تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

دافينشي، يؤجج صراع فرنسي إيطالي على فنهِ

موناليزا
AvaToday caption
ثبت أن اللوحة بيعت من الفنان للملك فرنسوا الأول الذي دعا دافينشي للمكوث في قصر أمبواز في نهاية حياته
posted onOctober 23, 2019
noتعليق

يحتفي متحف اللوفر الباريسي بهذا الرسام الأبرز من عصر النهضة والذي يكنّ له الفرنسيون تقديرا خاصا لكونه عاش سنواته الأخيرة بينهم، فيما يبدو الإيطاليون غير مستعدين لمشاركة إرثه مع سواهم.

وقد ساد اعتقاد لفترة بأن هذا الحدث الثقافي قد لا يرى النور بعدما ألمحت الحكومة الشعبوية الإيطالية السابقة العام الماضي إلى أنها لم تعد مستعدة لإعارة اللوفر أعمالا لليوناردو دافينشي محفوظة على الأراضي الإيطالية.

وقد شكلت هذه الحادثة فصلا جديدا من فصول المناوشات الفرنسية الإيطالية، في أوج أزمة دبلوماسية بين البلدين لم يتوان خلالها الائتلاف الحاكم في إيطاليا حينها وعلى رأسه ماتيو سالفيني ذو التوجه السيادي، عن توجيه انتقادات لاذعة لباريس.

اعمال دافينشي

وفي تلك الفترة، جددت نائبة وزير الثقافة لوتشيا بورغونزوني المقربة من سالفيني التأكيد على أن ليوناردو دافينشي"كان إيطاليا حتى لو أن شقيقا لنا في الجانب الآخر من جبال الألب يريد تصويره على أنه فرنسي".

غير أن الأجواء هدأت مذاك. وقد تغيّرت الحكومة الإيطالية هذا الصيف وباتت أكثر انحيازا إلى اليسار، كما أن وزير الثقافة الجديد داريو فرانشيسكيني المعروف بحبه للثقافة الفرنسية سعى مع نظيره الفرنسي لكي يتمكن اللوفر من عرض كل أعمال ليوناردو دافينشي المنتظرة في باريس.

غير أن دافينشي يبقى موضوعا حساسا بين البلدين، كما يثبته القرار الصادر أخيرا عن محكمة في البندقية بتجميد الإذن المعطى بإخراج لوحة "الرجل الفيتروفي" الشهيرة للرسام قبل أن يسمح القضاء أخيرا بإعارتها للوفر.

وفي مثال آخر يجسد الحساسية الإيطالية في هذا الموضوع، ثارت موجة انتقادات بسبب زلة لسان مقدم نشرة إخبارية رئيسية في فرنسا وصف في مايو/أيار الماضي الفنان المولود في منطقة توسكانة الإيطالية والذي توفي في توران وسط فرنسا، بأنه "عبقري فرنسي".

وقد علق مقدم نشرة إخبارية في إيطاليا على هذه "الهفوة" قائلا إنه لا يعرف ما إذا كانت "زلة، أم أنها نسخة غريبة لقانون الجنسية التي تمنح بحسب مكان الوفاة وليس مكان الولادة".

ويشير المؤرخ جان إيف فريتينييه إلى أن الإشكاليات بين فرنسا وإيطاليا بشأن دافينشي تشهد على "المنافسة الثقافية" القائمة بين هذين "الشقيقين اللاتينيين".

ويلفت المؤرخ وهو أحد مؤلفي كتاب "فرنسا وإيطاليا. قصة أمتين شقيقتين"، “من جهة هناك إيطاليا التي تطالب بأن تكون لها الأولوية لأنها، من خلال روما، الرافعة الأساسية للفن الغربي فيما هناك في الجانب الآخر فرنسا التي تبدي شعورا فوقيا تجاه جارتها، مفضلة توجيه اهتمامها إلى ألمانيا أو في مرحلة معينة إلى بريطانيا”.

كذلك فإن حملات نابليون بونابرت التي صودرت خلالها مئات الأعمال الفنية من إيطاليا لعرضها في المتاحف الفرنسية، تركت انطباعا لدى الإيطاليين بأن إرثهم يتعرض للنهب.

هذا الشعور لا يزال سائدا في بعض الأوساط ويؤجج شائعات بينها ما يشير إلى أن لوحة الموناليزا هي أيضا نهبت على يد بونابرت.

ومن الفرضيات التي سرت لتفسير سرقة اللوحة الشهيرة لدافينشي في 1911 في متحف اللوفر هو أن السارق تصرف بدافع وطني لإعادة اللوحة إلى موطنها الأصلي إيطاليا.

لكن ثبت أن اللوحة بيعت من الفنان للملك فرنسوا الأول الذي دعا دافينشي للمكوث في قصر أمبواز في نهاية حياته. غير أن إيطاليين كثيرين يطالبون بعودة الموناليزا إلى إيطاليا.

دافينشي

وبحسب أليساندرو فيتزوزي مدير "متحف ليوناردو دافينشي المثالي" في مسقط رأس الرسام، فإن "صورة ليوناردو وقعت ضحية أحداث استثنائية أشهرها بلا شك هي سرقة الموناليزا في باريس، ما أعطاه بعدا عالميا".

ويخلص المؤرخ إلى أنه "رغم رغبة الجميع في نسبه إليه، فإن (الرسام) مولود في فينتشي في توسكانة لكنه من فلورنسا وميلانو وفرنسي في باريس".