حقيقتها، الخرافة التي دمرت شعبا

صور قاسم سلیمانی
AvaToday caption
لقد صار سليماني أشبه بشخصيات "الكومكس". إنه سوبرمان المذهب. من خلاله استعاد أتباع المذهب مظلوميتهم. وهو ما يستحق من أجله الشكر. أظن أن الكثيرين ممن مشوا في جنازة سليماني كانوا يفكرون في تعويض الفرصة التي خسروها
posted onJanuary 9, 2020
noتعليق

فاروق یوسف

سقط خمسون إيرانيا قتلى أثناء تشييع قاسم سليماني. ذلك حدث استثنائي غير مسبوق من نوعه في التاريخ.

لقد ظهرت إيران على حقيقتها حينها.

فالقتلى هم ضحايا مضللين وصل بهم جهلهم إلى درجة التدافع من أجل نيل بركة التقرب من جنازة "الشهيد" الذاهب إلى الجنة.

وإذا ما كانت وسائل الدعاية الإيرانية قد أبدعت في وصف اللحظة التي التقى سليماني وصحبه فيها بالأمام الحسين في جنات الخلد، فإن حسن نصرالله قد الهمهم مشهدا يستحق التصوير لمزجه بين الحكايات الشعبية بطريقة مرعبة.

قال "سيد المقاومة"..

لقد قُطع رأس سليماني كما حدث مع الحسين.

كما قُطعت يداه كما الأمام العباس. أما أشلاء جسده فإنها تُذكر بعلي الأكبر ابن الامام الحسين. فهو إذاُ مزيج من أولئك الأئمة المقدسين لدى الشيعة.

بالنسبة للإيرانيين الذين شيعوا سليماني فإنهم حضروا كما لو أنهم منومون مغناطيسيا. هناك قوى غيبية كانت تقف وراء مشهد جنائزي، سيؤدي إلى ما يشبه الفكاهة السوداء التي نتجت عنها المأساة.

لقد صار سليماني أشبه بشخصيات "الكومكس". إنه سوبرمان المذهب. من خلاله استعاد أتباع المذهب مظلوميتهم. وهو ما يستحق من أجله الشكر. أظن أن الكثيرين ممن مشوا في جنازة سليماني كانوا يفكرون في تعويض الفرصة التي خسروها حين لم تتح لهم المشاركة في تشييع الامام الحسين وأخيه العباس وأبنه علي الأكبر.

هذا هو الشعب الذي صنعته ثقافة الثورة الإسلامية في إيران.

ذلك شعب يقف خارج شروط عصرنا وهو في كل الأحوال يكشف عن تدني مستوى التعليم وغياب العلم عن الحياة العامة، ناهيك عن تردي مستوى العيش والقبول بالفقر والمرض والحرمان كونها وسائل لاختبار الإيمان.

لقد صنعت دولة الخرافة شعبا يؤمن بالخرافات. وهو ما يجعلني اليوم على يقين من أن تلك الحشود البشرية التي كانت تندفع إلى الجبهات لتُقتل في الحرب ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي لم يكن وازعها في ذلك وطنيا، بل كانت تفعل ذلك تعبيرا عن إيمانها بالخرافة. خرافة الامام الخميني الذي هو على اتصال مباشر بالإمام الغائب.

وقياسا على ذلك فإن إيران ليست دولة حية.

يكذب الأوروبيون على أنفسهم حين يحاولون الزج بإيران في المجتمع الدولي الحديث. لا يفقد السياسيون توازنهم حين يكون السيرك من صنعهم. حضور إيران في المجتمع الدولي يحول المشهد إلى نوع من السيرك.

وكم كان الرئيس الأميركي ترامب محقا حين رفض الاستمرار في الاشتراك في ذلك السيرك فقرر الانسحاب من الاتفاق النووي. تلك واحدة من أكثر الحفلات العالمية سخفا.

كان الغطاء الأوروبي هو من أكثر محاولات الترضية سخفا.

"لتذهب إيران ببرنامجها النووي إلى الجحيم" ذلك ما قاله ترامب. ولكنه لم يقل ذلك إلا بعد أن عرف كل شيء عن ذلك البرنامج. فإيران التي تسعى إلى امتلاك السلاح النووي لن تحصل عليه. وإذا ما اقتربت من ذلك الهدف فإن هناك وسائل تكون كفيلة بمنعها من الوصول إليه.

إيران هي خرافة.

من لا يصدق ذلك عليه أن يتفحص بأمانة الرد الذي قامت به ثأرا لمقتل بطلها القومي قاسم سليماني. لقد تركت كل القواعد العسكرية الأميركية القريبة منها في قطر وافغانستان والكويت وتركيا والاساطيل وحاملات الطائرات الأميركية التي تبحر في المياه الدولية المحاذية لها وتوجهت بصواريخها إلى قاعدة عراقية تقع وسط الصحراء لا يلحق ضربها أي ضرر بالمصالح الأميركية

ألا يعني ذلك الرد أنه جرى بالاتفاق مع الولايات المتحدة من أجل رفع معنويات الداخل الإيراني والتأثير ايجابا على مناصري إيران خارجها؟

قتلت الولايات المتحدة عدوها سليماني ووهبت إيران فرصة حققت من خلالها انتقاما صوريا، هو بحجم حقيقتها.