تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ايتها الحرية....

متظاهرون في العراق
AvaToday caption
ايتها الحرية ماعدتي تشكلين رقما كبيرا في عالم حقوق الانسان والديموقراطية الكاذبة بعد ان غاب الضمير عن نفوس
posted onOctober 16, 2019
noتعليق

رياض العبادي

ايتها الحرية كم باسمك تاسست انظمة  مستبدة لاتعرف مفردات الانسانية والرحمة والوطنية وكم من دماء سفكت تحت يافطات التحرر السياسي والرفاه الاجتماعي والعدالة الانسانية.  . ايتها الحرية ما انت الاوهم في اذهان المتشبثين بعروة الخلاص  ينتظرون منذ عصور قيامة المسيح في  فجر يوم جديد ماعاد يبزغ رغم مرور سنوات وتعاقب رئاسات فاسدة مستبدة تحسب انها انظمة اصلاح وتحرر وانها هبة الله في هذا المصر او ذاك. ايتها الماجنة كم قبضت ثمن ماقدمته من عهر لانظمة حكمت باسمك شعوب بالحديد والنار والقنص المنظم  من على اسطح الشواهق من العمارات .

ايتها الحرية مازلت تشكلين وهم في عقول المغلوب على امرهم ومازلت يؤسس  للطغيان فوق قواعد هويتك المجردة كل يوم نظام يقمع ويبطش دون الالتفات للخلف او اليمين او الشمال .

لم تكوني في يوم ما تجربة حقه تحقق طموح شعب او جماعة غشيهم الضيم، ينتقلون بمحض ارادتهم  فوق فراشك من حضن دكتاتور الى حضن دكتاتور اخر  ومن براثن آثم الى مخالب اثمين بعد ان لوث عقولهم الوهم والضخ الاعلامي، ان هناك فجر يوم جديد مغاير لما سبق ستكون فيه الحقيقة عارية امام شمس تموز.

ايتها الام  كم تعلقت على خارطة صدرك  شعارات وشعارات كتبتها اياد تجهل كنه التحرر ومفهوم الخلاص من الاستعباد الفكري قبل الخلاص من استعباد الاجساد والاحلام  والامال .

ايتها الحرية ماعدتي تشكلين رقما كبيرا في عالم حقوق الانسان والديموقراطية الكاذبة بعد ان غاب الضمير عن نفوس كانت بالامس تعتقد انها ضحية جلاد واليوم تبين انها عبارة عن ارواح شريرة  لجلادين.

 لافرق ايتها الحرية بين جلاد الامس وجلاد اليوم كلهم شربو من خمرة لذات الحياة الدنيا ووقعوا فريسة عيون الحسان.وارتمت اجسادهم الميتة اخلاقيا بين  اذرع الرذيلة  فانسلخوا عن عقيدة كانت تدعوهم للرحمة والايثار والعدل واقام الصلاة من اجل الاخرين مهما تنوعت اعراقهم وافكارهم .

 ايتها الحرية يا شقيقة الحسين واخت  سبارتاكوز  و غاندي ويا ام جان دارك  ومانديلا وجيفارا  ورفيقة مارتن لوثر وعمر المختار  ماعدتي الا وثن لا روح فيه.

حق عليه الرجم بحجارة المنخدعين. وماعدتي تلهمين الا من سحقوا باقدام الفقر والضلم الاجتماعي في عدد من شعوب العالم .

لك ايتها المتجردة من ثياب الحقيقة في زمن التسكع على ارصفة المتع واللهو  في عراق القانون والمعرفة  والحضارة .

لك كل التعازي بفقدك العشرات من ابنائك الذين حسبوا انك ام رؤوم ستنجدهم ان لاذوا بعبائتها السوداء   لكن الحقيقة انك أم بالوهم لاؤلائك الفتية  الذين تشبثوا بثيابك التي لم تكن تستر غير جرائم المجرمين.

غادري ارضنا يابنت روما واثينا  وخليلة انكيدو وعشيقة كلكامش. تحت ثيابك تلك سقط العشرات من الجائعين الى خبز الكرامة  في ساحات التمرد والفضيلة  فلم يعد خبزك مستساغ لدى من يبحث عن الخلاص الابعد ان تعتذري انك لم تكوني ملهمة لاولائك الفسقة الذين اعتلوا عرش العراق باسمك وتحت يافطات كان مرسوم عليها بصمات طبعت  بدماء ضحايا انظمة بائدة لم تكن اكثر قسوة  منهم لارواح المستشهدين في سبيلك الباحثين عن الخلاص بين  تضاريس  وجهك المجعد من الام السنين واكاذيب الكثير من المصلحين المزيفين بادوات الغرباء.