تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

أردوغان عينه على نفط الكورد في شمال سوريا

رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي
AvaToday caption
"عرضت على قادة بعض الدول أن ننفق عائدات النفط على سكان المنطقة الآمنة التي سنقيمها في الشمال السوري، ونضمن عودة اللاجئين إلى ديارهم ونقدم لهم حياة كريمة، فلم أتلق أي رد منهم"
posted onDecember 17, 2019
noتعليق

من جديد، وفي أعقاب رفض دولي لطلبه تمويل إنشاء "المنطقة الآمنة" المزعومة عبر عائدات النفط السوري، عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليُهدّد باستئناف عملية الغزو العسكري لشمال سوريا، مُتهماً روسيا والولايات المتحدة بعدم الالتزام بوعودهما حيال إخراج المسلحين الكورد من شمال سورية.

ونقلت وكالة "الأناضول" التركية الحكومية، عنه القول في مقابلة تلفزيونية الليلة الماضية "موسكو وواشنطن لم تلتزما بوعودهما حيال إخراج الإرهابيين من الشمال السوري، وتركيا ستتدبر أمرها بنفسها لإبعاد خطر التنظيمات الإرهابية عن حدودها".

وقال إن روسيا والولايات المتحدة لم تتمكنا من إخراج مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية من شمال سورية.

وتابع بالقول: "الولايات المتحدة وتنظيم وحدات حماية الشعب الكوردية/حزب الاتحاد الديموقراطي (الكوردي السوري) يسيطران على آبار النفط في دير الزور، ويقومان ببيع النفط إلى النظام السوري، وفي القاميشلو يوجد أيضا آبار للنفط وهناك يسيطر النظام والروس على تلك الآبار".

وقال إن "تركيا لا تهتم بالنفط، بل تولي اهتماما لأمن السكان الذين يعيشون في تلك المناطق".

وأضاف "عرضت على قادة بعض الدول أن ننفق عائدات النفط على سكان المنطقة الآمنة التي سنقيمها في الشمال السوري، ونضمن عودة اللاجئين إلى ديارهم ونقدم لهم حياة كريمة، فلم أتلق أي رد منهم".

وأشار أردوغان إلى استمرار وجود "الإرهابيين" في مدينة منبج، رغم اتفاق خارطة الطريق المبرم بين أنقرة وواشنطن، مُبينا أن العشائر الموجودة في تلك المنطقة، تطلب من تركيا مساعدتهم للتخلص من ظلم "الإرهابيين".

وأضاف أن وصف الغرب لـِ "ي ب ك/ ب ي د" بأنه تنظيم كوردي، هو إساءة للشعب الكوردي، مشيرا أن تركيا لا تنظر إلى الكورد على أنهم "إرهابيين".

وأكد الرئيس التركي أنّ "تنظيم "ي ب ك/ ب ي د" هو ذراع منظمة "بي كا كا" الإرهابية في سوريا، وأن الإرهابي فرهاد عبدي شاهين، هو الابن الروحي لزعيم "بي كا كا" عبد الله أوجلان".

وأوضح أردوغان أن القوات التركية ألحقت هزائم كبيرة بمنظمة "بي كا كا"، وأن المنظمة لم تعد قادرة على القيام بعمليات "إرهابية" داخل تركيا.

ومنذ أيام، كان الرئيس التركي أعلن بدء العمل على إسكان مليون سوري في مدينتي تل أبيض ورأس العين شمالي سوريا.

وسبق أن أعلنت أنقرة سبتمبر الماضي عن أن مشروع المنطقة الآمنة سيتكلف نحو 151 مليار ليرة (27 مليار دولار أميركي)، وأن صناديق تمويل أجنبية ستقام لبناء 200 ألف منزل في الإجمال، ويشمل ذلك تشييد 140 قرية تتسع كل منها لسكن خمسة آلاف شخص و10 بلدات كل منها تتسع لسكن 30 ألفا وسيكون في كل بلدة مستشفيات وملاعب كرة ومساجد ومدارس.

وفي نوفمبر الماضي، قال أردوغان إن قطر يمكن أن تدعم خطط تركيا لتوطين ما يربو على مليون لاجئ في شمال شرق سوريا بعد هجومها على المسلحين الكورد في المنطقة.

وهاجمت تركيا وحدات حماية الشعب الكوردية السورية في 9 أكتوبر الماضي، وفرضت سيطرتها على قطاع بطول 120 كيلومترا على حدودها الجنوبية الشرقية.

وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب المُقاتلين الكورد من المنطقة، وأعقبه اتفاق مع روسيا في سوتشي 22 من الشهر ذاته.

ومنذ أن شنت أنقرة هجومها، تحث الحلفاء الغربيين على دعم خططها لبناء مدن جديدة في شمال شرق سوريا، وتقول إن من الممكن أن يتم فيها توطين نحو نصف اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم على أراضيها ويبلغ عددهم 3.6 مليون لاجئ.

وتدعو تركيا إلى عقد قمة دولية للمانحين لدعم الخطة.

ويقول مسؤولون غربيون إنهم سيعزفون عن تمويل أي مشروع ينطوي على عودة غير طوعية للاجئين أو إدخال تغييرات على التركيبة السكانية في سوريا. وتنفي أنقرة التخطيط لمثل هذا الأمر.